مهما حاولنا تحليل الوضع في اليمن الذي يمر بمُنعطف تاريخي حقيقي أبطاله رُعاة شق الصفوف وتمزيق اليمن لتحقيق مصالحهم وهما الحوثي والمخلوع صالح ، إلا أن الواقع اليمني مهما حاول اعدائه الداخليين تمزيقه إلا أنه يُشير ويؤكد غير ذلك ، وأنا هنا أعني اليمن الشمالي الذي يُصارع لأجل لقمة العيش التي نهبها المخلوع صالح والأن يُكمل مسيرته الحوثي . الجميع لا يُحبذ ماذهب أليه اليمن ولا أحد يتمنى أن تصل الأمور لما وصلت أليه ولكن من اختار هذا الطريق هما الحوثي والمخلوع وضحية هذا الخيار الشعب اليمني الشمالي وشعب الجنوب الذي هو أيضاً يدفع ثمن أستمرار تلك المغامرات الجنونية لأجل السلطة . من المؤكد شعب اليمن الشمالي لاحول ولاقوة له وسينصدم بلاشك بلحظة تاريخية مع رغبة وطموح الحوثي والمخلوع صالح وأن بدء ذلك الصدام في تعز إلا أنه من المؤكد انه لن يقف عند حدود تعز وإنما سيمتد لقلب صنعاء ،هذا هو واقع الشمال الذي دخل لمرحلة تاريخية غير مسبوقة في ظل صراع أقليمي لاحدود له ،وهذا الأمر يمتد لعدن تلك العاصمة الجنوبية التي خاضت معارك باسلة لأجل عودة دولتها المفقودة أو بالأحرى التي سيطر عليها المخلوع بدعم من الأصلاح الذي تتنازعه اليوم عدة رغبات ضاعت من اجلها مصداقيته في الشمال والتي هي أصلاً ضائعة في الجنوب ، فلازلت الذاكرة الجنوبية طازجة وتتذكر فتاوى التكفير والألحاد لشعب الجنوب لا لسبب منطقي إلا سبب الأستيلاء على ثروات الجنوب الذي يُسيل لُعاب الأصلاح لأجلها حتى الساعة ، اليوم واقع اليمن يختلف عن واقعه بالأمس فكثير من الأمور تغيرت والمصالح تبدلت بتبدل الواقع الذي فرضه شباب الشمال بثورته السلمية ضد المخلوع صالح وسلمية ثورة الجنوب التي بدأت منذ عام 2007 أي قبل ثورة الياسمين في تونس بخمس سنوات وللحقيقة والتاريخ فأن من قاد والهم الربيع العربي ثورتان سلميتان ثورة الجنوب العربي وانتفاضة الكويتين التي أوجدت في تاريخ الكويت لأول مرة رئيس وزراء سابق لازال على قيد الحياة ، ومن ثم وبعد أضطهاد شنيع بزقت ثورة البوعزيزي للربيع العربي . الجنوبيون اليوم كتبوا تاريخهم منذ 2007 ولازالوا يُصرون عليه لابل سينالون استقلالهم رغم أنف كل من لايريد ذلك ، الجنوبيون اليوم بهمتهم وأصرارهم وتضحياتهم يفرضون واقع جديد على الأرض كما هو حاصل الأن و على دول الأقاليم التي تُحاول استنزاف قوة الجنوب بمواجهة الحوثين وعسكر صالح ولكن هذه المراهنة لا أراها مُجدية فمخزون الجنوب من الأصرار على فك أرتباطه مع الشمال أصبح واقع لايمكن القفز عليه أو تجاوزه . فهل تعي دول الأقاليم هذه الحقيقة أم أنها تحاول التملص من أستحقاق حق الجنوبيون بالأستقلال؟ هذا ما ستُجيب عليه المقاومة الجنوبية في هذه الفرصة التاريخية التي بلاشك لن تُضيعُها .