من أهم وابرز ما يمكن ان يتحدث به المراقب والمتفاعل مع الحراك الفكري والسياسي عل الساحة اليمنية منذ إعلان قيام دولة الوحدة يلاحظ اولاً ثبوتاً ابدياً للوحدة رغم ما انتهت إليه الفترة الانتقالية من اشتعال حرب صيف عام 94م قد أفشلت هذه الحقيقة النزعة الانفصالية لتك الحرب .. ثانياً ان الوحدة عندما أعلنت ارتبطت بها الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية وأيضا بناء المجتمع المدني وتشجيع وإنشاء وقيام منظمات المجتمع المدني أو ما يسمى المنظمات غير الحكومية ولم تكن هذه التحولات مجرد استهلاك لفترة من الفترات بل قائمة عن اقتناع راسخ لدى القيادة السياسية التي شاركت في صناعة الوحدة وتثبت هذا الحق بدستور دولة الوحدة , وأيضا في قانون الأحزاب وقانون الانتخابات العامة والاستفتاء .. فإذاً التعددية السياسية هي أيضا خطتّ عملية التفاعل على ارض الواقع في خطوات أكيدة وعملية ترجمة من خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمجالس المحلية في دورتها المحددة للقانون والدستور .. من الأمور اللافتة للنظر أننا في ظل دولة الوحدة كانت هناك التفاتة جادة وواعية ومسئولية في تعميق مفهوم حرية الصحافة وحرية الرأي وحرية التعبير فصحافتنا والحمد لله اليوم بالقدر الذي تعددت فيه الأحزاب وبلغ عددها 22 حزبا كانت الصحافة قد أخذت مساحة واسعة في حرية التعبير لدرجة أن بعضها تجاوز حد الشعور بمسؤولية الكلمة البناءة ومع ذلك فهي تعبير عن منظومة الديمقراطية في بلادنا وعن الحرية التي من الممكن أن نتفاخر بها إذا ما أردنا أن نقارنها مع كثير من بلدان المنطقة .. كما ان من الأمور التي تلفت النظر ونحن نحتفل بالعيد ال15 عشر لدولة الوحدة هي قدرة الدولة على استمرارية مسيرة البناء والتنمية على الرغم من وجود المعوقات التي تبرز من حين لآخر طبعاً مثل حرب الانفصال وما خلفته من اثار و ارهاق مالي للبلد تجاوز ال11 مليار دولار وايضا ما اعقبها من أعمال الاختطاف وتخريب السياحة ومحاولة النيل من الأمن والاسقرار ثم ما اعقبها من الأعمال الارهابية والتي أرادت فعلاً ان تحشر العالم الاخر في اشكالات مع اليمن لكن والحمد لله تم الحد منها وتطويقها وكنا اول المتعرضين لها وأول من تعرض لها قبل غيرنا لكن بالحكمة القيادية ويقضة الساهرين على امن الوطن لكن تطويق هذه العمليات الإرهابية ومن ورائها ثم بعد ذلك ما حدث اعقابها بعملية التمرد الذي في منطقة صعدة في جزء بسيط من الوطن بمحافظة صعدة .. ورغم هذه المعوقات الا انها لم تسطع ان تحد من استمرارية علمية البناء والتنمية ومما هو ما يلاحظ على الرغم من الإمكانيات المحدودة .. و لكن تجد الآن ان شبكة من الطرقات التي امتدت كالشرايين في عموم الوطن وربطت المناطق البعيدة من حوف إلى ميدي إلى كل مناطق الجمهورية الصحرواية والجبلية والساحلية والطرقات الدولية التي نفخر بها -و هذه عملية اعتبرها حقيقة طفرة نوعية تعبر عن إرادة التحدي والصمود في وجه كل المعوقات و الإصرار على الدخول في المستقبل اتفاقا مع العصر الرقمي هذا الذي يستحدث الأمور المتسارعة في مختلف مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والعملية والتقنية والفنية والثقافية - كل شئ متسارع في التغيير- وما لم نحقق حالة من الطفرة في عملية البناء بالتأكيد سيكون من الصعب جداً أن نواكب حركة