وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور اليوم الثلاثاعلى وثيقة تفاهم في الدوحة تمهيدا لمحادثات سلام في دارفور ووصفت الوثيقة بأنها إعلان حسن نوايا لتحديد مسار المرحلة التالية من التفاوض تمهيدا لتوقيع إتفاق إطاري بين الطرفين. تم التوقيع في ديوان أميردولة قطر التي استضافت لأكثر من أسبوع محادثات بين الجانبين. ووقع الاتفاق ونافع علي نافع مستشار الرئيس السوداني و خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة بحضور رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي. و قال احمد حسين المتحدث باسم الحركة إن الاتفاق يرمي الى بناء الثقة بين الجانبين كما أعلن الطاهر الفكي رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساوة أن الجانبين التزما بمبدأ اطلاق سراحِ متبادل للاسرى على شكل دفعات على ان تنتهي عملية اطلاق الاسرى مع بداية مفاوضات الاتفاق الاطاري للسلام بين الطرفين. من ناحيته, قال امين عمر المتحدث باسم الوفد الحكومي السوداني إن الطرفين قدما إلى الوسطاء مشروع اتفاق يعبر عن التفاهمات التي توصلوا إليها بخصوص موضوع تبادل الاسرى على ان يتقدم الوسطاء من جانبهم بالصيغة النهائية للاتفاق. وينص الاتفاق على وضع نهاية للقتال في إقليم دارفور، وتوفير السبل الآمنة لايصال المعونات الى محتاجيها في الاقليم المضطرب، وتبادل الأسرى والسجناء. وكان جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في أزمة دارفور قد تقدم إلى المفاوضات بمشروع الاتفاق. وعقد وفدا الحكومة السودانية برئاسة نافع علي نافع مستشار الرئيس السوداني و حركة العدل المساواة برئاسة زعيمها خليل ابراهيم أمس الاثنين اجتماعا مطولا بحضور الوسيط القطري احمد بن عبد الله ال محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية وجبريل باسولي. وقد رفض عبد الواحد النور قائد احد فصيلي حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور المشاركة في محادثات الدوحة واعترب أن هدفها هو مساعدة الرئيس السوداني عمر البشير على تجنب المثول امام المحكمة الجنائية الدولية. كما رفض الجناح الاخر في حركة تحرير السودان، وهو جناح الوحدة يقيادة ميني أركو ميناوي، المشاركة في محادثات الدوحة. ويشار إلى أن جناح ميناوي هو الفصيل الذي وقع مع الحكومة السودانية على اتفاق أبوجا للسلام عام 2006 وكان الجيش السوداني قد خاض مؤخرا معارك ضد مقاتلي حركة العدل والمساواة. واندلعت مواجهات متكررة بين الجانبين في يناير/ كانون الثاني الماضي قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومدينة المهاجرية. وتعتبر حركة العدل والمساواة أكبر حركة تمرد في دارفور من ناحية القوة العسكرية، وقد شن مقاتلوها هجوما مباغتا على العاصمة السودانية في مايو/آيار 2008.