تواصلت موجة العنف بالعراق رغم إجراءات أمن مشددة فرضها الجيش والشرطة بالتعاون مع قوات أميركية إضافية دفعت مؤخرا لتأمين العاصمة بغداد, مع تدفق عشرات الآلاف من الشيعة على حي الكاظمية لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. وقتل سبعة أشخاص كانوا في طريقهم إلى الكاظمية, كما قتل ما لا يقل عن 12 مدنيا بينهم أستاذان في الجامعة وطلاب ومزارعون في بعقوبة والبلدات المجاورة لها. وفي الديوانية جنوب بغداد ذكرت الشرطة أن قنبلة وضعت على جانب طريق انفجرت مستهدفة قافلة رئيس أركان فرقة المشاة العراقية الثامنة العميد جميل الحاجي، ما أدى إلى مقتل اثنين من حراسه. وفي الموصل قال العميد سعيد الجبوري إن شرطيا قتل وأصيب آخر عندما أطلق عليهما قناص النار بينما كانا في دورية بمدينة الموصل شمال العراق. كما قالت الشرطة إن عدة قذائف مورتر استهدفت سوقا في بلدة المحمودية إلى الجنوب من بغداد، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص. وقد فرضت سلطات الأمن العراقية إجراءات مشددة في العاصمة بغداد تحسبا لتفجيرات جديدة أثناء احتفالات الشيعة بذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. وخلت شوارع بغداد من السيارات بعدما فرضت سلطات الأمن في بداية الاحتفالات حظرا مروريا على جميع السيارات لمدة يومين خشية وقوع هجمات جديدة, بينما أعلن مكتب رئيس الوزراء أن الحظر اتسع ليشمل بغداد بأكملها وأنه سيظل ساريا إلى أجل غير مسمى. كما قال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة نوري المالكي إن قوات وزارة الداخلية ستبقي ممرا مفتوحا للسماح للناس بالانتقال من وإلى مطار بغداد. من جهتها اعلنت الشرطة العراقية السبت عن اعتقالها خلية تابعة لتنظيم القاعدة خلال حملة شنتها الشرطة داخل مدينة كركوك شمالي العراق. من جهتها اعلنت الشرطة العراقية السبت عن اعتقالها خلية تابعة لتنظيم القاعدة خلال حملة شنتها الشرطة داخل مدينة كركوك شمالي العراق. وذكر مصدر في الشرطة العراقية في كركوك إن شرطة الطوارىء في كركوك قامت بعملية تفتيش في منطقة حي البعث وسط كركوك وذلك بإسناد من القوات المتعددة الجنسيات وبناء على معلومات استخبارية ، وأسفرت العملية عن القاء القبض على أربعة من المطلوبين ينتمون إلى تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر إنه بعد التحقيق اعترف المعتقلون الأربعة بقيامهم بعدة عمليات تفجيرية ، كما اعترفوا على اثنين آخرين يعملان معهم ويشكلون جميعا خلية إرهابية تقوم بأعمال وأنشطة إجرامية في المدينة. وفي حادث آخر ذكرت الشرطة العراقية بأن مدنيا عراقيا لقي مصرعه كما أصيب خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة بسوق الحويجة جنوبي غرب كركوك . كما أوضح مصدر في الشرطة في كركوك بأن العبوة انفجرت أمام أحد المحال التجارية بسوق الحويجة الرئيسي وسببت بالاضافة إلى القتيل والجرحى خسائر مادية جسيمة . من ناحية أخرى أعلن الجيش الأمريكي اليوم السبت أن القوات الأمنية المشتركة قتلت واعتقلت 598 مسلحا منذ بدء العملية الأمنية "معا إلى الأمام" والتي بدأت في التاسع من يوليو الماضي في بغداد. كما ذكر بيان للجيش الأمريكي إنه منذ أن بدأت العملية تمكنت القوات المشتركة من قتل 97 شخصا كما ألقت القبض على 501 آخرين كانوا يعملون مع فرق الموت كما عثرت على 59 مخبأ للأسلحة. وطبقا للبيان فقد اكملت القوات المشتركة التي تتكون من 30 ألف جندي نحو 50 ألف دورية قتالية تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء نوري المالكي لتحقيق الأمن في بغداد. ميدانيا فرضت الحكومة العراقية حظرا مروريا على جميع السيارات خشية وقوع هجوم على احتفال ديني كبير للشيعة في مدينة يعصف بها العنف الطائفي. ووضعت قوات من القناصة فوق أسطح الأبنية وقامت قوات من الجيش والشرطة العراقية باغلاق الشوارع المحيطة بضريح الامام موسى الكاظم