كشفت الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي سحر الهادي، عن واقعة صادمة هزت الرأي العام في مستشفى الصداقة، حيث افادت الناشطة باحتجاز أم فقيرة فقدت أعصابها في قسم الطوارئ أثناء استغاثتها لإنقاذ ابنها الذي كان يصارع الموت، في ظل غياب تام للأطباء والخدمات الطبية، وغياب أبسط مقومات الإنسانية من قبل الكادر العامل هناك. وبحسب رواية الناشطة، فقد فوجئت أثناء زيارتها للمستشفى بأم تصرخ بحرقة في قسم الاستقبال، مناشدة الأطباء إنقاذ حياة طفلها الذي كان يحتضر أمام أعينها، وسط تعاطف عدد من المواطنين الحاضرين، إلا أن الصدمة الأكبر كانت في تعامل موظف الاستقبال الذي قابل دموع الأم وضياعها بابتسامة ساخرة لا تخلو من القسوة، قبل أن يُلقي بعبارة صادمة قال فيها: "خلي ابنك يموت"، في استفزاز فجٍّ لمشاعر أم فقدت السيطرة على أعصابها من هول الموقف.
وتطورت المشادة إلى أن ردت الأم عليه بالسباب من شدة الألم والغضب، فما كان من الموظف إلا أن طاردها مهددًا بحبسها، رغم تدخل الحراسة الأمنية (الحزام الأمني) ومحاولتهم تهدئة الوضع تقديرًا لحالتها، إلا أن الموظف أصرّ على التصعيد واستدعى الشرطة النسائية لاعتقالها، ضاربًا عرض الحائط بكل النداءات التي طالبت برحمة هذه الأم المنكوبة، بل ورفض محاولات الوساطة التي اقترحت أن تعتذر المرأة مقابل تنازله عن الشكوى.
وعبّرت الناشطة سحر الهادي عن صدمتها من انعدام الرحمة في التعامل مع مريضة في موقف مأساوي، مؤكدة أن قلبها تقطّع على حال هذه المرأة، وسط حالة استنكار شعبي لما حدث في هذا المستشفى الذي لا يقدم للمرضى سوى الإهمال وسوء المعاملة، بلا خدمات طبية ولا أدنى درجات الإنسانية، هو وغيره من سائر مستشفيات العاصمة عدن.
وحتى لحظة نشر هذا الخبر، لا تزال حالة الطفل مجهولة، ما إذا كان ما زال حيًّا أم فارق الحياة، بينما تبقى هذه الفضيحة لطخة سوداء في سجل وزارة الصحة والقطاع الصحي بعدن وتثير تساؤلات مؤلمة عن الضمير المفقود في المرافق الصحية.