رفضت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي دعوة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) لإنهاء عسكرة الانتفاضة واعتبرتها لا تخدم القضية الفلسطينية، وشددتا على أن سلاح المقاومة هدفه مواجهة العدوان الإسرائيلي.وقال الناطق باسم حماس في غزة سامي أبو زهري إن مثل هذه التصريحات تعارض إجماع الشعب الفلسطيني حول مشروعية المقاومة. وبشأن تخوف الحركة من إمكانية جمع الأسلحة وحدوث صدام أعرب أبو زهري عن ثقة حركته بحسم الخلاف بين السلطة الفلسطينية والفصائل بالحوار. من جهته أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي حق فصائل المقاومة الاحتفاظ بسلاحها وتقوية نفسها طالما بقي الاحتلال والعدوان موجودا على الأرض الفلسطينية. وأشار الهندي -الذي شدد على حرص حركته على أن يكون الحوار الوسيلة الوحيدة لحل كافة الخلافات– إلى أن فوضى السلاح ليست نابعة من سلاح المقاومة بل بسبب سلاح الأجهزة الأمنية التي قال إنها بحاجة إلى ضبط.وجاء موقف حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيما رحب الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف بدعوة عباس لإنهاء عسكرة الانتفاضة وقال للصحفيين في القدسالمحتلة إن موقفه يعكس شخصيته القيادية، ووصف مبادرته بأنها خطوة تستحق الاحترام. وجاء الترحيب الإسرائيلي بعد إشادة مماثلة للبيت الأبيض، حيث اعتبر المتحدث باسم الإدارة الأميركية سكوت ماكليلان "محاربة الإرهاب" ووضع حد للعنف أمرا حاسما لتقدم عمليات بناء مؤسسات تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية. وكان عباس أكد في مقابلة صحفية أن الانتفاضة حق مشروع للشعب من أجل التعبير عن رفضه للاحتلال بالوسائل الشعبية والاجتماعية، لكنه أشار إلى أن "استخدام السلاح كان مضرا ويجب أن يتوقف من خلال العمل على تهدئة النفوس في صفوف الشعب الفلسطيني". وتأتي هذه التطورات فيما واصلت قوات الاحتلال عملياتها في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في قطاع غزة، فقد استشهد فلسطيني اليوم برصاص جنود الاحتلال على الطريق الساحلي غربي مدنية غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن مصطفى سواركة (33 عاما) أصيب إصابة قاتلة برصاصة في العنق عندما أطلق جنود إسرائيليون النار على سيارة أجرة فلسطينية كان بداخلها. ووقع الحادث لدى إطلاق قوات الاحتلال النار على جموع من الفلسطينيين أقاموا حاجزا ترابيا لعرقلة توغل إسرائيلي في المدينة. وفي خان يونس جنوبي القطاع تعرض الحي النمساوي للقصف بقذائف الدبابات. وكان قوات الاحتلال هدمت أمس 15 منزلا في مخيم المدينة.من جهة أخرى نسفت قوات الاحتلال في مدنية الخليل بالضفة الغربية اليوم منزل الناشط من حركة حماس إياد أبو شخيدم الذي اعتقل في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد اشتباك مع جنود الاحتلال أصيب خلاله بجروح وفق روايات شهود العيان. في تطور آخر قتل مسلحون فلسطينيون في رام الله فجر اليوم فلسطينيا يشتبه في تعاونه مع قوات الاحتلال. وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن الفلسطيني الذي خطف قبل يومين قتل برصاص ناشطين ملثمين وسط رام الله حيث عثر على جثته. ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن العملية. ومنذ بدء الانتفاضة في سبتمبر/ أيلول عام 2000 تولت محاكم فلسطينية خاصة محاكمة عشرات الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل أو أعدموا بلا محاكمة من قبل ناشطين فلسطينيين. وقد تم تنفيذ حكمين بالإعدام صدرا بحق متعاونين في كانون الثاني/يناير 2001.