نشرت صحيفة "ذي تايمز" اللندنية اليوم الخميس تقريراً عن اجراء الهند اليوم تجربة اطلاق صاروخ بعيد المدى يمكن تزويده بقدرات نووية ويستطيع ان يبلغ الصين ودولا غير آسيوية في تقدم كبير ينقل نيودلهي الى عتبة النادي المغلق للدول التي تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات. والصاروخ "آغني- 5" الذي يبلغ طوله 17 مترا ومداه 4 ألاف كيلومتر- قادر على ضرب بكين أو شنغهاي- وقد اطلق في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي من موقع تجارب في جزيرة ويلر في خليج البنغال. وحسب تقييم وزير الدفاع الهندي اي كيه أنتوني فقد كانت التجربة "ناجحة تماما"، "والتجربة نقطة تحول في برنامج الصواريخ الهندي". وتأمل الهند بأن يساعدها الصاروخ "اغني- 5" الذي يمكن تحميله برأس نووي زنته طن- في جسر الهوة في سباقها العسكري مع الصين، وهي واحدة من الدول الخمس في العالم التي تمتلك صواريخ باليستيه عابرة للقارات. والقوى الاخرى هي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا. وقال الامين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن تعليقاً على اطلاق الصاروخ الهندي إن الحلف لا يعتبر الهند خطرا صاروخيا، على الرغم من أن الصاروخ "أغني- 5" سيعطي الهند القدرة على شن هجوم نووي على دول اعضاء مثل تركيا. ومن المتوقع ان يكون الصاروخ قد سقط في مكان في المحيط الهندي قريب من اندونيسيا بعد وصوله إلى ارتفاع عامودي بلغ 500 ميل. وقال سي راجا موهان وهو خبير في معهد الدراسات والتحليلات العسكرية إن الصاروخ "أغني- 5" سيكون نقطة النضج في برنامج الصواريخ الهندي الذي بدأ قبل 25 عاما. وأضاف: "سيعطي الهند قدرة نووية كاملة ويعدل توازن القوى مع الصين. وحتى الآن، ومع ان الهند تمتلك اسلحة نووية، فليس لديها صواريخ يمكنها الوصول إلى قلب الصين". وقال موهان ان الهند تحتاج الى بضع سنوات قبل ان تتمكن من استخدام الصاروخ "أغني- 5" عملياتيا. والصاروخ الذي له ثلاث مراحل وطوره علماء من منظمة البحث العسكري والتطويري الهندي، يحتاج المزيد من التجارب الشاملة. وقال فيجاي كومار ساراسوات، رئيس المنظمة، لشبكة "إن دي تي في" الإخبارية أن الصاروخ الجديد سيعزز وضع الهند كقوة إقلليمية. واوضح قائلاً: "إنه سيمنحنا تفوقا كبيرا لأن مدانا سيتسع إلى حد كبير. وبتعبير تكنولوجي فنحن الآن نتنافس مع أفضل القوى العالمية". ويعتقد أن تسع دول تمتلك اسلحة نووية، لكن خمسا منها فقط لديها صواريخ باليستية عابرة للقارات - الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. بدأت الهند برنامج تسلحها النووي عام 1967 وأجرت أول تجربة عام 1974. وتمتلك قواتها المسلحة ما بين 80 و100 رأس نووي، لكن المدى الاقصى لأفضل صواريخها المتقدمة حاليا هو 1500 ميل- ويكفي فقط لضرب أي مكان في باكستان، غير انه لا يبلغ الا اهدافاً محدودة في الصين. ولدى الصين مخزون من 250 رأسا نوويا بينها صواريخ عابرة للقارات يبلغ مداها 9 آلاف ميل. ويمكن تزويد الصاروخ "آغني 5" برأس نووي وزنه طن، او استخدامه لتطبيقات اخرى بينها إطلاق اقمار اصطناعية. ووصف بهارات فارما محرر صحيفة "إنديان ديفنس ريفيو" الإطلاق بأنه "داعم للمعنويات" لكنه قال إن مدى الصاروخ يجب زيادته قبل ان تصل الهند إلى مستوى الصين من ناحية قوتها النووية. وأعلنت الهند الشهر الماضي عن خطط لزيادة إنفاقها العسكري بحوالي 17 في المائة ليصل الى 25 مليار دولار خلال العام القادم. ويأتي التصعيد العسكري الهندي في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية، حيث توجد ثلاث دول نووية لها حدود مشتركة. وحولت المخاوف من تنامي القوة العسكرية الصينية والتهديدات القادمة من باكستان، مع تدني التطور في صناعة الأسلحة محليا، الهند إلى واحدة من أكبر مستوردي الاسلحة في العالم. رد فعل صيني الى ذلك (د ب ا)، قال الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين إن "الصين والهند دولتان ناميتان صاعدتان. نحن لسنا متنافسين ولكن شريكين متعاونين". وأَضاف انه يتعين على الدولتين ان "تحافظا على الوضع الجيد الذي تم تحقيقه بصعوبة". وقال إنه يتعين عليهما ان تعمقا "تعاونا استراتيجيا ودودا... للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة". وجاء في أحد عناوين صحيفة "غلوبال تايمز" القومية إن الهند "سيطر عليها وهمها الصاروخي" وحذرت من ان "قوة الصين النووية أقوى ويمكن الاعتماد عليها بصورة أكبر"