طالب مدير المتحف الوطني بصنعاء عبد العزيز حمود الجنداري بإنشاء قطاع مستقل للمتاحف في اليمن وتجهيز المتاحف بالتقنيات الازمة للحفاظ على المقتنيات التاريخية وحفظ الهوية التاريخية اليمنية وإعطائها ميزانية مستقلة تمكن المتاحف من اداء رسالتها .. وأشار عبد العزيز حمود الجنداري في حديث ل"26سبتمبرنت" إلى أهمية المتاحف ودورها الريادي في صون تاريخ الأمم والحفاظ عليه كما تحدث عن وضع المتاحف في اليمن وماهي عليه بما فيها المتحف الوطني وتناول أيضا قضايا أخرى نص الحديث: * بداية ما هي الأهمية التي تمثلها المتاحف في الحفاظ على التراث؟ ** المتاحف هي الوجه الحضاري لأي بلد من البلدان بما تحتويه من كنوز أثرية تعبر عن الحضارات الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ونجد أنها تتنوع وتختلف باختلاف مجموعاتها الأثرية التي تحتويها فمنها ما يعرف بالمتاحف الوطنية وتعرض أثار وتراث البلد بشكل عام ومنها المتاحف العسكرية وتعرض فيها الفنون العسكرية والآلات وأحداث الثورات وغيرها ، ومنها التاريخية وفيها تعرض مقتنيات لفترة تاريخية محدودة أو أشخاص معينين ومنها متاحف التراث الشعبي ويعرض فيها تراث الشعوب وعاداتها وتقاليدها والصناعات الحرفية والحياة الاجتماعية ومنها متاحف التاريخ الطبيعي ويعرض فيها الحياة الطبيعية للإنسان والحيوان والطيور والحشرات والأسماك والزواحف وحتى الآن لا يوجد أي متحف من هذا النوع في اليمن ومنها المتاحف الإقليمية وهي تختص بإقليم معين أو محافظة أو مدينة أثرية ومنها متاحف المواقع وتقام في المواقع الأثرية التي يتم فيها الحفر والتنقيب بطريقة علمية وعن طريق علماء مختصين ومنها المتاحف التعليمية وهذه تعتبر من أحدث المتاحف وهدفها تربوي تعليمي . * مدارس العرض تختلف بحسب توصيفاتها- ماذا تعتمدون منها ؟ ** نعم مدراس العرض المتحفية متنوعة ومتعددة منها مدارس العرض الزمنية التي تعرض مجموعة آثار لفترة زمنية محدودة أو حضارة بقية مثل قاعة مملكة سبأ مملكة حضرموت ..الخ مدارس العرض النوعي : وتعرض المجموعات الأثرية من نوع واحد ، مثل قاعة المخطوطات ، قاعة المعادن ، قاعة المصكوكات ، قاعة الخشب ...الخ .مدارس العرض الموضوعي وتعرض المجموعات الأثرية التي تشكل موضوعاً واحد وأن حسب نوعية وزمان المعروضات مثل الزراعة ، عادات الزواج الأفراح الخ . * ما واقع المتاحف في اليمن؟ ** يمننا الحبيب بلد التاريخ والحضارة لديها متاحف متنوعة لاتزيد عن اثنين وعشرون متحف ثلاثة منها وطنية وأثنين عسكرية والبقية متاحف صغيرة تضم أثار قديمة وإسلامية وتراث شعبي وهذه المتاحف على أهمية محتوياتها في المجموعة الأثرية تعاني بشده من عدم توفر الإمكانيات المادية والفنية والتي تمكنها من تنفيذ الخطط والبرامج والتي تكفل حفظ وخزن وتسجيل وتوثيق وتصوير وترميم مقتنياتها الأثرية بالإضافة إلى النقص الحاد في الكوادر المتحفية المتخصصة والمدربة التي تمكنها من تنفيذ الأعمال المتحفية التخصصية الدقيقة بكفاءة مما يلقي بظلاله على أداء المتاحف لرسالتها الثقافية والتربوية التعليمية .