قبل أيام قليلة عادت بعثة المنتخب اليمني لبراعم كرة القدم أرض الوطن قادمة من العاصمة القطرية بعد مشاركة ناجحة ومميزة ومثمرة في المهرجان الكروي الذي احتضنته الدوحة على مدى سبعة أيام مسطرين أروع الفنون الرياضية في المعشوقة الساحرة كرة القدم من خلال تحقيقه الفوز على المنتخبات المشاركة ومنها منتخب الدولة المستضيفة للبطولة ورغم صغر أعمارهم ومشاركتهم في هذا المحفل لأول مرة إلا أن الحماس والإصرار كان وراء هذا النجاح المذهل لبراعمنا الكبار الذين تألقوا وسجلوا حضوراً لافتاً للرياضة اليمنية في هذا المهرجان بعكس المنتخبات الوطنية التي تقيم المعسكرات الخارجية وتخوض العديد من المباريات الودية وفي الأخير يكون الخروج بخفي حنين وبنتائج مخزية كما فاجئونا في خليجي 19 بمسقط وتصفيات كأس أسيا للشباب بجدة وكأنهم شاهدوا كرة القدم لأول مرة ولم يلعبوها من قبل. في الدول العربية وبالأخص الأوروبية ينشئوون أجيالاً في المدارس الكروية من فئة البراعم والناشئين ويستخرج من خلالها العديد من النجوم العالمية في الساحة الرياضية عاقدين آملهم في هذه الشريحة الاساسية للنهوض بمنتخباتهم الوطنية ومن هذا المنطلق لوحافظ اتحاد كرة القدم على براعمها القادمون الذين أخذوا وجبة دسمة في أول محفل عربي ووفرت لهم كافة المتطلبات وذللت كل الصعوبات وأعدت برنامج طويل على مدى أربع إلى خمس سنوات من حيث المعسكرات الداخلية والخارجية وبنفس التشكيلة الموجودة وعدم التدخل في الشؤون الإدارية والفنية أعتقد أن بلادنا ستحصد ثروة كبيرة من البراعم الموهوبين ليس في رياضة القدم فقط, بل في كل الألعاب الرياضية التي تمارس وسيكون لناشأن أخر خاصة في ظل الانسجام القائم بين اللاعبين ومنتخب الأمل بقيادة المدرب الوطني القدير أمين السنيني والتأهل إلى النهائيات كأس العالم للناشئين عام 2002م في فنلندا وتقديم عروضات جميلة وقوية أمام عمالقة المنتخبات الأوروبية والبرازيلية والأفريقية خير دليل على هذه المواهب الصغيرة الذي تثبت دائماً وجودها في المحافل الخارجية. الشارع الرياضي اليمني عموماً وعشاق الساحرة المشديرة المتعطشين لتذوق طعم الفوز للمنتخبات الوطنية الكبيرة يتأملون بأن يأتي عاماً حافل بالإنجازات الكروية والخروج من تلك المهازل التي تحدث دائماً خاصة في المحافل العربية والسنوات تمضي ورضيدنا ينقص في خارطة الفيفا والذي يفصلنا عن المقعد الأخير سوى مرتبشين. السؤال الأخير والذي يكرر نفسه دائماً!؟ هل هذه الكوكبة من النجوم اللامعة بعد هذه المشاركة الجيدة والناجحة بكل المقاييس بغض النظر إن كان المحفل يحمل في نسخته ال000 عالمياً أنتهى دورهم مثل المنتخبات السابقة وهل ستظل سمعة بلادنا الكروية قائمة على حماس المنتخبات ذات الأعمار الصغيرة حتى إذا ما بلغوا من الكبر بلغ بهم السبل الذبد وتاهوا كما تاهت المنتخبات السابقة وحتى تأهيل الرياضة وقادتها سنواصل الانتصارات دون توقف!؟