ما كان لافتا من الزخم الشعبي لفعاليات الحراك الجنوبي في مديريات وادي حضرموت لا سيما ابتداء من العام 2010م , التي تمخضت كثيرا في ولادة قيصرية قبل ان ترى النور تملأ الميادين بنشاطها الثوري السلمي في إطار المطالبة باستقلال الجنوب عّن اليمن . المناضل أحمد سالم بلفقيه , كان الرجل الأول الذي بادر بالوقوف في مواجهة تراكمية الظروف الاجتماعية والسياسية التي تعذر معها التحاق مديريات وادي حضرموت بمسيرة الحراك مع محافظات الجنوب . تفرغ ناشطا في الأوساط الاجتماعية والمناسبات العامة في الفترة " 2006 - 2007 " للدعوة والترويح للحراك , وإجراء التواصل والتعبئة بين النشطاء في سبيل إيجاد النخبة القيادية وربط تواصلها ببعضها لتتحمل زمام نشاط الحراك الجنوبي في مختلف مديريات وادي حضرموت . ولاحقا تشكلت الأُطر الأولى للحراك في مديريات تريم وسيئون والقطن وساه ورخيه وما تعاقب بعدها , من المدن التي تحركت شعبيا تحت شعار , برع برع يا استعمار ,ثم تحرك ,المناضل أحمد بلفقية, إلى البوادي وكان يُشهد عنه حرصه على التواصل والوصول إلى ابعد المناطق النائية في الصحاري والهضاب حتى ,غيضة ثعين, لم يغفل عنها وحرص على الوصول إليها واللقاء بشيخها المقدم احمد بن صالح القرادي , ومناطق الحموم وشيخها المقدم سعد بن حبريش, والمناصبة من آل العمودي وآل باوزير واغلب مقادمة آل كثير وتميم ونهد و رخية وعمد , ولطالما كان يشُهد على , بلفقيه , حرصه على التواصل واللقاء مع اغلب الرموز الاجتماعية والقبلية والعمالية ساعيا بكل عزيمة وإصرار على , خلق حشد ثوري تحرري . مثلت تلك الوقائع الإرهاصات الأولى لما سميت , الهبة الحضرمية , وكان ,المناضل بلفقيه, أول من تحمل التعبئة وشحذ الهمم وكسر حاجز الصمت لدى سكان المناطق النفطية,التي لازمها منذ واقعة اغتيال شيخها الأول الشيخ علي بن حبريش في أعقاب حرب العام 1994م, فكان لظهور ,المناضل أحمد بلفقيه, وحرصه على التواصل معها والنزول إلى ديارها, ان أستنهض فيها الإرهاصات الأولى لانتفاضها, والتي تواصلت إلى التداعي بين القبائل بحضرموت عامة والبدء في المشاورات فيما بينها وبلوغها للاجتماع بوادي نحب الذي تمخض عنه تأسيس , حلف قبائل حضرموت , سجن ثلاث مرات واحدة ثلاثة شهور ونصف وأخرى أربعة شهور ومرة نصف شهر , وتنقل خلال اعتقاله بين السجن العام بسيئون والسجن العام بالمكلا , وآخرها مهلكة الأسر في كُنتينر الجنرال أحمد الضراب . وكان ,أحمد بلفقيه, عرضة للتهديدات والمضايقات التعسفية بشكل مستمر وصلت حد الإعلان عن إعدامه ثلاث مرات في أسلوب تعذيب نفسي يمتد في تعسفه إلى ترويع أسرته, وإلزامه رهن التوقيفات المستمرة بين كل فترة وأخرى من قبل جهاز الأمن السياسي , مسيرة نضالية قاسية جلها رهن الملاحقات والسجون بما انعكس عليها إلزام نجله الأكبر رهن المتابعات في المحاكم والنيابات والأجهزة والمرافق الأمنية والعسكرية والمخابرات , وفي مرحلة اضطر نجل بلفقيه للخروج بوالدته على متن دراجته النارية يكتب وإياها شعارات ثورية وكتابات جداريه تطالب بإطلاق سراح والده المناضل الأسير ,أحمد سالم بلفقيه, حينها . اللقاء مع ,المناضل أحمد سالم بلفقيه من مستقر إقامته في مدينة تريم بمحافظة حضرموت في حوار ضافي ,يُنشر هنا على هذه الصفحة الأسبوع القادم, يُحدد مواقف وموقع مسيرة الحراك الجنوبي في خضم مستجدات الحرب الراهنة, والانتصارات التي انتزعتها تضحيات الشهداء والأحرار من أبناء الجنوب, وتشابك طبيعة أهدافها مع شرعية الرئيس هادي والتحالف العربي ,والآفاق الدينامكية للقضية الجنوبية في فضاءات تلك التحالفات المتشابكة. #خالد_الكثيري