والمتاحف اليمنية برغم وجود أداره عامة للمتاحف ضمن هيكل الهيئة العامة للآثار والمتاحف فهي تتبع الفروع التي تنتمي أليها ولا يوجد لديها ميزانية مستقلة خاصة بها بل ما يرصد ضمن هيئة الآثار والمتاحف في الباب الثاني الاستثماري والتي غالباً مايتم مشاريعها عبر لجان خاصة بديوان الهيئة أما نفقات تشغيل المكاتب فهو غير موجود وأن توفر في بعض متاحف الفروع فهو غير مجدي ولا يساعد أي متحف على مواجهة أي طارئ أما الحوافز والمكافات والتي يجب أن يحصل عليها عاملوا المتاحف بشكل دائم ومنتظم شهرياً بوصفهم القائمون على تراث الأمة اليمنية فحسب معلوماتي أن معظم المتاحف تفتقر إليه . * مسالة توثيق القطع إلى أين وصلت في المتاحف اليمنية؟ ** أولاً أسمحوا لي أن أتكلم عن أهمية المناطق بالمتاحف ومحاولة تقييم المستوى الإداري فيها وسنتحدث عن تسجيل وتوثيق المقتنيات الأثرية في المتاحف وتتمثل في أعطاء بطاقة هوية لكل قطعة تدخل المتحف عبر استمارة خاصة اعدت بشكل دقيق يشمل كل البيانات المتعلقة بالقطعة بحيث تعطي رقماً خاصاً بها ويتم توصيفها توصيفاً دقيقاً معد تحديد مقاساتها والمكان الذي جاءت منه وتحديد مصدرها سواء كانت من حفرية، هدية ، أو اقتنائها عبر لجنة الاقتناء بوزارة الثقافة والسياحة أو الهيئة العامة للآثار والمتحاف إلى اخر المعلومات المطلوب تدوينها مع تحديد حالتها الراهنة هل هي سليمة أو تحتاج إلى ترميم وصيانة وعلاج معملي ثم تصور من كل الجوانب وتكون أهمية المقتنيات الأثرية في ضمان عودتها من أي مكان في العالم في حالة سرقتها أو فقدانها بموجب الرقم المتحفي وكرت التوثيق وذلك في إطار الاتفاقيات الدولية المتعارف عليها الخاصة بحماية التراث العالمي بينما القطع التي لم توثق من الصعوبة مكان استرجاعها لعدم وجود هوية خاصة بها وفي هذا المنطلق لابد من توثيق كل محتوياتها مهما كانت الضروف والمصاعب وبحسب علمي أن توثيق القطع الأثرية لا يتم بشكل منظم سنوياً إلا في المتحف الوطني بصنعاء والذي تتنامى مجموعته الأثرية سنه بعد أخرى بينما المتحاف الأخرى تواجه صعوبة شديدة في توثيق مجموعتها الأثرية لعدم وجود ميزانية خاصة بهذه المتحاف إلا في إطار الميزانية السنوية لهيئة الآثار والمتاحف والتي تقوم باخيتار مجموعة من المتاحف لتوثيق وتسجيل جزء من مقتنياتها الأثرية عبر إرسال لجنة من لجنة المتحاف بديوان الهيئة وهذه اللجنة تنتقل من محافظة إلى أخرى لأداء عملها وهذه الطريقة لايستفيد منها إلا عدد محدد من المتاحف والبقية تظل على حالها وابسط مثال على ذلك متحف التراث الشعبي بصنعاء والذي يقع في ميدان التحرير بقلب العاصمة صنعاء معظم محتوياته ومجموعته الأثرية لم توثق حتى ألان وبالتالي في حالة فقدان أي قطعة منها من الصعب استرجاعها حتى إيجاد ميزانية مناسبة مستقلة للمتاحف نرى إقامة دورة تدريبية في المتحف الوطني بصنعاء لتوثيق المقتنيات الأثرية يحضرها مندوبين من جميع متاحف الجمهورية يقوموا بنقل ما تعلموا إلى زملائهم وبالتالي يمكنهم من توثيق مجموعاتهم الأثرية دونما حاجة إلى انتظار اللجنة التي ترسل من ديوان الهيئة والتي لاتصل إلى بعض المتاحف إلا بعد سنوات. ثانياً: ترميم وصيانة المجموعا ت الأثرية..