أقام مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية اليوم بصنعاء حلقة نقاشية حول أسباب التوسع المتنامي لنشاط تنظيم القاعدة في محافظة أبين والسيناريوهات المستقبلية" . هدفت الحلقة التي أدارها المدير التنفيذي لمركز سبأ الدكتور أحمد عبد الكريم سيف إلى استكشاف أسباب ومحفزات توسع نشاط القاعدة في محافظة أبين، والوقوف على حقيقة أعداد المقاتلين في صفوف التنظيم، ودوافع قياداته الظاهرة و الخفية لاختيار المحافظة كساحة نشاط مركزية لمقاتليه، واقتراح البدائل والآليات المناسبة لمواجهة التهديد والحد من مخاطره. وقد تحدث في الحلقة النقاشية عدد من الأكاديميين والباحثين والمسؤولين من الجهات ذات العلاقة ومواطنين ونازحين من محافظة أبين. حيث استعرض مساعد قائد الأمن المركزي للتوجيه المعنوي العقيد الركن شرف حمدين أسباب تمركز نشاط القاعدة في أبين وتنامي حضورها،..مشيرا إلى أن أنصار الشريعة هم امتداد لجيش عدنأبين الإسلامي. ونوه حمدين أن تنظيم القاعدة استغل الأزمة السياسية التي عصفت باليمن خلال العام الماضي 2011 وعمل على إعادة ترتيب صفوفه وتنشيط خلاياه النائمة واستقطب عناصر جديدة بغرض السيطرة على أبين ليقترب من عدن ليسهل له السيطرة على ممرات الملاحة العالمية. وأكد حمدين أن تنظيم القاعدة اختار محافظة أبين نظرا لمساحتها الشاسعة وتضاريسها الوعرة والتي يسهل من تنقلاتها وتحركاته فيها. بدوره عرض الباحث عايش عواس مقارنة بين انصار الشريعة وتنظيم القاعدة ، وخلص الى إنهما أوجه متعددة لعملة واحدة . وتناول الخبير في شئون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي تركيبة المقاتلين الأجانب في صفوف القاعدة أو أنصار الشريعة ..مشيرا الى ان التركيبة اقليمية بزعامات سعودية ويمنية وصومالية ودول أخرى ولدت في يناير 2009م بعد قيام تنيظم القاعدة في جزيرة العرب بتنفيذ عدة عمليات وخاصة في العام 2008 حتي يحصل على اعتراف واعتماد من قبل زعيم القاعدة اسامة بن لادن. وقدم نائب وزير الزراعة - محافظ أبين السابق المهندس احمد الميسري عرضا إيضاحياً حول علاقة أنصار الشريعة بالبيئة الاجتماعية في أبين، وتطرق إلى الدور الكبير الذي يقوم به المواطنون واللجان الشعبية ومساندتها لوحدات الجيش والامن في الدفاع عن مناطق محافظة ابين وابنائها ومواجهة انصار الشريعة التي تدعي الشريعة وهي تقوم بأبشع الجرائم بمساندة المجرمين وأصحاب السوابق . ولفت الميسري إلى أن محافظة أبين قدمت شهداء من القوات الأمنية والمدنين خلال مواجهتها مع عناصر تنظيم الإرهاب منذ العام الماضي وحتى الآن ما لم تخسره وقدمته طيلة 50 عاماً من ثورة 14 أكتوبر . فيما تناولت الجلسة الثانية أوراق عمل حول " القوات الحكومية ومواجهة تهديدات القاعدة أوجه القصور، ومتطلبات الفعالية، منها ضعف التدريب للقوات الأمنية وندرة العمليات النوعية للوحدات الخاصة كوحدة مكافحة الإرهاب التي لا تستطيع أن تواجه كل المشاكل وتعالج كل قضايا الإرهاب في كافة مديريات المحافظة فعددها محدود، فضلاً عن غياب التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمعلومات الاستخباراتية لتوحيد الجهود لضرب التنظيم كون القاعدة تعتمد على حرب العصابات وتستخدم أسلحة متطورة. واستعرض الباحث الدكتور أحمد عبد الكريم سيف أسباب التنافسات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على ملف الإرهاب في اليمن وتعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين في الشأن اليمني، فيما تناول الباحث علي سيف حسن أسباب تنامي نشاط القاعدة وحضورها في أبين ولماذا، وكيف، وماذا بعد الحسم العسكري لتنظيم القاعدة. وتحدث رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين احمد الكحلاني ع8ن وضع نازحي أبين ...موضحا أن عدد الأسر التي نزحت جراء المواجهات مع عناصر القاعدة في أبين وصلت إلى أكثر من 35 ألف و 225 أسرة بعدد 181 ألف و 471 فرد موزعين على عدد من المحافظات اغلبها في مدارس في محافظتي عدن ولحج. مشيرا إلى أن الأسر النازحة تعاني من وضع أنساني صعب للغاية بسبب طول فترة النزوح خارج مساكنهم ومناطقهم والتي تجاوزت العام وقد أثريت الحلقة النقاشية بالعديد من النقاشات التساؤلات والمداخلات من قبل المهتمين والباحثين والمسئولين والمتضررين من الإحداث في أبين ركزت في مجملها على ماذا بعد الحسم العسكري لتنظيم القاعدة وماهي الآليات والخطوات لحل المشاكل العالقة والمتراكمة في الجنوب، وإعادة النازحين إلى منازلهم ، والدعوة إلى ضرورة وضع خطة ورؤية مصاحبة للحسم العسكري والأمني تضع بعين الاعتبار التنمية وتعويض المتضررين في أبين.