ابلغوها العطاس في كتابه (استكمال مرحلة الثوره الوطنيه) وضع عبدالفتاح اسماعيل رؤيته وشروط قيام دوله يمنيه موحده في شمال اليمن وجنوبه ،واهمها : * قيام نظام وطني تقدمي في الشمال ، مشابه للنظام الوطني في الجنوب . * محو الثقافة القبليه المتخلفه في الشمال بكل رموزها وعناوينها وتفاصيلها . * خلق مجتمع منتج من تحالف العمال والفلاحين والحرفيين والمنتجين ، وتمكينهم من قيادة التغيير . * ايجاد اداه سياسيه تقدميه موحده في الشطرين تقود عملية التغيير ......... كانت الجبهه الوطنيه وحزب الوحده الشعبيه (حوشي) في الشمال الاقرب الى فكر ونهج الحزب الاشتراكي في الجنوب . هذه اهم قناعات وشروط "عبدالفتاح" لقيام دوله يمنيه موحده ،وهي ايضا مبثوثه في كتابه (الثقافة والثوره) وهو كان يرى انه بخلاف تحقق هذه الشروط ستكون الوحده وبالاً على اليمنيين ، وهذا ماحصل ، وبهذه الرؤيه ، اقتنعت معظم القيادات التقدميه في الجنوب والشمال ،واولهم واهمهم "جار الله عمر" .
"علي سالم البيض" نتاج تربيه سياسيه قوميه عربيه ،نهجها ومنهجها وعمودها وعمادها الوحده الى درجة التقديس ، توافرت في تكوين شخصيته ايضا وقناعاته ،طيبة الحضرمي ونواياه الحسنه الى درجة الطوباويه ،وكذا جرأة الهاشمي واقدامه على المغامره الى حدود حتفه .
كان علي البيض غير مكترث بشروط ورؤية فتاح للوحده .. كان مندفع الى حدود التهور وهذا ماحصل ... وبشهادات واحاديث موثقه نشرها صادق ناشر ،قال يحي المتوكل وعبدالباري طاهر واخرين ، ان علي البيض سنة 1982 كان عضو مكتب سياسي يومها اصر على تحقيق الوحده ولو بالقوه المسلحه ، وهدد رفاقه ان لم يعجلو بالوحده والا فانه سيدخل الشمال متنكر ويقاتل مع الجبهه الوطنيه ، لكن محمد قاسم الثور واخرين تمكنو من اقناعه بالعدول عن تهديده .
بعد توقيع اتفاق نوفمبر 1989 طار الى عدن وزير الخارجه السعودي الامير سعود الفيصل، وعرض على البيض شيك على بياض ،لمشاريع كبرى في الجنوب ، مقابل تأجيل قيام الوحده .. رفض البيض رفض قاطع .
قال الشهيد (جار الله عمر) في حديث صحفي لمجلة الاسبوع العربي اثناء ازمة 1994 انه ليلتها اجتمع بالبيض على انفراد في فندق عدن ، ونصحه بقبول العرض السعودي لايجاد نموذج مزدهر في الجنوب ،وقال انه امضى اكثر من ساعتين يحدث البيض عن مخاطر الوحده مع النظام الحالي القبلي العسكري في الشمال ويوضح له الصوره في الشمال .. قال البيض لجار الله ساصدر بيان باسم المكتب السياسي نتهمك بخيانة الوحده . علي البيض وطني مخلص ، وحدوي حتى العظم ، صادق النوايا الى حدود الطوباويه .... دوما انا اكرر : ان البيض حالم اكثر منه سياسي ، وهذا يصلح شاعرلاحاكم ، وفي شخصيته وتكوينه الوجداني والعاطفي العالي شيء من نزق الشعراء.
ابلغوا هذا جناب دولة المهندس حيدر ابوبكر العطاس ان صح انه قال (البيض قتل فتاح حتى لايقيم فتاح الوحده ) انا لم اسمع ولم اشاهد العطاس انما قرأت انه قال هذا التخريف.