أن وجود معامل وصيانة القطع الأثرية أمر حيوي وضروري في المتاحف وذلك لإنقاذ وترميم وصيانة هذه القطع فنحن نتعامل مع مجموعات أعمارها ألاف السنين وتتعرض لعوامل التعرية وسوء التخزين والكسر والتخريب إثناء النبش العشوائي الذي يقوم به البعض وحسب معلوماتي المتواضعة لا يوجد معامل ترميم الا في المتحف الوطني بصنعاء والمتحف الحربي بصنعاء وعلى تواضع هذين المعلمين فقد تم إنجاز العديد من القطع الأثرية والتي كانت حالتها سيئة جداً وتحتاج إلى علاج معملي سريع أما بقية المتاحف فلا يتوفر ابسط وسائل صيانة القطع الأثرية والتي يمكن أن تتعرض للتلف أمام القائمين على المتاحف لقلة الهيئة ورغم أننا في المتحف الوطني بصنعاء نظمنا دورة تدريبية لترميم الأخشاب خضرها 10 موظفين من مختلف متاحف الجمهورية إلا انه لم يتم الاستفادة منها ولم نسمع أي افتتاح أي معمل في أي متحف. * كانت لكم زيارات لمتاحف مماثله في دول العالم فماذا شاهدتم؟ ** في زيارة لوفد يمني رفيع المستوى بمشاركة مدراء بعض المتاحف اليمنية إلى ثلاث دول أوروبية ( بريطانيا وألمانيا وهولندا واهم ما شاهدناه هو تنوع المتاحف واهتمامها بعرض تراث الشعوب الأخرى باعتباره تراث إنساني ملك كل الناس وتحتوي هذه الدول على إعداد كبيرة من المتاحف فعلى سبيل المثال الجمهورية الألمانية في ذلك الوقت كانت تضم (3600) متحف جزء كبير إدارات خاصة والبقية تتمتع بإدارات مشتركة خاصة وحكومية وتتميز هذه المتاحف بإدارات مستقلة ولها ميزانيات مستقلة تمكنها من أساليب العرض والتوثيق والخزن وترميم المقتنيات الأثرية وحتى المتاحف التي تتبع مؤسسات على قلتها فلها ميزانيتها ومواردها الخاصة ، وبالتالي في لا تواكب كل جديد في علم المتاحف بل تطور من أساليبه العلمية في نشر وتعريف زوارها بالحضارات الإنسانية في مختلف بلدان العالم.وفي دورة تدريبية خاصة بمدير وموظفي المتحف الوطني بصنعاء في مصر شاهدنا الاهتمام الكبير بالمتاحف والمواقع الأثرية الموجودة في طول وعرض مصر والتي أصبحت من أهم الموارد الرافدة لخزينة الدولة ، لقد استمعنا إلى التجربة المصرية من قبل الدكتور جاد الله أمين المجلس الأعلى للآثار في مصر آنذاك حيث قال انه تم الاتفاق مع الحكومة المصرية، على أن يتم تنزيل ميزانية المجلس الأعلى للآثار من موازنة الحكومة مقابل الاحتفاظ بجميع إيرادات المواقع الأثرية لمواجهة مرتبات الموظفين والذين يزيدون عن عشرات الآلاف موظف بالإضافة إلى نفقات تشغيل وترميم وصيانة وغرض الآثار في جميع المواقع والمتاحف المصرية ويقول انه فعلاً من خلال هذه الخطة تم تطوير وتحسين معظم هذه المواقع والمتاحف ومع صرف جميع مستحقات العاملين من الحوافز ويتوفر سنوياً مبلغ 20 مليون جنية بعد خصم هذه النفقات. * رؤيتكم الخاصة لتفعيل نشاط المتاحف؟ ** لانتشال المتاحف من أوضاعها المتروكة ولتحسينها وتطويرها لتقوم بأداء رسالتها التربوية والثقافية بما يليق بالحضارة اليمنية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ أتوجه بالنداء إلى فخامة رئيس الجمهورية علي عبدا لله صالح حفظه الله والذي يعرف عنه حبه وغيرته على تاريخ بلده بإنشاء قطاع للمتاحف ومنحه ميزانية مستقلة ويتبع مكتب رئاسة الجمهورية مباشرة- لما في ذلك من فائدة للمصلحة الوطنية العليا ومصلحة المتاحف في الجمهورية اليمنية .