دشن رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور بصنعاء اليوم فعاليات المؤتمر الإقليمي لتمكين الشباب الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة ومنظمة رعاية الأطفال، برنامج تمكين الشباب، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية. وخلال التدشين ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة نقل في مستهلها تحيات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لجميع المشاركين في المؤتمر، مؤكدا اهتمام فخامته البالغ بما سيخلص إليه هذا المؤتمر النوعي، وما سيحققه من الفوائد المرجوة لحاضر ومستقبل الشباب في اليمن وبلداننا العربية. وقال الدكتور مجور: أحيي وأبارك الجهود التي بُذلت من أجل الإعداد والتحضير لأعمال هذا المؤتمر الإقليمي الهام، والمشاركين فيه والداعمين له والحريصين على تحقيق أهدافه من جهات رسمية وقطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني في اليمن وعدد من الدول العربية. وثمن عالياً الروح المسئولة التي تُذكي مبادرة الأطراف الثلاثة تجاه حاضر ومستقبل شريحة الشباب التي تتهيأ لتحمل مسؤولية الوطن، مؤكدا الحرص على توفير كافة الإمكانيات والمحفزات التي تعزز دور الشباب تجاه وطنهم وتجعله مثمرا وبناءً. وأكد رئيس الوزراء بأن قضية الشباب تحتل اليوم مقام الأولوية على مستوى الخطط والسياسات والاستراتيجيات والبرامج التنموية وهي محل عناية خاصة واهتمام استثنائي من قبل الدولة بقيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح. وتابع رئيس الوزراء: إن هذا الاهتمام أخذ أبعاده الموضوعية في البنية التحتية لمؤسسات التعليم العام والفني والجامعي والتطبيقي والمرافق الطبية والرياضية التي تشكل منظومة متصلة ببعضها وتهدف إلى إعداد جيل الشباب وبناء قدراته العلمية والعملية ورعايته صحياً وبدنياً. وأضاف: إن ما نطمح إليه هو أن تستكمل هذه المنظومة وفق الرؤية التي حددتها الدولة تجاه شريحة الشباب والمتضمنة في الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب باعتبارها الإطار النظري الشامل لمجمل الأنشطة والبرامج والتدخلات الكفيلة التي أردنا من خلالها تأمين حياة أفضل لجيل الشباب وفتح آفاقٍ واعدة أمامه ليتمكن من أداء دور فاعل ينفع به نفسه وشعبه ووطنه. وعبر عن ارتياحه لكون هذا المؤتمر قد أدرك الأهداف التي إن تحققت يُمكن أن تربط الشباب بأفق المستقبل الواعد بكل إمكانياته التقنية والمعرفية التي تضيف زخماً جديداً لدور الشباب وتأثيرهم المفترض في الحاضر والمستقبل.لقد أحسنتم صياغة الأهداف. وقال: آمل أن تتمكنون من خلال التوظيف الأمثل للإمكانيات التنظيمية والتقنية واتباع الأسلوب الأمثل في إدارة النقاش وتحفيز الأفكار وإطلاق العنان للمبادرات الشابة الخلاقة من التوصل إلى أفضل الحلول المتاحة التي من شأنها تمكين الشباب في مجتمعهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. وأضاف: ما من شك أن التشريعات والسياسات والبرامج الحالية، وأن استجابت لجانبٍ من متطلبات وأولويات تمكين الشباب فإنها تحتاج إلى مراجعة كهذه التي سيجريها مؤتمركم، ليقيننا أن الأرضية التشريعية والإطار الملائم من السياسات والبرامج من شأنها أن توفر بيئة حقيقية لتمكين الشباب وفق ما تفترضه أهداف التمكين التي حددها المؤتمر. وتمنى الدكتور مجور أن يعمل المؤتمر بشكل وثيق مع الشباب من أجل اقتراح أفضل البرامج التنفيذية والتدخلات الجديرة بالدعم لتمكين الشباب من النفاذ إلى الإمكانيات المعلوماتية الهائلة في الفضاء الكوني، فضلاً عن تعزيز مستوى التنسيق والتواصل فيما بينهم عبر الشبكات المعلوماتية والدفع بالشباب إلى بلوغ المعرفة التي ينطلقون منها للعمل بشكل أفضل، وعلى أساس من الوعي بإمكانياتهم ودورهم والأهداف التي يجب أن يعملون لأجل تحقيقها. وأكد دعم الحكومة لمساعي المؤتمر لإيجاد حاضنة ائتمانية خاصة بتمكين الشباب مع التأكيد على أن السياسات الاقتصادية والمالية التي تبتنها الحكومة قد اتجهت في جانب أساسي منها نحو تعزيز منظومة الخدمات المالية الميسرة من خلال برامج التمويل الأصغر. كما أكد بأن الفرصة مواتية لتبني مبادرة الحاضنة الائتمانية لتمكين الشباب وصياغة رؤية بشأنها على أن يتم التركيز خلالها على إعادة تنظيم المبادرات الخيرية لبرامج القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والدعم الذي يمكن أن تقدمه الدولة حتى تصبح هذه الفكرة ممكنة. وخاطب الحاضرين قائلا: بينما تلتقون اليوم في رحاب هذا المؤتمر يحدوكم الأمل في فهم أعمق لأولويات الشباب واهتماماته ووضع تصورات علمية وعملية لتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وتحفيز المبادرات الخيرة لدى هذه الشريحة تعزز انتمائها لوطنها تعمل جهات وجماعات تسكن الكهوف وتلتحف الظلام وبتأثير نزعاتها السوداوية المريضة وأحقادها المتأصلة ضد قيم المحبة والسلام والعيش المشترك. وأضاف: إن هذه الجهات والجماعات تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتجيير الشباب لصالح أجندتها الظلامية والدفع بهم في أتون عملياتها الإرهابية الميدانية التي تستهدف كل أشكال الحياة. وأكد مجور بأن الدولة تتصدى وبكافة الوسائل لهذه الجماعات الضالة والمضلة، وكذا الخارجين عن القانون وإرادتنا قويةً لضمان انتصار مشروع الحياة على مشروع الظلام والجهل والتخلف وانتصار مشروع الوحدة الوطنية والعيش المشترك على مشروع التفرقة والتمييز والتدمير ورهاننا هو على الشباب وعلى حفز الإرادة الفطرية الخيرية لدى الشباب الذين بهم تُبنى الأوطان وتزداد رفعة وكرامة وتقدماً وازدهاراً، متمنيا لأعمال المؤتمر التوفيق والنجاح. سبأ