بمجرد أن أطلق الإنتقالي الدعوة للحوار لكل المكونات الجنوبية، سارعت كثير من المكونات من الأطياف والشخصيات السياسية برفض تلك الدعوة وحكمت مسبقاً بفشل هذا الحوار مع سبق الإصرار مختارةً التمترس في مواقعها القديمة غير عابئةً بالظروف الكارثية التي يعاني منها الوطن والمواطن التي وصلت الى حدود مخيفة في كل المجالات سواءً إنهيار مؤسسات الدولة كالمياه والكهرباء والصحة والتربية وغيرها وإنهيار العملة الوطنية التي أدت للإرتفاع الجنوني في الأسعار التي سحقت المواطن وأودت به الى خط الفقر. إن الإصرار على رفض الحوار من تلك المكونات أكانت سياسية أوقبلية أو شخصيات سياسية مستقلة والترويج لذلك يضع الرافضين أمام مسؤولية تاريخية كون البلد تعيش ظروف فوق الإستثنائية يتوجب على الجميع تحكيم العقل والمنطق للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه البلد ، فرفض الحوار لن يؤدي الا بالذهاب الى المصير المجهول الأسواء من الوضع القائم.
إن الحوار ات على مر التاريخ تكون بين الأطراف المختلفة أو المتقاتلة فإذا ماسلمنا بذلك فعلينا أن نكون مع الدعوة الموجهة للحوار من المجلس الإنتقالي وأن يتم التنسيق فيما بين الأطراف الحاملة للروئ الإيجابية المخلصة للخروج بالبلد إلى بر الأمان.
إن الموافقة لمبدأ الحوار لايعتبر ضعفاً أو إنتقاص لأي طرف بل العكس ولاهناك أي موانع من أن يضع أي طرف شروطه قبل الذهاب للحوار سواءً في مكان إنعقاده أو إدارته ومن حصافة وحنكة المحاور إذا كثر المتحاورين كيف يستطيع أن يكون له حلفاء يشاطرونه الفكرة والرأي، وهذا مايتوجب على كل الأطراف التي ترى أنها قد تختلف مع الإنتقالي في بعض الروئ، كما لايستهان بالمواطن وإطلاعه عن كل مايدور ليكون سنداً لقيادته عند إتخاذ القرار.
ومن أساليب وطرق الحوار أن تكون لديك الأفكار والروئ الصائبة لكل مايطرح من مشكلات وتوصله الى المتحاورين بطريقة يقبلها معظم الحاضرون لتضع الطرف الآخر في زاويةً ضيقةً وعندها تتبلور الحلول فإذا أصر طرفاً ما على رؤيته الخاطئة فمن حق الأطراف المتفقة أن تخرج بقرار جماعي ضد ذلك الطرف وعندها تتضح الرؤيا وسيكون موقف المتعنت ضعيف وإن كان مستند لإي قوة فمصيره الإذعان لنتائج الحوار.
ونوجه الدعوة للجميع الداعي للحوار والمدعويين أن لايتخذوا من تلك الحوارات مضيعةً للوقت وأن لايسمحوا لأعداء البلد بالتحكم بسير تلك الحوارات لخدمة أجنداتهم والتحكم بمصير الشعب المكلوم الصابر وليعلم الجميع أن دعوات الشعب لعناته ستلاحقهم أحياءً أو أموات .
كما ندعوا الرؤساء ورؤساء الحكومات السابقين أن يلتحقوا بركب الحوار ويقولوا مايريدونه على طاولات الحوار فلماذا الخوف من الحوار أو يصمتوا خيرا لهم وليعلموا أن الشعب قد ضاق به الحال ولايغبطهم على حياة الترف والمال ولكن لسان حاله يقول قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم (من ولي من أمر أمتي شي فشق عليهم فأشقق عليه) اللهم أصلح أحوال بلادنا اللهم آمين.