يصل وفد أمني مصري برئاسة اللواء مصطفى البحيري نائب رئيس المخابرات إلى قطاع غزة في زيارة يلتقي خلالها قادة الفصائل الفلسطينية والمسؤولين في السلطة. وأكدت مصادر فلسطينية أن زيارة الوفد المصري ستركز على متابعة ما تم الاتفاق عليه في حوار القاهرة شهر مارس/آذار الماضي. يأتي ذلك متزامنا مع مساعي السلطة لتهدئة الفصائل الفلسطينية بعد التوتر الذي شهدته مؤخرا الأراضي الفلسطينية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية. ونقل رئيس الدائرة السياسية لحركة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي أمس عن الفصائل الفلسطينية قلقها بشأن هذه الانتهاكات. وقال القدومي الذي اجتمع بممثلين للفصائل الفلسطينية -بما فيها حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وجبهة النضال- في دمشق، إن "الآمال معلقة على التهدئة", معتبرا أن التفاهمات التي تم التوصل إليها في شرم الشيخ أصبحت شاحبة بعد التجارب الأخيرة.وتأتي جهود السلطة للتهدئة في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بألا يسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين, ووصف الانسحاب من قطاع غزة بأنه ضمان لغلبة العنصر اليهودي في دولة إسرائيل. وفي خطاب ألقاه أمام تجمع اللوبيات الأميركية اليهودية بنيويورك أكد أنه لن ينسحب إلى حدود عام 1967 وسيحتفظ بالمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية. وشدد شارون على أهمية الانسحاب من غزة باعتباره ضروريا لأمن إسرائيل. وقال إن الانسحاب من غزة "حل وسط مؤلم"، ووصفه بأنه أصعب قرار اتخذه في حياته, لكنه ضروري "لأنه سيجلب الأمن ويمنح فرصة لبدء المسار السياسي مع الفلسطينيين". وكان شارون جدد قبل وصوله نيويورك دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنزع سلاح الفصائل، قائلا إنه "دون هدوء لن يكون بالإمكان تحقيق تقدم في مسيرة السلام".كما نفى في الوقت نفسه وجود نية لتأجيل الانسحاب من غزة ستة أشهر مثلما ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية نقلا عن ضباط إسرائيليين بدعوى مخاوف من تقوية نفوذ حماس وبطء استعدادات التكفل بالمستوطنين الذين يتم ترحيلهم. وتأتي زيارة شارون إلى الولاياتالمتحدة –التي وصفها بغير الرسمية- قبل ثلاثة أيام من لقاء محمود عباس الرئيس الأميركي جورج بوش، حيث ينتظر أن يطلب منه موقفا أميركيا واضحا من خارطة الطريق وكذا دعما ماليا للاقتصاد الفلسطيني. من جهته قال جبريل الرجوب مستشار محمود عباس إن الرئيس الفلسطيني سيعرض على واشنطن الإصلاحات الأمنية التي باشرها، وتدعيم المسيرة الديمقراطية عبر الانتخابات, وكذا إنجازات السلطة في إقرار الهدنة.