كفى استهانة بكرامة شعبٍ كتب تاريخه بالدم والتضحيات. فليذهب مجلس القيادة الرئاسي ومن معه إلى الجحيم. لم نعد نحتمل هذا العبث الممنهج، ولا هذه الوقاحة السياسية التي تصرّ على تصدير الفاشلين وإعادة تدويرهم وكأنهم قدرٌ مقدّس لا يُمس.
لماذا هذا الإصرار المريب على تدوير العجز وتكريس الفشل؟ هل بلغ العجز مبلغه؟ أم أن هناك تواطؤًا خبيثًا لدفن ما تبقى من الوطن؟ أم أن من بيدهم القرار لم يعودوا يرون في هذا الشعب سوى أداة للسكوت والانصياع؟
على القيادة الجنوبية، التي اختارت البقاء تحت عباءة شرعية مهترئة، أن تتحرر من قيود الصمت المُذل. لقد سئمنا الانتظار.. وآن أوان الانفجار.
كفى نفاقًا، كفى تواطؤًا، كفى خنوعًا. الجنوب ليس ساحة مفتوحة لتجارب فاشلة ولا رهينة لتسويات مشبوهة تُدار خلف الأبواب المغلقة.
أي منطق يُجيز لحكومة لا تفرض سلطتها إلا على الجنوب أن تستمر؟ بينما مأرب محصّنة، محمية، مدججة بكل وسائل الإدارة الذاتية، تُعامل كدولة داخل الدولة، لا يُسائلها أحد، ولا تُمسّ مصالحها! أهذه شراكة؟ أم استعمارٌ مقنّع؟ أي مهزلة سياسية هذه التي نعيشها؟ وأي كرامة بقيت لنا إن صمتنا أكثر؟
نقولها اليوم بملء الصوت، ومن قلب لا يعرف إلا الكبرياء: الجنوب يُستنزف، يُقهر، يُذل، بينما تُمارس "الشرعية" فسادها على جثث أبنائه.
إما أن ننتصر لكرامتنا، أو نُسحق في صمتٍ مقيت وأعيننا مفتوحة على من خانوا الأمانة، وتخلّوا عن المسؤولية، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات في مشروع تدمير وطن. #رامي_بامخشب.. شبوة