اقتحم متظاهرون مناهضون للحكومة وزارتي المالية والخارجية في تايلاند يوم الإثنين ودعا زعماء الاحتجاج إلى السيطرة على مبان حكومية أخرى في تصعيد لمساعي الاطاحة برئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا. واحتشد أكثر من ألف محتج عند وزارة الخارجية وقال شاهد من رويترز إن المحتجين كسروا البوابة الرئيسية للمجمع واقتحموه بسيارة وشاحنة. وأعلن قادة المحتجين انهم سيعتصمون بالمكان وسيبقون به طوال الليل. كما اقتحم نحو ألف محتج مبنى وزارة المالية. وتزايد التوتر السياسي سريعا بعدما نظم اكثر من 30 الف متظاهر مسيرات إلى 13 منطقة في العاصمة بانكوك مما اثار مخاوف من وقوع اشتباكات مع الشرطة بعد يوم من تجمع قرابة مئة الف في الحي القديم بالمدينة. ويقول المحتجون -بزعامة الحزب الديمقراطي المعارض- ان رئيسة الوزراء أصبحت دمية في يد شقيقها رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الذي أُطيح به في انقلاب عسكري عام 2006 وأُدين بالفساد بعد ذلك بعامين في اتهامات يقول إنها ذات دوافع سياسية. ووصلت ينجلوك إلى السلطة في انتخابات أُجريت في 2011 وشهدت انتصارا للطبقة العاملة الفقيرة وهزيمة للصفوة التقليدية التي تدعم الديمقراطيين المعارضين بدءا من كبار الجنرالات وحتى المستشارين الملكيين والبيروقراطيين من ابناء الطبقة الوسطى وكبار رجال الاعمال. وقال سوتيب تيوجسوبان زعيم الاحتجاج لحشد تجمع امام وزارة المالية "ادعوا المحتجين للبقاء هنا ليلا بوزارة المالية... وأحث المحتجين الاخرين على القيام بنفس الشيء والسيطرة على مبان ومكاتب حكومية اخرى في انحاء البلاد." وقال شاهد من رويترز إن الكهرباء انقطعت عن الوزارة المالية لفترة قصيرة بعدما اقتحم المحتجون المبنى. كما تجمع مئات المحتجين المناهضين للحكومة أمام مبنى ادارة العلاقات العامة. وبدأ المتظاهرون احتجاجهم بهتاف "ارحلوا" عندما وصلوا إلى مكاتب حكومية وقواعد عسكرية وبحرية وقنوات تلفزيون رسمية. وتعدى البعض على مصور صحفي ألماني بعد أن قال أحد المشاركين في أحد الاحتجاجات إنه مؤيد للحكومة. واشتعل فتيل المسيرات المناوئة للحكومة الشهر الماضي بعد مشروع قانون دعمته الحكومة للعفو عن المحكوم عليهم كان يمكن أن يسمح بعودة تاكسين إلى البلاد دون ان يواجه عقوبة السجن التي صدرت ضده في قضية الفساد. ورغم سحب مشروع العفو تصاعد سقف مطالب المظاهرات إلى المطالبة بتغيير الحكومة والاطاحة برئيسة الوزراء التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها وكيل لشقيقها تاكسين الذي يمتد تأثيره على سياسات الحكومة من دبي حيث يقيم. وقال تيتينان بونجسودهيراك المحلل السياسي بجامعة تشولالونكورن في بانكوك "الاوضاع هذا الاسبوع غير مستقرة. الخيارات محدودة للغاية امام الحكومة." وقالت ينجلوك -التي تواجه تصويتا على سحب الثقة يوم الثلاثاء- إنها لن تترك منصبها. وابلغت الصحفيين "ما من نية لدي للاستقالة او حل البرلمان.. ما زال بامكان مجلس الوزراء القيام بمهامه حتى وان كنا نواجه بعض الصعوبات