ماذا كانت ردت فعل الاستخبارات اليمنية؟ دعونا نتحدث بلغة واضحة بعيدا عن لغة الدبلوماسية. بعد إعلان الوحدة بين الشعبين الشقيقين اليمني والجنوبي تفاجئ نظام صنعاء بعدم وجود ظاهرة التسول في الأراضي الجنوبية، هذا لا يعني عدم وجود فقراء في الجنوب العربي، ولكن الأسر الجنوبية بطبيعتها والمجتمع بشكل عام ينبذ هذه الظاهرة المشينة ويحاربها بقوة ، بخلاف المجتمعات الأخرى التي تشجع أبنائها على امتهان هذه الظاهرة ، ولذلك عمدت الاستخبارات اليمنية مباشرة إلى نقل المهمشين من اليمن الشقيق إلى الجنوب العربي، وتم توزيعهم في محافظة لحج الضالع والحبيلين ومناطق أخرى، وفي العاصمة عدن دار سعد، والبادري، وفي أبين، وشبوة، وحضرموت، والمهرة، والتي عرفت مساكنهم فيما بعد بالمحاوى .
كان الهدف من ذلك إيهام الزائر العربي والأجنبي للكيان الوليد الجمهورية اليمنية التي تشكلت عام 1990م بأن هذه الظاهرة موجودة في اليمن والجنوب العربي وليس فقط في اليمن الشقيق، وإظهار المهمشين بأنهم جزء من النسيج الجنوبي للتخلص من عقدة التفوق الجنوبي .
بعد حرب 2015م زادت وقاحة وعدائية نظام صنعاء القديم الجديد، فتم نقل كل الطبقات المسحوقة والعصابات الإجرامية من الحديدة، وتعز، وإب، وحجة، والمحافظات اليمنية الأخرى إلى الجنوب العربي، للاساءة للذوق العام في التسول بالمساجد بجميع الفروض، وفي المتنفسات العامة، والجولات، والشوارع، والقيام بأعمال إجرامية، وكذلك محاولة للتغير الديمغرافي بزرع تلك الطبقات المسحوقة في الأراضي الجنوبية، والتي يحسن نظام صنعاء استخدامها عند الصراعات السياسية أو استخدامها ضد شعب الجنوب في افشال استعادة دولته، وأرضه، وهويته، وتاريخه .
ولذلك لم يشهد في تاريخ الجنوب اختطاف طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف في العاصمة عدن إلا في عهد النازحين اليمنيين، حيث كانت الخاطفة من محافظة الحديدةاليمنية، وهناك أعمال إجرامية كثيرة نفذت في الأراضي الجنوبية كان مرتكبوها قادمين من ورآء الحدود.