سقط عشرات من الجرحى، من بينهم 26 من رجال الشرطة في اشتباكات وقعت ليلة الثلاثاء 29 يونيو/ حزيران في ميدان التحرير بالقاهرة رشق خلالها مئات المتظاهرين الشرطة بالحجارة ردا على اطلاق قنابل الغاز المسيل لدموع عليهم. وقال مدير مستشفى بالقاهرة ان رجال الشرطة لحقت بهم اصابات تتراوح بين جروح وكدمات واختناقات نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، مضيفا ان جنديا اصيب بحروق بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط. وقال الناشط الحقوقي أحمد حلمي انه رأي سيارة شرطة محترقة. وافاد محمود سعيد مدير الطواريء والاستقبال بمستشفى المنيرة العام ان مدنيا واحدا عولج في المستشفى. وكان شهود قالوا ان مصابين مدنيين نقلوا من الميدان في سيارات خاصة لابعادهم عن قبضة الشرطة فيما يبدو. وقال شاهد ان الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء وان رجالا يرتدون الزي المدني وقفوا في جانب الشرطة ورشقوا المتظاهرين بالحجارة. واكد الناشط حلمي ان متظاهرين بدأوا في الساعات الاولى من صباح يوم الاربعاء ترتيبات للاعتصام في ميدان التحرير، بينما تقدم مئات منهم الى مبنى وزارة الداخلية لاقتحامه فيما يبدو، مضيفا انهم أغلقوا شارع قصر العيني المؤدي الى الميدان. وكان عدد المتظاهرين قد زاد بعد ذيوع أنباء الاشتباكات الى نحو 2000 شخص. وقال الشهود ان قوات شرطة كبيرة العدد تجمعت قرب الميدان فيما يبدو أنه استعداد لاقتحامه واجلاء المتظاهرين. من جهتها اصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه، ان المتظاهرين تجمعوا في البداية أمام مبنى وزارة الداخلية القريب احتجاجا على منع من قالوا انهم من أسر شهداء الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك من حضور حفل لتكريم 10 من أسر الشهداء في مسرح بمكان قريب. وأضافت أن المتظاهرين قاموا أمام وزارة الداخلية "بأعمال شغب ورشق بالحجارة تجاه المحلات والسيارات، مما تسبب فى اصابة بعض المواطنين من المارة وعدد من رجال الشرطة، وأن الشرطة ألقت القبض على 7 اشخاص، ممن وصفتهم بمثيري الشغب أمام المسرح، بحسب قولها. لكن مصدرا أمنيا قال لوكالة أنباء الشرق الاوسط ان الشرطة ألقت القبض على 9 أشخاص أمام المسرح بعد قيامهم بتهشيم بوابته الزجاجية. وقال الشهود ان اشتباكات وقعت أمام وزارة الداخلية قبل اشتباكات ميدان التحرير، حين حاول متظاهرون اقتحام مبنى الوزارة، وان معارك كر وفر تدور بين المتظاهرين والشرطة التي يبدو أنها تسعى لمنع المتظاهرين من اغلاق الميدان. وقالت شاهدة عيان ان الاشتباكات التي وقعت ليلة الثلاثاء تماثل الاشتباكات التي وقعت في ميدان التحرير يوم 25 من يناير كانون الثاني في بداية الانتفاضة التي أسقطت مبارك. وقد ردد المتظاهرون هتافا يقول "الشعب يريد اسقاط المشير" في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ اسقاط مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط. ما هتف المشاركون "ضحكوا علينا وقالوا تغيير شالوا مبارك حطوا مشير". وقالت الشاهدة ان شخصا أصيب بطلقة خرطوش في الكتف. من جهتها قالت المصادر ان عددا من أقارب قتلى الانتفاضة تحركوا الى ميدان التحرير من أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون الذي كانوا ينظمون احتجاجا أمامه رافعين صور القتلى. وكان مصدر قال ان نشطاء تجمعوا في ميدان التحرير لتأبين شاب توفي يوم الاحد متأثرا باصابات لحقت به في الاحتجاجات التي أسقطت مبارك واشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم. اما في مدينة الاسكندرية فقد تجمع العشرات من الناشطين وأقارب قتلى الانتفاضة أمام مسجد القائد ابراهيم وهو مركز لتنظيم الاحتجاجات تضامنا مع النشطاء واقارب القتلى المتجمعين في ميدان التحرير. هذا ويستعد نشطاء لتنظيم مظاهرة حاشدة في الميدان في 8 يوليو/ تموز قائلين ان أهداف الانتفاضة التي أسقطت مبارك في فبراير/ شباط لم تتحقق ومنها وضع دستور جديد للبلاد وابعاد من عملوا مع مبارك عن الحكم. المصدر: وكالة "رويترز" للأنباء