في منطقة الكاظمية بشمال بغداد والتي سيقام بها الاحتفال على مدى يومين. كما يخضع الزوار الذين يدخلون المنطقة لتفتيش ذاتي. وقتل نحو ألف شيعي في تدافع خلال احتفال العام الماضي بعد ان أُصيب حشد من الناس بالهلع وهم في طريقهم الى الضريح نتيجة شائعات عن وجود مهاجم انتحاري. وكان هذا أعلى عدد للقتلى في يوم واحد منذ الغزو الذي أطاح بنظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003. وقال مسؤولون عراقيون انذاك ان معظم الضحايا من النساء والاطفال. وانتشر العشرات من رجال ميليشيا جيش المهدي المسلحين والموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في الشارع الرئيسي بالكاظمية. ونشر أفراد ميليشيا المهدي لحماية الزوار الذين قتل سبعة منهم مساء الجمعة في احدى الضواحي السنية. وتشهد بغداد أعمال عنف طائفية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية منذ هجوم استهدف مزارا شيعيا في فبراير شباط الماضي. وطغت هذه النوعية من اعمال العنف على أنشطة المسلحين السنة وأثارت المخاوف من نشوب حرب أهلية شاملة. وارسلت تعزيزات من الاف الجنود الامريكيين الى بغداد لمساعدة قوات الامن العراقية التي فشلت حتى الان في قمع العنف الذي راح ضحيته الالاف. وطالب رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي ائمة المساجد بالدعوى الى المصالحة الوطنية وتعهد بملاحقة اي شخص يستخدم الاسلام للتحريض على العنف الطائفي. وتكافح حكومة المالكي التي تولت السلطة منذ ثلاثة اشهر لنزع فتيل التوترات الطائفية. ورفض عبد الجبار الحمداني اللواء بالجيش العراقي الكشف عن عدد افراد الجيش والشرطة الذين نشروا لكنه قال ان هناك ثلاث حلقات امنية حول الضريح لحماية الزوار. وجرى أيضا تفتيش بساتين النخيل والمقابر التي يمكن ان تستخدم كمنصة اطلاق لهجمات بالصورايخ او قذائف المورتر. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في بيان انه يحظر على جميع المركبات السير في بغداد لأجل غير مسمى. وبدأ حظر التجول على السيارات في الساعة التاسعة مساء الجمعة (1700 بتوقيت جرينتش). وسارت مجموعات من الزوار بعضها يلوح برايات خضراء في الشوارع الخاوية لولا ذلك باتجاه الكاظمية. وقال احد الزوار "انها هبة من الله ان نكون في امان. وهذا بفضل الشرطة والجيش وقوات وزارة الداخلية." وفي الذكرى السنوية الثالثة للتفجير الذي أودى بحياة 22 من موظفي الاممالمتحدة واصاب 166 اخرين في مقر المنظمة ببغداد دعا مبعوث الاممالمتحدة الخاص اشرف قاضي الى التوصل لحل سريع للعنف الذي يعصف بالعراق. وقال في حفل اقيم ببغداد في ذكرى اسوأ هجوم على بعثة مدنية تابعة للامم المتحدة ان "المأساة التي تحملها شعب العراق بالصبر والامل والايمان يجب التغلب عليها وسريعا. لا وقت لنضيعه." وقالت شرطة بلدة الديوانية ان قنبلة وضعت على جانب طريق انفجرت مستهدفة قافلة العميد جميل الحاجي رئيس اركان فرقة المشاة العراقية الثامنة ادت الى مقتل اثنين من حراسه في الديوانية جنوبي بغداد. واضافت الشرطة ان الحاجي نجا دون ان يلحق به اذى واعتقل الجنود ثلاثة اشخاص مشتبه بهم وصادروا كمية من الاسلحة في بستان قريب. ودعت الوزارة زوار الاحتفال الشيعي الى عدم قبول اي اطعمة او مشروبات من اشخاص غرباء والى عدم تصديق او اطلاق شائعات من شأنها ان تثير الذعر. وقتل 965 شخصا على الاقل العام الماضي بسبب الذعر الذي اثارته شائعات عن هجوم وشيك سينفذه انتحاري. وسحق الكثيرون تحت الاقدام في التدافع الذي حدث فوق جسر على نهر دجلة فيما غرق اخرون عندما قفزوا الى النهر. وقال اللواء الحمداني ان الجسر اغلق امام الزوار هذا العام. وتجتذب الاحتفالات الدينية الشيعية عشرات الالاف من الشيعة واصبحت هدفا متكررا لهجمات المسلحين. وسيتجمع الشيعة في مطلع الاسبوع القادم عند مرقد الامام موسى كاظم في الكاظمية لاحياء ذكرى وفاته في القرن الثامن الميلادي.