ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات على الزوار الشيعة خلال إحيائهم لذكرى الإمام موسى الكاظم إلى أكثر من 250 بين قتيل وجريح جراء الإشتباكات التي وقعت بين مسلحين وعناصر الشرطة العراقية والجيش الأمريكي . فقد أعلنت مصادر إخبارية عن مقتل 16 شخصا وأصابة أكثر من 240 آخرين بجروح إثر الهجمات وذلك برغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الحكومة في بغداد. وأفادت الشرطة بأن النار أطلقت على الزوار المتوجهين مشيا على الأقدام إلى ضريح الإمام الكاظم وقوات الشرطة الموجودة في منطقة الصليخ شمالي بغداد. وأوضحت أن قوات الأمن وشرطة المرور تبادلوا إطلاق النار مع المسلحين لنصف ساعة. وإثر ذلك غير الزوار الذين انتابهم الهلع طريقهم إلى الخط السريع بدلا من استخدام طريق الشورجة. وحدثت الاشتباكات بين جماعات مسلحة مع قوات الشرطة العراقية والجيش الأمريكي في منطقة الكاظمية ببغداد عند باب المعظم القريب من جسر الصرافية وأفاد شهود عيان عن تحليق مكثف لطائرات الأباتشي الأمريكية فوق المكان. وكانت الحكومة العراقية فرضت اجراءات امنية مشددة تحسبا لموسم الزيارات الشيعية الذي شهد العام الماضي مقتل قرابة 1000 شخص في تدافع على جسر قرب مرقد الامام موسى الكاظم.وتم نصب عدد كبير من نقاط التفتيش إضافة الى حظر سير المركبات لمدة يومين قبيل موسم زيارة مرقد الإمام موسى الكاظم. وكان المئات من الزوار الشيعة قد لقوا حتفهم العام الماضي تحت الأقدام أو غرقا في نهر دجلة بعد أن أثارت شائعات بتفجير انتحاري وشيك الفزع وسط الحشود. وكان بيان للشرطة العراقية طالب فيه الزائرين "الابلاغ الفوري عن العناصر المشبوهة والاجسام الغريبة", ودعاهم الى "عدم تصديق وترويج الاشاعات المغرضة التي تثير الهلع والذعر بين الزائرين والمحافظة على الهدوء". سياسيا وفي إطار المساعى الدبلوماسية لوضع حد للعنف الطائفي بالعراق وتزامنا مع احتفالات الألآف من الشيعة بذكرى الإمام موسى الكاظم .دعا مشاركون في مؤتمر للمصالحة الوطنية إلى وضع حد للعنف الطائفي. وقال المشاركون في المؤتمر الذي عقد بمدينة الحلة جنوب بغداد إنه يجب تفعيل خطة رئيس الوزراء للمصالحة الوطنية. كما طالب المؤتمرون بالتفريق بين الهجمات التي تستهدف القوات الأجنبية واعتبارها مقاومة ضد الاحتلال، وبين العنف الذي يستهدف المدنيين واعتباره إرهابا. وقد حضر المؤتمر ممثل عن السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد. ميدانيا استمرت دوامة العنف في أماكن متفرقة من البلاد والتي راح ضحيتها أمس السبت أكثر من 20 عراقيا بينهم أستاذان في جامعة ديالى, وأربعة جنود عراقيين. ففي بعقوبة اغتال مسلحون الأستاذين الجامعيين كريم سلمان الساعدي ومحمد عبد الرضا التميمي بعد انتهاء عملهما في الجامعة بعد ظهر السبت. كما قتل سبعة مدنيين في حوادث متفرقة في بعقوبة وبهرز والمقدادية على أيدي مسحلين, بينهم شخص يحمل بطاقة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ويدعى إبراهيم جواد الربيعي. وفي الديوانية قتل أربعة جنود عراقيين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم وسط المدينة. وفي العمارة قتل رجل شرطة على أيدي مسحلين وسط المدينة. وفي الموصل قتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطي, كما قتل سبعة آخرون بينهم طفلتان في هجمات متفرقة في المدينة. وفي كركوك قتل مدني وأصيب خمسة بينهم طفلان بانفجار عبوة ناسفة أمام محل تجاري غربي المدينة, فيما اعتقلت قوات مشتركة أربعة من عناصر تنظيم القاعدة. وقالت شرطة المدينة إن الأربعة اعترفوا بتنفيذ عمليات تفجير وقتل للمدنيين, كما اعترفوا على متعاونين آخرين معهم. وفي تطور آخر، أعلن الجيش الأميركي وفاة أحد جنوده متأثرا بجروح أصيب بها خلال معارك في العراق. وأوضح بيان للجيش أن الجندي من اللواء الأول التابع للفرقة الأولى المدرعة توفي أمس "متأثرا بجروحه" في محافظة الأنبار غرب بغداد.وبمقتل هذا الجندي ترتفع حصيلة القتلى الأميركيين إلى 2608 منذ غزو العراق في مارس 2003.