أكدت صحيفة السياسة الكويتية أن وحدة اليمن ليست مرد آلامه كما يزعم البعض, بل هي سبب قوته وعزه,وأن الحفاظ على الوحدة أمر يتوخاه العالم العربي بأسره لا الدولة اليمنية وحدها , ودعت من يحاولون زعزعة هذه الوحدة بداعي ضيق الحال إلى التوقف عن هذا الهراء, والعمل على مد يد العون للقائمين على صون استقرار الدولة من اجل خلق نوع من الانفتاح الاستثماري عبر سن قوانين اقتصادية مريحة للمستثمر المحلي والأجنبي على حد سواء, ليتسنى عندئذ تعزيز ثقة العالم بالمجتمع اليمني من جهة ووأد أي حديث عن شظف العيش وضيق الحاجة من جهة أخرى ووصفت الصحيفة من يقفون وراء الدعوات الانفصالية والأعمال التخريبية في بعض المناطق من المحافظات الجنوبية بالمارقين , وطلبت من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عدم الالتفات إليهم والصبر على كيدهم , وأكدت أن العرب جميعا يؤيدون مساعيه وخطاه في تثبيت وتأمين وحدة اليمن وشعبه والنأي به عن مخاطر الفرقة والتمزق وعبرت الصحيفة في مقال لرئيس تحريرها الأستاذ أحمد الجارالله عن أسفها للأحداث التي شهدتها بعض المناطق في حضرموت وأبين أخيرا , وجاء في مقال الجار الله : طالعت كغيري من الشغوفين بمتابعة أخبار اليمن تلك الأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض مناطق هذا البلد العربي الشقيق من تظاهرات وأعمال تخريب طالت مؤسسات تجارية في محافظتي حضرموت وأبين, وما أسفرت عنه من ضحايا بين قتلى وجرحى معظمهم من العسكريين والمدنيين, وقد تألمت كثيرا جراء ما يحدث في هذه الجمهورية العريقة التي تحظى باهتمام وتقدير كبيرين لمواقفها الجريئة المشرفة إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية وأشار الجارالله إلى أن هذا البلد العظيم مكانة ومساحة لا يستحق أن يفعل به وفيه مثل هكذا محاولات للعبث بأمنه أو الخروج على قانونه ونظامه , مؤكدا أن اليمن بلد مهيأ تماما للحاق بركب التقدم والرخاء على مختلف الصعد والمجالات في ظل امكاناته الجمة التي يحتاج استثمارها وتوظيفها على النحو المأمول فقط الى توفير ظروف اجتماعية أفضل وإدارة اقتصادية أنشط ونوه رئيس تحرير السياسة إلى أن جنوب اليمن مثل شماله مر بأزمات سياسية وأن اليمن لا يعيبها الفقر ولكن الجوع - كما يقول العامة - كافر أو صاحب الحاجة أعمى حتى تنقضي حاجته, وكل هذه التوصيفات والاقاويل قد يُسمح لمتبنيها أو مؤيديها السير نحو تحقيق أهدافهم انطلاقا منها , ورأى الكاتب أنه من غير المقبول ولا الجائز أن يترتب على هذه المفاهيم الفضفاضة شق وحدة البلد وتشرذمه, وهذا هو حال الحركة الانفصالية في الجنوب اليمني التي يتزعمها صاحب حاجة أعمى طلب المستحيل ولم يطلب المستطاع, وحاول قتل الجانب الايجابي في الثورة اليمنية الذي تجلى في وحدة الجنوب والشمال بعد سنوات من عبث ولعب وكوارث وتلون سياسي أرهق هذا البلد وشعبه واعتبر الكاتب أن العيب ليس في إمكانات وفرص اليمن بل العيب كل العيب في الوضع الاجتماعي الذي يعيش طقوس الانغلاق ويرفض أن يفتح عيونه للخارج بتقنياته ومعارفه الواسعة خصوصا في مجالات الاستثمار والتنقيب عن النفط الذي كان سببا رئيسيا في ثراء دول عدة وأضاف : فمتى ما تغيرت هذه الأوضاع الاجتماعية في اليمن سيكون هذا البلد على موعد مع نهضة عمرانية كبيرة في صنعاء وعدن وغيرهما من المناطق الأخرى وفي ختام مقاله أكد الجارالله أن وحدة اليمن ليست مرد آلامه كما يزعم البعض, بل هي سبب قوته وعزه, ورأى أن علاج هذه الآلام يتأتى بشيء من أفق واع ووقت أطول وصبر على ظهور مفعول الدواء, ودعا الكاتب فخامة رئيس الجمهورية الى الصبر على كيد من وصفهم بالمارقين : ( ولهذا نقول للرئيس علي عبدالله صالح: اصبر على كيد المارقين فإن صبرك قاتلهم, واعلم جيدا أن العرب جميعا يؤيدون مساعيك وخطاك في تثبيت وتأمين وحدة اليمن وشعبه والنأي به عن مخاطر الفرقة والتمزق )