قال مسؤولون عراقيون إن ما يقرب من ألف شخص قتلوا في التدافع الذي شهده تجمع شيعي حاشد بشمال بغداد. مما يجعل هذا الحادث الاسوأ في العراق من حيث عدد القتلى منذ غزو البلاد عام 2003..وقد وقع الحادث على جسر الأئمة على نهر دجلة بينما كان ما يصل إلى مليون من الشيعة يتجهون إلى مرقد الإمام موسى الكاظم لإحياء ذكرى وفاته. وقال شهود العيان إن حالة من الذعر دبت بين الحشود بعد شائعات عن وجود مفجرين انتحاريين. يذكر أن مجموعات مسلحة استهدفت عدة مرات الشيعة في الماضي، غير أن المسؤولين العراقيين قالوا إن المأساة لا علاقة لها بالتوتر الطائفي. وقد لقي الكثير من الضحايا، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، مصرعهم دهسا تحت الأقدام أو غرقا. وقال مراسل بي بي سي في بغداد جون برين إنه بحلول مساء الاربعاء كانت جثث القتلى تملأ أروقة مستشفيات بغداد، بالاضافة إلى الارصفة الخارجية. وأضاف أن أقارب الضحايا أخذوا يسيرون في أسى بين صفوف الجثث المسجاة ويرفعون أغطيتها بحثا عن أحبائهم الذين لقوا في المأساة. وامتلأت جوانب الجسر بأعداد هائلة من أحذية الضحايا، حيث كان من المفترض وفقا للطقوس الدينية أن تعبر الحشود بأقدام حافية. وكانت الانباء قد أشارت إلى إطلاق قذائف هاون على الحشد في وقت سابق للحادث، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل. وقالت إن نحو 36 شخصا أصيبوا أيضا حينما سقطت أربعة قذائف هاون قرب مرقد الإمام موسى الكاظم. لكن المسؤول العراقي السني البارز عدنان الدليمي قال في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية إنه لم يتم إطلاق قذائف هاون على المنطقة التي وقع فيه التدافع على الجسر. وقال الدليمي: "إنني على اتصال مع الاخوة في الاعظمية، والذين يشاركون بفاعلية في معالجة إخوانهم. والعلاقات بين السنة والشيعة في تلك المناطق قائمة على الاخوة والمحبة والاحترام، إننا ندين أي دعوات من شأنها إثارة الفتنة الطائفية". وتبنت جماعة سنية غير معروفة كثيرا في موقع على شبكة الانترنت تستخدمه جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، تنفيذ هجمات بقذائف الهاون. كما وردت تقارير أيضا عن أن بعض زوار الضريح ربما تعرضوا للتسميم. ويتأهب العراقيون للإدلاء بأصواتهم حول دستور مقترح للبلاد، ينقسم الشيعة والسنة حول بنوده انقساما شديدا. والأربعاء هو آخر يوم يتمكن فيه غالبية العراقيين من تسجيل أصواتهم للمشاركة في الاستفتاء على الدستور في أكتوبر/تشرين الأول. وكانت السلطات قد أشارت في وقت سابق إلى أن شخصا بين الحشد أثار عمدا حالة الذعر التي أدت للتدافع، بالقول إن انتحاريا بين الحشد. ويقول روجر هاردي محلل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط إنه من غير المستغرب أن تدب حالة من الذعر بين الزوار نظرا للهجمات التي قامت بها عناصر متشددة من قبل على التجمعات الشيعية. وكانت الحشود الضخمة من الشيعة قد تجمعت عند ضريح الكاظم لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء في وقت سابق عن مسؤول بوزارة الصحة العراقية قوله "لا نستطيع أن نواصل الإحصاء، فلدينا المئات والمئات من القتلى والجرحى". وخلال التدافع انهار السياج الحديدي لجسر الأئمة المؤدي للمرقد، وسقط المئات أو قفزوا في مياه نهر دجلة وقال فاضل علي أحد الناجين: "لقد رأيت نساء وأطفالا وكبارا في السن يقفزون ورائي في النهر". وقد هرع الآلاف من العراقيين إلى ضفة نهر دجلة بحثا عن ناجين، بينما انبرى كثير من الشبان للمساعدة وخاض قسم منهم في المياه الموحلة لجمع جثث الضحايا الطافية في المياه. ونقلت رويترز عن مصدر من الشرطة قوله :" إن المئات شرعوا بالفرار راكضين..البعض قفز إلى الماء.قسم منهم ولاسيما العجائز ماتوا على الفور دهسا تحت الأقدام لكن عشرات منهم ماتوا غرقا". ويربط جسر الأئمة بين منطقة الأعظمية السنية على الضفة الشرقية من النهر ومنطقة الكاظمية الشيعية على الضفة الأخرى.
