قام المجلس الثقافي البريطاني بإرسال 10 مدربين من مدربي اللغة الانجليزية لحضور مؤتمر تيسول (مؤتمر معلمي اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها) وتلاه ورشة عمل تخصصية في مجال تدريب المتدربين والتي قدمها بيتر لوكانتوني، المدرب البريطاني المتخصص في مجال تدريس اللغة الإنجليزية. تعد ورشة العمل المذكورة المجموعة لتدريب المدربين الآخرين في اليمن عن كيفية تدريس منهج "كريسنت" الذي يدرس في المراحل من الصف السابع الى التاسع بشكل متميز وفاعل . حضر المدربون اليمنيون مؤتمر اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها في القاهرة في يوم 31 يناير 2012. وللإستفادة بأقصى حد ممكن من المؤتمر المذكور تم تقسيم المجموعة اليمنية الى فرق مكونة من شخصين وتم الاتفاق على أن يقوم كل شخصين بالمشاركة في مواضيع معينة ومن ثم الإعداد لعرض تقديمي لمشاركة مخرجاتهم مع المجموعات الأخرى، في اليوم التالي قام المجلس الثقافي البريطاني في القاهرة بتنظيم تدريب تنشيطي في مجال مهارات التقديم والعرض للمدربين من اليمن ثم قامت كل مجموعة ثنائية من المدربين بتقديم عروضهم لبقية المجموعات. قام الأستاذين نجيب المقرمي وعبد الجبار الشعبي بالتحدث عن التفكير النقدي وعن استخدام نموذج بلوم التصنيفي في تكوين عملية ادماج الأنشطة للطلاب وكذا تكوين تقنيات طرح الأسئلة لضمان طرق تعلم فاعلة . يقول الأستاذ نجيب المقرمي"ساعدتني الفقرة التي حضرتها في أثناء مؤتمر تيسول والتي قدمتها على اتخاذ القرار في تمكين طلابي في أن يكونوا مفكرين نقديين، وسأقوم بذلك من خلال فئات بلوم التصنيفي – تذكر، أفهم، طبق، حلل، عدل - ومن ثم قيم من أجل خلق أنشطة ممتعة ومفيدة للطلاب وبهذا يكون التعلم أكثر نشاطاً وتكون النتائج أكثر فاعلية ". المجموعة الثانية تكونت من الأستاذتين توحيدة السنيني من صنعاء ومنال العريقي من تعز حيث قدمتا موجز جيد حول ثلاثة مواضيع في عرضهما التقديمي. قامتا بتغطية (بنود التقييم، مهارات الكتابة ومهارات التقديم وتوصيل المعلومات الى الآخرين). تقول الأستاذة منال "اكتسبنا الكثير من المعلومات ليس فقط فيما يخص المواضيع في حد ذاتها ولكن أيضاً فيما يخص الطرق التي استخدمها المحاضرون لتقديمها وعرضها ". موضوع آخر مثير عن الإنتحال الفكري قام بتقديمه الأستاذين حسان بغوي وعبدالرحمن خزام من الحديدة. وقاما أثناءه بتعريف هذا المصطلح ومناقشة آثار ومسببات سرقة افكار الغير وعدم المبالاة في هذا الشأن، كما قدما بعض الطرق التي تؤدي الى التخفيف من هذه الظاهرة. وأخيراً وليس آخراً، قامت الأستاذتين لبنى الهمداني وفضلية الزيادي من صنعاء بعمل عرض تقديمي عن "التعلم المزجي" والذي يركز على التعليم المرئي عن طريق أفلام الفيديو مع الأخذ بالاعتبار المراحل قبل وبعد عرض فلم الفيديو للإستفادة القصوى. و في تعليق لهما "أحببنا ذلك كثيراً وسنطبقه مع طلابنا في الفصول الدراسية لدى عودتنا لانه يعتبر اضافة لعدد من المهارات وعامل محفز لتلاميذنا ". في الثاني من فبراير، نظم المجلس الثقافي البريطاني نقاش مفتوح بين الفريق اليمني ومجموعة من المدربين المصريين في مواضيع تعليمية هامة مثل المنهج المدرسي، الامتحانات وحجم الفصول. وقد لاحظ كلا الفريقين أن هناك العديد من التحديات المشتركة وأن هناك حلول منطقية للتطوير بالمقابل. يقول أحد المدرسين اليمنيين "ظننت أن المدرسين اليمنيين هم الوحيدون الذي يعانون من هذه المشاكل ولكن وجدنا أن مشاكل شبيهة موجودة في مصر وحتى في اوربا ".
كانت هذه الجلسة محفزة لكلا الطرفين من المدرسين المصريين واليمنيين للتفكير بشكل ايجابي ومتفاعل وان هناك عدد من الدروس والممارسات التي تعلمها كل من الآخر . من تاريخ 3 الى 5 فبراير، بدأ الفريق اليمني من مدربي اللغة الإنجليزية حلقاتهم التدريبية الأساسية حيث تم تدريبهم بواسطة المدرب البريطاني الخبير بيتر لوكانتوني على تقنيات تدريس مختلفة اثناء فترة الصباح كاملة والاستفادة في فترة مابعد الظهيرة لإعداد أنفسهم لإلقاء التدريب للمدربين الآخرين لدى عودتهم الى اليمن. في اليوم الأول، قام بيتر بمناقشة الفصول متعددة المستويات وطرق التعامل معها بفاعلية حتى في ظل وجود مجموعات كبيرة من الطلبة كما يحدث في اليمن. كما قام بتغطية الفروقات والتواصل اللغوي ومهارات الدمج واخرى. وقام بتشجيع الفريق بالتفكير في كيفية ملائمة مخرجات ورشة العمل مع السياق السائد في المدارس في اليمن. وفي نهاية اليوم الثالث من ورشة العمل خرج فريق العمل بخطط عملية لتدريب اكثر من 100 مدرب من محافظات مختلفة، تطلعاً إلى تمكين المدربين اللاحقين بواسطة مكتب التربية من نقل التدريب لكل مدرسي الانجليزية للمراحل من الصف السابع الى التاسع والذي يصل عددهم الى حوالى 9000 في مختلف محافظات اليمن . ويبين مدير مشاريع اللغة الإنجليزية، ادريس القدسي دور المجلس في هذا الجانب فيقول "يقوم المجلس البريطاني بخلق فرص لليمنيين حتى في ظل التحديات الحالية. ان نظام نقل المعرفة والذي هو عبارة عن تدريب مجموعة صغيرة ليصبحوا مدربين يساعد في بناء القدرات المحلية ويمكننا من الوصول الى يمن لديه عدد أكبر من المدرسين الأكفاء. لدينا فريق رائع من المدرسين القادرين والذين يستطيعون اثبات نجاحهم في نقل هذه المعرفة. كما أننا بدأنا العمل مع مختلف القنوات الإعلامية مثل المذياع والصحف والتلفزيون والتلفونات النقالة لتمكين أكبر عدد ممكن من اليمنيين لتعلم اللغة الإنجليزية بالشكل الملائم ".