خمسةُ مسلسلات تتحدث عن إسرائيل، وكلها مرشحة بقوة للعرض في رمضان هذا العام على الشاشة الفضية، سواء في سياق اجتماعي، أو تاريخي، إذ تفضح هذه المسلسلات مساوئ التطبيع، وتكشف الوجه الحقيقي لصانعي النكبة من القادة الإسرائيليين، والمتصدين لها من القادة العرب معًا. حسب جريدة المصري اليوم الصادرة الأربعاء الماضي فإن مسلسل «الفنار» يتناول مسألة زواج المصريين من إسرائيليات، ويحتوي على العديد من الشخصيات الدرامية الإسرائيلية، وفي مسلسل أيام الدالي يتناول مؤلفه وليد يوسف شخصيةَ رجل أعمال إسرائيلي يُدعى مردخاي «عزت أبو عوف» ينافس رجل أعمال مصريًا هو سعد الدالي «نور الشريف»، كما يظهر بالعمل عددٌ من الشخصيات الإسرائيلية. في مسلسل «دموع القمر» يتناول مؤلفه مجدي سالم شخصية رجل أعمال إسرائيلي يأتي إلى مصر لاستثمار أمواله في مجال الإعلام، وينشئ قناةً فضائية يحاول من خلالها استقطاب رموز الفكر والفن والرياضة من الذين لا يمارسون عملهم؛ لوجود خلافات بينهم وبين الحكومة، إلى أن يتم الكشف في النهاية عن الأهداف التخريبية لهذا الرجل، ويتم القبض عليه. في مسلسل «ناصر» يتناول الكاتب يسري الجندي شخصيةَ رئيس وزراء إسرائيل الأسبق «بن غوريون» وشخصيات إسرائيلية أخرى من التي عاصرت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفي مسلسل «عدَّى النهار» للمؤلف محمد صفاء عامر تدور الأحداث كلها حول النكسة. ورغم اختلاف الخطوط الدرامية لكل الأعمال السابقة، فإن إحساسًا واحدًا- بحسب الجريدة- يجمع بين كل مؤلفي تلك الأعمال، هو الخوف من اتهامهم بالتطبيع أو اتهامهم بمعاداة السامية. في سياقٍ متصل، يُعتبر نور الشريف ونادية لطفي ومحمد صبحي ثلاثة من كبار النجوم المعروفين بالتصدي للتطبيع بأعمالهم الفنية. ويقول نور الشريف صاحب (ناجي العلي) «الفن لا يغيِّر الواقع بل ينير عقول الناس، ويعرفهم بالقضية، وللأسف لن يتمكن الفن في المرحلة القادمة من لعب دور مؤثر في الصراع؛ بعد أن تم تفتيت المشاهدة، فلا يوجد برنامج سياسي يمكن أن يجمع الأمة أو حتى عمل فني». محمد صبحي بطل (فارس بلا جواد) يقول بطريقته الساخرة «عام 2048 لن نكون من أهل الدنيا، لكنني أتصور أن الناس سوف تفتح التليفزيون لتسمع من يقول لن نفرط في فلسطين، وإن حق العودة مقدس، ووقتها لن يكون هناك فلسطين، ولو استمر الحال على ما هو عليه فستمتد النكبة لبلاد عربية أخرى». صبحي من مواليد عام النكبة نفسه، لذا يقول: «أشعر بالخجل عندما أذكر عام ميلادي، وأشفق على أحفادي عندما يتحدثون عن ذكرى ميلاد جدهم المائة عام 2048 الذي تكمل فيه إسرائيل قرنًا من عمرها». كما يبدي صبحي مخاوفه من اختراق الفن والثقافة آخر حصون المقاومة التي عجزت الصهيونية عن تركيعه لصالحها.. فبدأت تزرع الفتنة بين المبدعين والفنانين العرب بدعاوى الشيفونية والتعصب.. وأحيانًا بالتسطيح والتصدي لأي عمل يحمل قيمة. ويتابع: «أذكر مسلسل «فارس بلا جواد» الذي قامت الدنيا لأجله عندما تناول بروتوكولات حكماء صهيون.. بينما يتم سب الرسول الذي يؤمن به مليار و200 مليون مسلم ولا يتحرك أحد.. المشكلة الحقيقية أن منَّا من لا يصدق أن إسرائيل تلعب بنا، وأنها لا تريد حلاً، وأنها بطبيعتها تتغذى على الحرب والدماء وبدونهما لا تعيش». أما نادية لطفي فكان لها رأي تقول فيه «لن يمكننا تدارك الأخطاء التي أدت للنكبة على الأقل في حياتي، وهذا لا يعني أنني فقدت الأمل، فهو دائمٌ ما بقيت الحياة، وأتصور أن الأجيال القادمة مطالبة بإيجاد حلول خاصة بهم، وألا يعتمدوا علينا، لأننا فاشلون، والفاشل لا يقدم نصيحة». إلى ذلك، أقامت نقابةُ أطباء مصر مهرجانًا غنائيًا وشعريًا بمقر النقابة العامة بالقاهرة مساء الثلاثاء 13 مايو 2008 بمناسبة الذكرى الستين للنكبة تحت عنوان «ستون عامًا على اغتصاب فلسطين.. ستون عامًا من المقاومة». حضر المهرجان حشدٌ من الجماهير المصرية يٌقدر بألفي مواطن، ويأتي المهرجان في إطار فعاليات تنظمها القوى الوطنية المصرية المهتمة بالقضية الفلسطينية.