الطفل المعجزة يحيى نبيل يحيى الشامي جاء يؤكد لنا بأن زمان المعجزات لم تنته - كما يقول البعض - بل لا يزال يجود لنا بكثير من المعجزات في شتى المجالات تحتاج فقط لمن يكتشفها ويوليها الاهتمام اللازم بها لتنمو وتحقق النتائج المرجوة فمعجزة هذا الطفل هي اختبار لنا ولقدرتنا كمجتمع نجحنا أو فشلنا في التعامل مع المعجزات عامة وهذه المعجزة بشكل خاص إذ تشكل قدرة هذا الطفل وفي سن مبكر، المتمثلة بقدرته الشديده على الحفظ سماعياً وبدقة متناهية معجزة تذكرنا بالشافعي والشوكاني وغيرهم من العلماء الأجلاء، الذين كانوا أعلاماً في عصرهم ونفعوا الأمة بعلمهم وباجتهادهم وقدموا للبشرية الكثير وخدموا الدين الاسلامي وعلومه وكثيراً من العلوم الإنسانية.. معجزة هذا الطفل أذهلت الكثير من التربيويين ورجال الفكر والأداب والمثقفين حتى اطلقوا عليه: «شوكاني عصره وزمانه» وقد ظهرت معجزة هذا الطفل قبل سن الثالثة حيث تفاجأ والدا الطفل في أحد الأيام واللذان كانا يشاهدان التلفاز في المنزل وقام الأب بخفض صوت التلفزيون حتى ينجز بعض الأعمال ويفاجأ بأن ابنه يحيى يقرأ بصوت عالي العبارات المكتوبة على الشاشة نطقاً سليماً حرفياً ونحوياً واسلوباً ولأول مرة فاستغرب الأب وأطفأ التلفزيون نهائياً وكتب تلك العبارات على الورق وطلب من الطفل قراءتها ليتأكد.. فقرأها الطفل بأسلوب سليم وفصيح.. فكتب الحروف وطلب من الطفل قرأتها والتعرف عليها ولكن الطفل لم يتعرف عليها.. وهنا بدأت معجزة هذا الطفل تظهر.. فما كان من ابيه إلاّ ان وضع خطة لتعليم هذا الطفل الحروف والقرآن الكريم والأدب وغير ذلك من العلوم والمعارف مشتركاً في ذلك مع جد الطفل.. كان الأب والجد والاسرة أول من اكتشف هذه المعجزة.. ثم المدرسة التي التحق بها هذا الطفل وهي المدرسة الابداعية الأهلية في تعز.. ولم يمض سوى شهر واحد حتى اكتشف المدرسون وهيئة التدريس وإدارة المدرسة تلك المعجزة والقدرات الخارقة التي يمتلكها الطفل يحيى نبيل الشامي، فاصدرت المدرسة قراراً تضمن منحه كرسياً في المدرسة مجاناً لعدة سنوات تشجيعاً له.. مكتب التربية بتعز منحه فرصة الالتحاق بأية مدرسة أهلية مجاناً وعلى حساب المكتب طوال مراحل دراسته حتى يكمل المرحلة الثانوية، وقد ألقى الطفل يحيى نبيل الشامي كلمة بحضور المحافظ الذي أذهل بموهبته واحتفى به.. وحتى برنامج فرسان الميدان الذي يعده ويقدمه المذيع المتألق يحيى علاو كرم هذا الطفل وسلمه ميدالية البرنامج للمتميزين بعد ان اجاب هذا الطفل على مجموعة من الاسئلة كما اشترك الطفل يحيى في عدد من الفعاليات التي اقامتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في محافظة تعز وحصل على اشتراك سنوي مجاني من المؤسسة يتجدد كل عام. واثناء زيارة صحيفة "26 سبتمبر" للطفل المعجزة في منزله وجدناه قد بلغ السنة الثامنة من عمره وهو يحفظ الآن من القرآن الكريم ثلاثة اجزاء ويحفظ اسماء جميع دول العالم واسماء عواصمها وفي منزل الطفل تحدث لنا والده نبيل يحيى يحيى الشامي عن طفولته وظروف نشأته حيث قال: لقد بدأت تلك المعجزة تظهر عليه وعمره سنتان ونصف كما ذكرنا سابقاً ومما يميزه عن باقي الاطفال أنه تأخر في النطق خلافاً عن الاطفال حتى ظننا أنه أبكم.. وقد عملت مع والدي على تعليمه حيث أن والدي اي جده اختص بتعليمه القرآن الكريم وعلومه، وتخصصت انا في تعليمه الشعر والأدب والحروف الهجائية وكيفية استعمالها وربطها بالكلمة وقد تعلم الحروف وما يتعلق بها وكتابتها وقراءتها في ظرف أسبوع فقط. واثناء جلوسنا معه في منزله القى علينا عدداً من القصائد الشعرية العربية الكبيرة غيباً وبمستوى عالٍ من النطق والالقاء ومخارج الحروف ومن حيث الإعراب، منها قصائد للشافعي وللإمام علي بن ابي طالب وللشاعر أبي فراس الحمداني.. وللمتنبي وغيرهم.. كما ألقى علينا نص الكلمة التي ألقاها في عيد المعلم حول الوحدة وكلها كانت غيباً. وعند سؤالنا لوالده عن طريقة حفظه لكل ذلك أجاب بأنه يلقنه القصيدة أو الكلمة مرتين أو ثلاث فقط ثم يحفظها ويتلوها غيباً بدون ان يحتاج الى النظر للورقة التي كتبت عليها تلك القصيدة أو الكلمة. وأضاف والد الطفل يحيى، بأن هناك مقترحاً من قبل بعض رجال الدين والفكر والثقافة في محافظة تعز بإدخاله كلية العلوم الشرعية بجامع الصالح ليتتلمذ على أيدي علماء اجلاء متخصصين ليصبح «شوكاني عصره» كما اطلقوا عليه.. وآمل أن يتحقق ذلك وأن ينال ابني الرعاية والاهتمام اللازمين.