تجمع آلاف العراقيين صباح اليوم لتشييع زهاء ألف شخص قتلوا في تدافع على جسر الأئمة خلال مشاركتهم في احتفالات الشيعة بذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم. وأقيمت سرادقات العزاء بمدينة الصدر في بغداد, استعدادا لتلقي أقارب الضحايا العزاء قبل نقل معظم الجثث إلى مدينة النجف لدفنها هناك.. وغطيت الجثث بملاءات بيضاء ورقائق الألومنيوم وأكفان مؤقتة وظلت مسجاة في الطرقات وعلى الأرصفة، واستمر بعض الأهالي في البحث عن ذويهم بينها. ويتوقع مسؤولون أن يتجاوز العدد النهائي للقتلى الألف بسبب تناثر الجثث في المستشفيات ومشارح متنقلة ومنازل أسر الضحايا في مختلف أرجاء المدينة. وكان وزير الداخلية بيان جبر نأى عن ربط الحادث بأي بعد مذهبي، رغم اتهام سياسيين شيعة بينهم مستشار الأمن القومي موفق الربيعي من وصفهم ب"صداميين وزرقاويين" بالوقوف وراء الكارثة. وأرجع الوزير العدد الكبير للضحايا إلى عدم قدرة "الكاظمية" على استيعاب مليون ونصف المليون من الزوار، وأعلن وزيرا الدفاع والداخلية تشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين وزارتيهما لكشف ملابسات الحادث. وقد أعلن رئيس الوزراء العراقي في بيان بثه التلفزيون الرسمي أمس الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الحادث, ودعا الشعب العراقي بكافة شرائحه إلى الوحدة الوطنية واليقظة والحذر. وقدم الرئيس العراقي جلال الطالباني تعازيه لأسر الضحايا في المصاب الجلل الذي وصفه بالفاجعة. كما دعا رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسني الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأديانه إلى تقديم المساعدة لأهالي الضحايا. وأجمعت القوى والشخصيات السنية الرئيسية على التضامن مع الضحايا وإعلان الأسف لمقتلهم، ودعا مجلس علماء الدين السنة في مدينة الفلوجة أهالي المدينة إلى التبرع بالدم. وتوجه مئات من أهالي المدينة إلى أربعة مساجد رئيسية للتبرع بالدم. كما سارع أهالي حي الأعظمية المجاور -ذي الأغلبية السنية- إلى إغاثة الضحايا والتبرع لهم بالدم. وكانت الأنباء قد أشارت إلى إطلاق قذائف هاون على الحشد، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل. وقالت إن نحو 36 شخصا أصيبوا أيضا حينما سقطت أربع قذائف هاون قرب مرقد الإمام موسى الكاظم. وتبنت جماعة سنية غير معروفة كثيرا في موقع على شبكة الإنترنت تستخدمه جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، تنفيذ هجمات قذائف الهاون. واتخذت الكارثة منحى سياسيا عندما طالب وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي باستقالة وزيري الدفاع والداخلية العراقيين، محملا إياهما المسؤولية عن الحادث. لكن الجعفري استنكر خلال مؤتمر صحفي عقده مع السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاده هذه الاتهامات، وقال "أقدر جهود الأخ وزير الصحة، لكن لا يمكن أن أرضى بتبادل اتهامات عبر شاشات التلفزيون" بين وزراء الحكومة ذاتها.