يلبسون سراويل الجينز، قصات شعرهم كقصات نجوم الكره والفن. لديهم روابط روحية هائلة أكتسبوها من مسامرات الزوايا وأركان الحافات. لديهم بسالة لا نظير لها وحس مدني حداثي متميز في بوتقة واحدة.. لماذا؟ لأنهم أبناء عدن تلك المدينة التي تنتج الأحلام والتمدن والبطولة والبسالة والمثاقفة في وقت واحد.. عيال الحافة يشكلون تجمعاً، ثم يليهم عيال الحي، ثم تأتي التسمية عيال التواهي أو عيال كريتر أو خورمكسر أو المعلا أو الشيخ أو المنصوره أو البريقه .. الأحياء الجديدة التي بنيت في السنوات الأخيرة لم تنتج بعد هذه الظاهرة فهي أحياء أخذت النموذج الصنعاني في بناء الأسوار حول البيوت لذلك تجدها قلاع للكبت الروحي والثقافي ولن تنتج تمدن إلا أذا أستلهمت روح عدن روح عدن المنفتحة كرحابة المحيط الذي تطل عليه. عيال الحافات صنعوا ولازالوا يصنعون أمجاداً يسطرونها في أسفار التاريخ بأحرف من نور ونار وليس منهم مثل (خراطي الارياف) من يقول أنا فلان بن زعطان بن فلتان بل يقول أبن عدن. عدن كم من الشوق لك يا مدينة المدائن يعج به قلبي، وقريباً سنكحل عيوننا برؤيتك يا بهية يا مدينة المدائن وموئل الفرسان ومصنع الرجال وعاشقة التمدن وبنت البحر .. يا عدن. * صالح الجبواني - دبلوماسي جنوبي