قالت وزارة العمل الأمريكية الجمعة، إنّ عشرات الآلاف فقدوا وظائفهم في البلاد للشهر الثالث على التوالي، في آخر علامة على دخول اقتصاد البلاد مرحلة ركود. وأوضحت أنّ البطالة سجّلت أعلى نسبة لها خلال ثلاثة أعوام حيث فقد 80 ألف شخص أعمالهم في شهر مارس/آذار ليقترب عددهم الإجمالي هذا العام من ربع مليون شخص، حيث بلغ عددهم إلى 232 ألفا. وسبق لمحللين على موقع Briefing.com أن توقعوا أن يصل عدد الفاقدين لوظائفهم خلال مارس/آذار 50 ألفا. وراجع التقرير الجديد الذي أصدرته وزارة العمل عدد من فقدوا وظائفهم في الشهرين الأولين من العام إلى 76 ألفا لكل منهما بعد أن كانت التقارير تشير إلى أنّ النسبة بلغت 67 ألفا. وقال كبير الاقتصاديين في مؤسسة "واشوفيا" جون سليفيا إنّ "المراجعات هي المفاجأة الحقيقية في التقرير." وأوضح "لو علمنا بذلك في وقته، فما كان هناك أي داع لإطلاق الجدل حول ما إذا دخلنا مرحلة الركود أم لا." ومن أبرز القطاعات التي شهدت خسارة في الوظائف قطاع الإنشاءات الذي فقد وحده 51 ألف وظيفة، متبوعا بقطاع التصنيع بنحو 48 ألف وظيفة. وبناء على ذلك، ارتفعت نسبة البطالة لتتجاوز للمرة الأولى منذ فترة طويلة نسبة الخمسة بالمائة، حيث بلغت 5.1 بالمائة مقارنة بنسبة 4.8 بالمائة في فبراير/شباط. والنسبة الجديدة هي الأعلى منذ سبتمبر/أيلول 2005 الذي شهد كارثة كاترينا. وسبق للاقتصاديين أن توقعوا أن لا تتجاوز النسبة 5 بالمائة. والأكثر إثارة للملاحظة أنّ الإحصاءات التي تجرى مباشرة مع الأشخاص، على عكس الإحصاءات التي تستند إلى كشوف وبيانات الرواتب، تظهر أنّ عدد الأمريكيين الذين قالوا إنّهم لا يشتغلون يبلغ 434 ألفا أي أكبر عدد منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ويتوقع سيلفيا أن يشهد كلّ شهر تراجعا في الوظائف حتى أغسطس/آب قائلا "لن يكون الأمر مزحة، فالركود لم يكن يوما مزحة." كما يتوقع آخرون أن يستمر تراجع الوظائف حتى العام المقبل حيث قالت المحللة الاقتصادية أربيتا بايكر إنّ الصورة ستزداد سوءا "ولن نشاهد أي أمل قريب حتى في حال تعافي الاقتصاد." كما أنّ الأشخاص، العاملين بصفة مؤقتة في ميادين غير زراعية، ويريدون العمل بصفة دائمة، تزايد عددهم بنحو 600 ألف مقارنة بالعام الماضي. وكان من الطبيعي أن يطلّ ملف البطالة والوظائف بعنقه على السجال الدائر في الحملات الانتخابية لمرشّحي الانتخابات الرئاسية. وقال السيناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري المفترض إنّه "رغم أخبار اليوم، فإنّ الديمقراطيين سيستمرون في برامجهم المناوئة للنمو." أما السيناتور باراك أوباما فقد اعتبر تقرير وزارة العمل "الدليل الأحدث على أن واشنطن بحاجة إلى تغيير جذري." ومن جهتها، اعتبرت السيناتورة هيلاري كلينتون أنّ الوقت قد حان حتى يعترف "الؤئيس وجون ماكين بالحقيقة." كما دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الرئيس جورج بوش إلى التوصل مع البيت الأبيض والكونغرس إلى خطة إنعاش اقتصادي ثانية معتبرة الأرقام اليت أعلنتها وزارة العمل بشأن البطالة "مثيرة للقلق." وللمرة الأولى، اعترف رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الأمريكي بن برنانكه بأن الاقتصاد الأمريكي "ربما يدخل فترة ركود"، متأثرا بصفعات قوية تلقاها جراء أزمة الائتمان والرهون العقارية. وقال برنانكه الأربعاء أمام لجنة من الكونغرس "الركود وارد، وتقديراتنا حاليا تشير إلى أن هناك تحسن طفيف، لكن بشكل عام ربما يحصل تقلص مع نهاية النصف الأول من العام الجاري ومن المتوقع أن تشكّل الأرقام الجديدة حول الوظائف عاملا حيويا في قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر في نهاية الشهر. ويتوقع العديد من المستثمرين أن احتمال خفض جديد في سعر الفائدة يرتفع إلى نسبة 100 بالمائة، قائلين إنّه من المرجح أن يخفض المجلس نسبة الفائدة بربع نقطة مائوية إضافية على الأقلّ. / CNN