قادتني نفسي لاسترجاع ما خزنته ذاكرة طفولتي من الزمن الجميل التي انطوت تلك الأيام الرونقية والجميلة الزاهية التي لازالت معلقة في أذهاننا حين نرجع ونعود خطوات للماضي الجميل والزمن الأجمل ، حملت تلك الفترة من الزمن أياماً تزينت بحلات ذهبية ، ولبست درعاً مكللاً بالحلي ومطرزاً بأيام رسمت مع طفولتنا رونقا جماليا شمل جميع نواحي الحياة ، فلا نقول زمنا بعيدا عبر أجيال متباعدة ، بل زمن كانت له فئات وشرائح مجتمع وجيل زاخر بالعطاء والأخلاق والأساليب الممنهجة من تعاليم الدين الإسلامي والتزم بالقوانين والانضباطات شكلاً ومضمونا ؛ بيد أنها اليوم في وضع بائسٍ وحزين، ولا تسمع في مبانيها إلا نعيق الغربان، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإهمال الكبير من الجهات المختصة !.. أصوات المذيعين الصداحة ومع مرور السنين التي مضت وتجلت وطوت صفحات الماضي حين ترعرعت طفولتنا واستمتعت بفنون زمن الجنوب ورونقات عدن الجميلة .قضيناها آنفاً مع إذاعة عدن الرائعة ، حين كانت الإذاعة هي نقطة الوصل بين الإذاعة ومبدعيها وأصوات المذيعين الشجية والبلابل المصدحة التي تتناغم نبرات أصواتهم من العاملين والمقدمين لبرامج وفقرات إذاعة عدن الرونقية .فلم يخلُ ريفنا الحبيب بشتائه البارد وصيفه المعتدل وهوائه النقي الذي رسم رونقا جمالياً بذلك العصر والزمن الباهي . ذكريات الطفولة وزمن عدن الجميل فمنذ طفولتي كنت أقسم أجزاء يومي للذهاب للمدرسة وأعود منها وأخصص وقتاً من ذاك اليوم للمراجعة والقراءة والعمل بالواجب المدرسي الذي أكلف به حتى أحقق التقدم العلمي ، هكذا كانت مسيرة حياتي الابتدائية .ساعات أقضيها مع الإذاعة من بعد صلاة العصر بقسط من الراحة أحط يدي وافتح بأناملي أزرار الإذاعة المتنوعة الأحجام وبأشكال عديدة استمتع في ذاك الوقت مع إذاعة عدن ومع أصوات المذيعين بالحناجر الذهبية.. فقرات وبرامج تنعش النفس التي لا يرتابها الملل .