أستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لفض حشود من الطلاب في العاصمة الموريتانية أمس الاثنين خلال مظاهرة للاحتجاج على الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية الاسرائيلي هذا الاسبوع لموريتانيا حيث يعارض كثيرون اقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية.ورغم أن المظاهرة التي خرجت عند جامعة نواكشوط لم تستمر طويلا إلا ان العشرات من شرطة مكافحة الشغب بقيت خارج الحرم الجامعي حيث امتلأت الشوارع بحجارة قذفها عشرات من الطلاب. كما ترك المتظاهرون وراءهم بقايا اطار محترق. وفي جنبات المدينة ذات الشوارع المتربة والبنايات المنخفضة غطى المتظاهرون الجدران بشعارات مناهضة لاسرائيل قبل زيارة تستغرق يوما واحدا لوزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم اليوم الثلاثاء. ومن المقرر أن يلتقي شالوم بالرئيس الموريتاني الموالي للغرب معاوية ولد سيد أحمد الطايع ويزور مركزا لعلاج السرطان أنشأته اسرائيل.ونظم مئات من أفراد المعارضة الاسلامية اعتصاما أمام وزارة الداخلية في نواكشوط يوم الاثنين احتجاجا على زيارة شالوم غير أن المظاهرة انتهت بسلام. وفي الاسبوع الماضي اعتقلت السلطات الموريتانية العديد من شخصيات المعارضة الاسلامية البارزين واتهمتهم بالتحالف مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تنشط في الجزائر والمتحالفة مع تنظيم القاعدة. وقال أفراد من المعارضة ان السلطات اعتقلت الزعيم الاسلامي الشيخ محمد الحسن ولد الددو ومختار ولد محمد موسى وهو دبلوماسي سابق خدم في العديد من الدول العربية الى جانب ما يصل الى 14 شخصا آخرين من المعارضة الاسلامية المعتدلة.ويقول منتقدون ان الطايع الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1984 يتعمد المبالغة في التهديد الذي يمثله الاسلاميون طمعا في كسب الحظوة لدى واشنطن التي تخشى من امكانية تحول موريتانيا الى معقل للمتشددين بينما يستغل كذلك الامر ذاته كمبرر لخنق أي معارضة ديمقراطية. وقال الزعيم الاسلامي محمد جميل ولد منصور عقب الاعتقالات ان النظام بدأ حملة قمع جديدة ضد تيار قوي من الرأي العام الوطني مشيرا الى أن السبب في ذلك هو ارضاء وزير الخارجية الاسرائيلي قبل زيارته لنواكشوط.