لا ريب أن هناك ضغوطات تمارس على المجلس الإنتقالي الجنوبي، والتحديات جسيمة وقد تكون معقدة، ولكن التصريحات والخطابات والمقابلات الإعلامية غير كافية لإقناع المنتظم الدولي بعدالة القضية الجنوبية قبل أن يذهب المجلس الانتقالي ليقنع المجتمع الدولي، عليه بتقوية الجبهة الداخلية التي تعتبريمثابة العمود الفقري لأي تحرك خارجي. ثم ممارسةالحكم المحلي بهدف تحسين الخدمات الأساسية وتأمين الرواتب بشكل منتظم ولو اقتضى الأمر عبر دعم مانحين. الانتقالي في حاجة ماسّة إلى تقييم مؤسساته، وكشف الخلل مثل التضخم في الهياكل، غياب الكفاءات، وتداخل الصلاحيات، وهو ما يعطل الأداء. التقييم المؤسسي ضرورة استراتيجية للانتقالي إذا أراد أن يحافظ على قاعدته الشعبية وإقناع الشركاء الإقليميين والدوليين بقدرته على إدارة الجنوب بشكل فعّال.
المجتمع الدولي لا يتجاوب مع الخطابات بل عبر تراكم الأدلة، الملفات القانونية، العلاقات الدبلوماسية، والمصالح المشتركة لذا الانتقالي يحتاج أن يجعل المصالح المشتركة و الدبلوماسية المباشرة في الصدارة، ثم يوظف الإعلام الخارجي و القانون الدولي كأدوات مساندة لإقناع المنتظم الدولي بعدالة قضيته.
المجلس يحتاج إلى فريق يجمع بين الإعلام الحديث، الدبلوماسية، التحليل الاستراتيجي، والإنتاج الإعلامي الاحترافي، مع التركيز على لغة التواصل الدولي (الإنجليزية) الرسائل المقنعة، والشرعية القانونية، لضمان التأثير في المجتمع الدولي.
إذا أهمل الإنتقالي الجبهة الداخلية و الحكم المحلي يخسر الثقة الشعبية و ثقة الخارج. إذا جمع بينهما يصبح قادرا على تحويل خطاب نيويورك إلى مسار استعادة الدولة.