انطلقت ظاهرة خطيرة ذات عواقب وخيمة في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن في استغلال واضح وفاضح للظروف الحياتية الصعبة والأحوال المعيشية القاسية التي يعيشونها. خاصة الأمهات المتواجدات بمخيم الزعتري مع فتيات قصر وأطفال رضع في غياب الأب ما يجعلهن يقمن بدور مزدوج في التربية والرعاية وتدبير سبل كسب العيش، ما دفع بعض الأمهات لتزويج بناتهن القصر لرجال كبار في السن من بعض الدول أمام إغراء المال، وبما يكفيهن شر السؤال مع سوء الحال الذي يعشنه. ولم تكن السيدة السورية ف م تدري أنها يمكن أن يصل بها الأمر، لبيع ابنتها البالغة من العمر 17 عاما وهي التي لم تنه حياتها المدرسية بعد، لأحد الرجال من كبار السن مقابل بعض المال الذي هي في أمس الحاجة إليه لتدبير شؤون حياتها من مأكل وملبس لأطفالها. ابنة السيدة السورية تزوجت وسافرت مع زوجها بعد صفقة تكللت بالنجاح، وطارت مع عريسها إلى موطنه ،ولا احد يعلم تماما ما الذي تتعرض له من انتهاكات. الأم تذرعت بأنها كانت مضطرة لتزويج ابنتها لكونها تعاني ظروفا اجتماعية صعبة. ولا تدري والدة الفتاة وهي سيدة تبلغ من العمر 55 عاما، أين زوجها فقد لجأت إلى الأردن مع أسرتها المكونة من أربع بنات وشاب يعمل في احد المخابز بمدينة اربد شمالي المملكة الا ان راتبه محدود جدا ولا يكفيه ناهيك ان يسهم به في انعاش حال الأسرة. أشغال شاقة وكانت الصحف الأردنية قد أوردت أخيرا أن جهاز الامن الوطني قد فكك خلية مكونة من مجموعة لاجئين سوريين، تمارس جرائم الاتجار بالبشر، بحق لاجئات من بنات بلدهم، ومعظمهن قاصرات، عبر تزويجهن لأشخاص من جنسيات عربية، بعد أن يتم الاتفاق مع أولياء أمورهن خاصة الأمهات لغايات تزويجهن بعقود وهمية، ويطلق على العملية زواج الصفقة. وينص القانون الأردني، رقم 9 لسنة 2009، على اعتبار هذا الفعل من الظروف المشددة، والتي تصل عقوبتها إلى الأشغال الشاقة المؤقتة 10 سنوات، كون الضحايا يبلغن أقل من 18 سنة، وأن من يساهم بارتكاب الجريمة، سواء كان وصيا أو وليا، أو أحد الأصول أو الفروع، تصل عقوبته أيضا إلى 10 سنوات. ويقول خبراء واختصاصيون في علم الاجتماع بالأردن إن هناك العديد من المظاهر الجديدة للاتجار بالبشر والرق، رغم أن الأساليب التقليدية لم تغب، ويشيرون إلى أن العامل القسري كالعمل لسداد الديون أواستغلال المهاجرين في العمل المنزلي، أو في البناء والزراعة وحتى في الدعارة القسرية. هي أنواع واضحة من الرق الحديث المرتبط بالإرث القديم. إثبات النسب وتطرق رئيس جمعية الكتاب والسنة في المملكة زايد حماد، وتعد جمعيته من أكبر الجمعيات في تقديم المساعدات للاجئين السوريين، إلى أن هناك حالات كثيرة وغريبة بل ومعيبة تقع وخاصة بمدينة المفرق الواقعة إلى الشرق مع لاجئات سوريات، وغالبيتهن يأتين للجمعية، بحثا عن المساعدة والحصول على دعم مادي لأطفالهن الرضع. حيث أكدن للجمعية "أنهن تزوجن من أشخاص من جنسيات مختلفة، ومكثوا معهن عدة شهور، قبل أن يتواروا عن الأنظار ويختفوا دون رجعة، وأكد ان أولئك الضحايا يواجهن حاليا معضلة إثبات نسب أطفالهن فالولادة تمت في غياب الأب الهارب. الاتجار بالبشر وفق آخر تقرير عالمي عن الإتجار بالأشخاص الصادر عام 2014 عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن النساء والفتيات يشكلن ما نسبته 70% من ضحايا الاتجار بالبشر، وبشكل عام فإن الضحايا يمثلون 152 جنسية من 124 دولة حول العالم، ورغم أن 90% من دول العالم تجرم الاتجار بالبشر إلا ان الجرائم في ازدياد والظاهرة في تصاعد والعصابات المتخصصة في هذا لا تزال بعيدة عن قبضة العدالة. لغة الأرقام وفق آخر تقرير عالمي عن الإتجار بالأشخاص الصادر عام 2014 عن الأممالمتحدة فإن النساء والفتيات يشكلن ما نسبته 70% من ضحايا الإتجار بالبشر، وبشكل عام فأن الضحايا يمثلون 152 جنسية من 124 دولة حول العالم، ورغم أن 90% من دول العالم تجرم الاتجار بالبشر الا ان الجرائم في ازياد والظاهرة في تصاعد .