التغير القائمة دولياً لكن الحمد لله تعطي قدرتنا على التغلب على سائر المعوقات ((الطرقات مثلاً)) وايضاً المواصلات والاتصالات المختلفة ايضا في مجالات التربية والتعليم العالي وفي مجال الصحة في المياة الكهرباء ومشاريع الري كالسدود التي لا تقل عن 4 ألف سد في فترة وجيزة هذه الأمور كلها تعطي مؤشراً على قدرتنا في عملية البناء و مجاراة التطور.. اذا ما تطرقنا إلى ا المكانة الدولية لبلادنا التي وصلت إليها اليوم بفضل الوسطية ومنهج الاعتدال الذي شكلته اليمن بقدرتها على تطويق أي نوعا من الإشكالات وخلقت أيضا في أطار المنطقة ما يمكن ان يعبر عن استقرار امني فيها فحلت الإشكالات العالقة التي طالت دون حل في فترات سابقة مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية والأشقاء في سلطنه عمان وكذا مع أخوتنا في ارتيريا حيث أمكن التغلب على هذه الإشكالات العالقة وقدمنا رؤية المثل الأعلى في كيف نحكم العقل والمصالح المشتركة وعلاقات الأخوة على ما سواها وهذا قد رسخ الطمأنينة في نفوس الأشقاء في دول الجوار ومن ناحية ثانية اعتبرت بلادنا في حلها للنزاعات الحدودية مثلاً يحتذي به ويضربه لدى البلدان الأخرى التي مازالت لها مشاكل عالقة مع جيرانها ,ونجاح السياسية الخارجية اليمنية ضاعف من احترام بلادنا واحتلالها للمكانة الدولية وانعكس ذلك أيضا في نظرة وتعامل الدول المانحة مع اليمن و نتفاءل خيراً بان تمد تلك الدول يد الدعم بطريقة أو بأخرى في عملية البناء والتنمية وخاصة أننا نعيش شراكة دولية وجزء من هذه الشراكة انه بالقدر الذي عانينا من الإرهاب وكننا من مكافحته على النطاق الدولي الأوسع .. أنا في اعتقادي أن من الأمور البارزة للعيان فيما يمكن ان نقول هنا هو زوال التشطير النفسي والاجتماعي وحل محلة تعاظم الكبرياء الوطني على مساحة الوطن الكبير وتجد المواطن اليوم يتنقل بين المناطق التي كانت يوماً محظورةً واصبح المواطن يعيش ويتنفس حرية الوحدة خيرها حريته في المكان وحريته في التعبير وحريته في الزمان من هذا نحن نقول ان احتفالاتنا بالعيد الخامس عشر لقيام الوحدة اليمنية هي احتفالات منجزات ومكاسب واحتفالات بناء ألذات وعودة الروح إليها احتفالات تتعزز بالكثير بان اختيار المكلا لان تكون هي البساط الذي تقام عليها الاحتفالات الرسمية وان يدعى الأشقاء والضيوف للمشاركة في الاحتفالات فيها ليشهدوا التغير والتطور الهائل في هذه المدينة اليمنية التي ظلت كغيرها من مدن المحافظات الجنوبية والشرقية محرومة من ابسط المشاريع الخدمية .. وأنا أعرف المكلا كيف كانت قبل قيام دولة الوحدة - كانت عبارة عن مدينة صغيرة هزيلة تكثر فيها الأمراض والاوبئة ولكن من سيذهب اليوم إليها سيشعر بالفارق الكبير والتحول الذي وصل إلى 180ْ وسيجد فيها حركة العمران والتطور والمصانع وشعور المواطن وبهجته غير المنتهية وعودة كثير من المغتربين بعد أن كان الواحد منهم متردداً في العودة إلى وطنه لسبب من الأسباب الطاردة قبل قيام دولة الوحدة عام 1990م فهناك الكثير من المستثمرين من أبناء حضرموت شعروا بالأمان والطمأنينة وزاول ما كان يهدد هم من قرارات التأميم فأسهموا إسهام فعال إلى جانب الدولة وقطاع الحكومة المختلفة في إحداث تنمية محلية سيشهدها كل من يزور المكلاوحضرموت .. *الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام