بعد التغييرات التي شهدتها اليمن في المؤسسة الرئاسية، وبعد إعلان نقل السلطة إلى مجلس رئاسي مكون من رئيس وسبعة نواب، فبعد هذه التغييرات فإن اليمنين يعلقون على هذه التغييرات الكثير من الأمل بتحقق رؤية موحدة وشاملة تتمثل في "يمن مستقر يعمه السلام وتنمية مستدامة في خمس سنوات" مع ايماننا بأن اليمنيين لن يحققوا أي تنمية إلا بسلام دائم ومستقر،ولن تتمكن أي سلطة من تحقيق ذلك إلا بتظافر ومضاعفة الجهود،وقبل ذلك يجب أن تلتئم السلطات الثلاث في العاصمة المؤقتة عدن ،وان يعمل الجميع من غرفة عمل موحدة ،ومن ثم اجراء اصلاحات شاملة داخل الوزارات،وجلب المهنيين المجربين لتولى المواقع التنفيذية في دواوين الوزارات والمحافظات،بعيدا عن المحاصصة الحزبية وغيرها والتي كرست في السنوات السابقة اثناء الحرب، واثبتت فشلها وعدم جدواها.
ونظرة إلى الواقع اليمني بجوانبه السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والتي خلفتها حوالي ثمان سنوات من الحرب الدامية ،فإننا ندرك بأن الواقع أصبح معقدا،ووصلت اليمن إلى واقع مزري لم تصل إليه من قبل في تاريخها المعاصر فكانت أهم مخرجات الحرب : ارتفاع نسبة التضخم وتعطيل حوالي كل الموارد الاقتصادية،ووصول مستوى الفقر إلى أكثر من 80% من السكان، ووطن مجزأ وضعيف تتقاسمه المليشيات والعصابات، واحتياج اليمن إلى تحديد أولويات التنمية المستدامة في هذا المرحلة،فبعد تشخيص هذا الواقع، ينبغي أولا ايقاف المزيد من التدهور والنزيف في دماء اليمنين، ثم تأتي بعد ذلك المعالجات وتقديم ادوات الاستشفاء للوصول إلى التنمية المستدامة،وبالتالي فمن وجهة نظري بأن من أولويات السلطات اليمنية المعترف بها دوليا للوصول إلى الرؤية الموحدة ومن أولويات تحقيق تلك الرؤية :
1- العمل مع المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي على ايقاف دائم للحرب في اليمن.
2- نشر قيم المحبة والتسامح والسلام بين الفرقاء السياسين واجبارهم عن التخلي عن الصراعات العسكرية وملشنة الحياة العامة،وايقاف بث السموم الاعلامية التي تغذي الصراعات المذهبية والمناطقية والعنصرية.
3- وضع ميثاق شرف يلتزم به كل الفرقاء السياسين و من أهم عناوينه عدم استخدام الايدلوجيات الدينية والمقدسات في الصراعات إلقائمة؛ لضمان سلام دائم،والاتفاق فيه على عدم المس بالثوابت الوطنية اليمنية، ومنها أهداف الثورة ،والنظام الجمهوري وقيم الديمقراطية،واحترام حقوق الانسان وحريته وكرامته.
4- المعالجة الفورية للوضع الاقتصادي اليمني بتوحيد البنك المركزي اليمني،وتوحيد سعر العملة المحلية، وتنفيذ اجراءات عملية لاصلاح السياسة النقدية بما يضمن عودتها إلى السعر الذي كانت عليه قبل الحرب، بما في اعادة النظر في الموظفين خارج اليمن الذين يستلمون مبالغ ضخمة بالعملة الصعبة،وكذلك تكدس الوزارات والمحافظات بالوكلاء والمدراء والمستشارين بدون أي عمل حقيقي على حساب تهميش واستبعاد الكوادر المهنية
5- إصلاح وتطوير المؤسسات القضائية وضمان استقلاليتها وحياديتها وابعادها عن الولاءات الحزبية والجهوية، ومنح القضاة حقوقهم كاملة بما يتناسب مع ما طرأ من مستجدات اقتصادية في فارق اسعار العملة
6 - تسليم رواتب الموظفين في كل اجهزة الدولة باليمن و اعادة الموظفين الى أعمالهم حسب كشوفات 2014،ورفع رواتبهم بما يتناسب مع التغييرات في اسعار العملة المحلية وبما يضمن لهم العيش الكريم
7- اصلاح وتطوير المؤسسة الأمنية،مع وضع خطة لاعادة بناء الجيش الوطني وفق عقيدة وطنية يمنية خالصة.
8- اعادة النظر بهيكلة التعليم العام وترشيد النفقات على التعليم العام ليلبي أولويات متطلبات التنمية المطلوبة،ويمكن اختصار التعليم في المدرسة بالمرحلة الأساسية مع نشر وبناء المعاهد المهنية والحرفية وتشجيع الشباب على الالتحاق بها بعد تخرجهم من التعليم الأساسي مباشرة .
9- التوسع والانتشار في بناء السدود لاستيعاب المياه الناتجة عن الامطار في مواسم الامطار واستصلاح الاراضي الزراعية وتشجيع المواطنين على الانتاج وتخصيص هيئة او وزارة خاصة بهذا الجانب ورصد موازنات تفي بهذا مع جلب المساعدات والهبات .
10- التركيز في المرحلة المقبلة على اصلاح أدوات واليات توزيع المساعدات الغذائية والدوائية الدولية لضمان وصولها إلى مستحقيها، وفرض رقابة حكومية وشعبية حيادية ومستقلة..
هذه أولويات مطروحة على السلطات المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن لتحقيق رؤية أستراتيجية يمكن أن تتحق "يمن مستقر يعمه السلام وتنمية مستدامة في خمس سنوات.... " والدهر فقيه
