قال ناشط سياسي إن كنّا نبحث عن نصر وتغيير في شبوة، لا بد أن تكون الضربة سريعة وموجهة بعناية، وبعدها فليتدخل أهل السياسة والحكمة لإصلاح ما يمكن اصلاحه وقال الكاتب السياسي الأستاذ "محمد حبتور" في موضوع تطرق فيه إليه إلى القتال الذي يدور في مدينة عتق بين القوات الجنوبية وعناصر الإرهاب الإخوانية القادمة من مأرب اليمنية تلقى "شبوه برس" نسخة منه ويعيد نشره وجاء فيه : قد يسأل البعض ويستفسر عن ضبابية وتعقيد المشهد في شبوة أكثر من غيره، وهو تساؤل مشروع لكل من يتابع الأحداث ويهتم بتفاصيلها..!
في شبوة لوبي متمكّن من مفاصل سلطتها منذ عشرات السنين، معجون وممزوج بلعنات خبيثة ونفثات شيطانية، متجذرة أبراج الفساد فيها، وما إن يميل أحد تلك الأبراج إلا ويسنده الآخر..!
ربما هي المحافظة الوحيدة التي تجد فيها وكلاء ومدراء عموم يرثمون على مكاتبهم منذ عقود، وإن غيَّب الموت أحد الأباء، يرث الأبن منصبه ومكانه ومكانته..!
في شبوة خليط وتزاوج عجيب بين الدولة والقبيلة، وللأسف يستغله ذاك اللوبي أسوء استغلال، فما أن تضعُف الدولة إلا وتظهر العمامة والجنبية، وإن قوي عودها ظهرت البدلة وربطات العنق، تبادل للمنفعة يضمن استمرارية لوبي الفساد..!
هكذا سلطة زئبقية ستتملّص من أي ضغوط أو اتفاقيات، وكل من يظن أنه يستطيع مجاراتها سيجد نفسه تائه في دهاليزها وسراديبها المظلمة، ولأنها متماسكة بخيوط الشر السوداء، لن تنهار تحت ضربات الأيادي المرتعشة..!
ولذلك ننادي وندفع أن تكون الضربة الموجهة لها قوية وخاطفة وسريعة، إن كنّا ننشد النصر والتغيير حقاً، فلا حلول أخرى تلوح في الأفق، فكل الآفاق تحجبها أبراج الفساد الصلدة..!
للعساكر هناك أبراج، وانهيارها سيترك ثغرة في الأفق، سيدخل منها نور الأمل لأبناء شبوة، ولذلك تجدهم يستميتون لبقائها، ويفاوضون على تحريكها، ولا أحد يتحدث عن تسليمها أو عزل قادتها..!
المعركة في شبوة ليست سهلة، فالمحافظة تنتمي عسكرياً للمنطقة الثالثة في مأرب، ومن هناك تأتي الأوامر والتعزيزات للوبي الفساد في سُلطتها، وفيها مصالح كبريات الشركات العالمية في قطاعات الغاز والنفط.
أعيد وأكرر، إن كنّا نبحث عن نصر وتغيير في شبوة، لا بد أن تكون الضربة سريعة وموجهة بعناية، وبعدها فليتدخل أهل السياسة والحكمة لإصلاح ما يمكن اصلاحه..!