وجه الداعية السني يوسف القرضاوي, انتقادات حادة لمراجع دينية شيعية انتقدت تصريحات ادلى بها عن المذهب الشيعي, واتهم "وكالة الانباء الايرانية" (مهر) التي نشرت آراء هذه المراجع "بالاسفاف البالغ", في وقت هاجم اسلاميون في الجزائرايران والشيعة, ردا على انتقاد الإمام الإيراني محمد علي تسخيري للقرضاوي واتهامه بالعمل ضد الإسلام والمصالح الإسلامية, وأنه "مجرد بوق ينادي إلى التعصب والتفرقة". ورد القرضاوي في بيان أول من أمس, على المرجع الشيعي آية الله محمد حسين فضل الله الذي قال "لم اسمع عن الشيخ القرضاوي اي موقف ضد التبشير (المسيحي) الذي يريد منا اخراج المسلمين عن دينهم (...) واي حديث عن اختراق العلمانيين او الملحدين للواقع الاسلامي", وقال ان تصريحات فضل الله "عجيبة حقا", مؤكدا ان موقفه "ضد التنصير واضح للخاص والعام في كتبه وخطبه ومحاضراته ومواقفه". وانتقد القرضاوي ايضا تسخيري الذي اعتبر تصريحاته "مثيرة للفتنة وناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرفة, قائلا ان الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب في ايران "نسي اني لم اكن في يوم ما مثيرا للفتنة بل داعيا الى الوحدة والالفة ووقفت ضد هذه الجماعات المتطرفة وحذرت من خطرها". وأضاف "عشت حياتي كلها ادعو الى توحيد الامة الاسلامية فإن لم يمكن توحيدها فعلى الاقل تأكيد التضامن في ما بينها (...) لكن هذا لا يعني ان ارى الخطر امام عيني واغض الطرف عنه", ودافع عن قوله ان الشيعة "مبتدعة", موضحا انه قال ذلك "في مواجهة من يقول انهم كفار". واكد القرضاوي ان "ما قلته من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية انا مصر عليه, ولا بد من التصدي له, والا خنا الامانة, وفرطنا في حق الأمة علينا", مضيفا انه "رغم تحفظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية, وقفت مع ايران بقوة في حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية, وادنت بشدة التهديدات الأميركية لها". في سياق متصل, ذكر موقع "أفاق" الالكتروني, ان دعاة السلفية في الجزائر وعلى رأسهم رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمن شيبان, ايدوا ما قاله القرضاوي في تصريحات اعلامية هاجم فيها الشيعة, وحذر من طموحاتهم التوسعية في الجزائر, مؤكدا "إن الجزائر سنية وسوف تبقى كذلك", وأبدى خلالها " أسفه من تحامل الشيعة على الصحابة في القنوات التلفزيونية, وقال أدعوهم للكف عن هذا السلوك". من جهته, قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر الشيخ أبو عمران, أنه يتأسف كثيرا من هذه الهجمة الشرسة من الشيعة, والتراشق بالكلمات التي تزيد من الهوة ولا تنقصها, أما الشيوخ المحسوبون على السلفية, فقد شنوا هجوما شديد اللهجة عبر المنتديات التابعة لهم حيث اعتبر الشيخ أبو عبد الله في بيان له أن ما تفعله إيران في لبنان تحاول تكراره في دول المغرب العربي عبر صناعة "مليشيا" بنفس التوجهات تعمل على إيهام الشباب أنهم سوف يدخلون إلى المذهب الذي يدخلهم إلى الجنة. وقال "إن الشيعة لن يكون لهم مكان في دول المغرب ذات الغالبية السنية, ولن ينجحوا في تغيير منهج السنة في هذا البلد, وفي دول مجاورة تهتدي بسيرة الرسول وسنته التي لا تغيير ولا تبديل لها", كما حمل رئيس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية الشيخ بوخلخال, المسؤولية للسلطات المحلية, وقال إنها "تتهاون" مع الناشرين للمذهب الشيعي في الجزائر, معترفا أن الشيعة حقيقة موجودة في الجزائر وأنها (أي الشيعة) وضعت لنفسها هيكلا مقاوماتيا يتكلم عن قوة "حزب الله", ويغري الشباب أن القوة لم تأتي من فراغ بل جاءت ضمن مذهب اسمه: الشيعة, مما جعل الشباب يتأثر بما قام به "حزب الله" في لبنان, معتنقا في الوقت نفسه المذهب الشيعي.