أظهرت دراسة حديثة أعدها باحثون ألمان، أن الوخز بالإبر أكثر فعالية من المسكنات في تخفيف آلام الصداع النصفي وآلام الظهر المزمنة، غير أنهم أقروا بعدم معرفتهم السبب وراء ذلك أو الكيفية التي تعمل بها الإبر. وأظهرت الدراسة أن الإبر التي تم غرسها عمداً في نقاط وخز خاطئة لها نفس فعالية الإبر التي يتم غرسها في النقاط التي حددها الطب الصيني التقليدي. وأشار الباحثون إلى أن الوخز بالإبر يستخدم في "المسارات" أو القنوات التي تمر خلالها الطاقة الحيوية "تشي "بالصينية"" ويتدفق عبرها "الدم" إلى كافة أجزاء الجسم. وتهدف الدراسة الألمانية إلى إظهار الاختلافات بين الوخز بالإبر والطب الغربي، وإثبات ما إذا كان هناك اختلاف في كيفية استخدام الإبر ونقاط الوخز بها. وتضمنت الدراسة التي أجراها العلماء الألمان في الجامعة الفنية بميونيخ 33 تجربة منفصلة أجريت على أكثر من 6700 شخص. وحاول باحثو ميونيخ التوصل إلى ما إذا كان الوخز بالإبر يقلل من حدوث الصداع، حيث تركزت إحدى الدراسات على آلام الصداع الخفيفة والمعتدلة التي تتكرر بصفة مستمرة نتيجة التوتر ، في حين ركزت دراسة أخرى على آلام الصداع النصفي. واكتشف الباحثون أنه على مدار شهرين أصيب الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بالإبر بنوبات صداع أقل من تلك التي أصيب بها هؤلاء الذين تناولوا الحبوب المسكنة للآلام فقط. كما أفاد باحثون أمريكيون بأن العلاج بالوخز بالإبر يعمل بشكل أفضل من عقاقير مثل الأسبرين في التقليل من حدة وتكرار نوبات الصداع المزمن. وأجرى فريق الباحثين في جامعة ديوك مراجعة لدراسات شملت 4 آلاف مريض مصابين بصداع نصفي والصداع الناتج عن التوتر وأشكال أخرى من الصداع المزمن. وأظهرت المراجعة أن 62 بالمئة من مرضى الصداع المزمن أبلغوا عن انحسار آلام الصداع بعد تلقي علاج بالوخز بالإبر مقارنة مع 45 في المئة من مرضى كانوا يتناولون عقاقير. وأشار الدكتور تونج جو جان الذي قاد الدراسة، إلى أن العلاج بالوخز بالإبر ساعد على تخفيف الألم لدى مرضى خضعوا لجراحة لسرطان العنق والرأس ويمكنه تخفيف البقع الساخنة وغيرها من أعراض انقطاع الطمث ويمكنه تقليل الغثيان المصاحب للعلاج الكيميائي. فقد أثبتت دراسة امريكية حديثة إمكانية استخدام أسلوب الوخز بالإبر لزيادة فرص النساء المحرومات من الأطفال في الحمل، مما يساهم فى إعادة التوازن للدورة الشهرية. وتعمل هذه الابر على تحسين انتشار وتوزيع الدم في الرحم، مما يساهم فى نجاح زراعة البيضة في جدار الرحم بشكل أفضل عبر قناتى فالوب، فضلاً عن أحداث نوع من التوازن الهرمونى لدى المرأة. وفي نفس الصدد، أفادت دراسة أن الوخز بالإبر يمكن يفيد فى خفض عوارض الأمراض المزمنة التى تصيب العضلات والعظام والتى عادةً ما تكون يصاحبها شعور بالألم والوهن. وأجريت هذه الدراسة على عينة شملت 50 شخصاً لمعرفة ما إذا كان العلاج بواسطة الوخز بالأبر يمكن أن يخفف من آلامهم، ورأى الباحثون أن حالة المجموعة التى عولجت بواسطة الوخز بالإبر تحسنت مقارنة بتلك التى لم تتلق مثل هذا العلاج. كما أكدت الأبحاث الحديثة أن الإبر الصينية يمكن أن تخفف من حرقة المعدة "الحموضة". وأوضح فريق من الباحثين الأستراليين أنهم وجدوا من خلال الدراسة التى أجريت على عدد من المتطوعين المصابين بحرقة المعدة أن التنبيه الكهربى للوخز بالإبر فى المعصم قد خفف من عدد مرات ارتخاء العضلات العاصرة فى المنطقة من المريء للمعدة والجديد هنا أن الإسترخاء المؤقت فى العضلات العاصرة، يمكن أن يسمح للحامض المعدى أن يرتد إلى المرئ مرة أخرى، وهذا الارتخاء فى العضلات يعد هو أساس ميكانيكة الشعور بالحموضة، والتى تحدث عادةً عندما يرتد الحامض من المعدة إلى المريء غير المحمي "المريء هو الأنبوب الذي يصل بين المعدة والفم". ووجد الباحثون من خلال الدراسة أنه بدراسة 14 متطوع قد قل عندهم عدد مرات الإرتجاع بمعدل 40 % عند الوخز بالإبر. وأكدت الدراسات أن بالوخز بالإبر الصينية والضغط اليدوى على الأنسجة العضلية المكدودة فى بعض مناطق الجسم، يمكن أن يوقف طنين الأذن. وأشارت سوزان شور من معهد كرسجى لأبحاث السمع فى جامعة ميشيجن، إلى أن الأعصاب التى تستشعر اللمس فى الوجه والرقبة قد تكون وراء طنين الأذن، مؤكدة أن الخلايا العصبية التى تستشعر اللمس تنشط فى الدماغ بعد التلف الذى يصيب الخلايا السمعية وقد تلعب دوراً فى حدوث الطنين. وأوضحت شور أن وسائل علاجية مثل الوخز بالأبر إذا استخدمت لعلاج الأعصاب فى الرأس والرقبة قد تساعد على الشفاء من هذه الحالة، ومن الوسائل الآخرى لمنع طنين الأذن تقنية العلاج اليدوى المعروفة ب " Trigger Point Therapy " التى أوجدتها جانيت ترافيل فى أربعينات القرن الماضي، وتتلخص بالضغط على الأنسجة العضلية المكددوة من أجل التخلص من الألم، وإعادة تثقيف" العضلات وتعويدها على التخلص من الألم عبر إزالة الأورام والتشنجات فيها.