في واحدة من أقوى الضربات الأمنية التي استهدفت أوكار الإرهاب في الجنوب، سقط الإرهابي أمجد خالد سقوطًا مدويًا بعد سلسلة من التحركات المشبوهة والتحالفات الخفية مع مليشيات الحوثي وأجنحة حزب الإصلاح، لم يكن سقوطه مفاجئًا بقدر ما كان نتيجة طبيعية لمسار طويل من الدم والعمالة والخيانة. أمجد الربحة، أحد أبرز المرافقين لأمجد خالد منذُ أيام دار سعد وحتى فراره إلى تعز، تحول من شريك في الجريمة إلى تهديد لكشف المستور، فكان قرار التصفية عن طريق التسميم داخل سجن اللواء الرابع مشاه جبلي – المكان نفسه الذي شهد اعتقاله بتهمة تهريب أسلحة وعبوات ناسفة مخفية داخل خلايا نحل! محاولة التسميم التي نُفذت عبر عسكري موالٍ لأمجد خالد داخل المعسكر كادت أن تنجح لولا تدخل الأطباء في مستشفى طور الباحة، الذين أكدوا تلقيه جرعة من سم حاد. محاولة تسميم أمجد الربحة كانت للتخلص منه خوفا من اعترافه على أمجد خالد وباقي الخلية بالتعامل المباشر والتنسيق مع الحوثيين بسبب أن أمجد الربحة كان هو من يستلم المبالغ المالية من طرف الحوثيين ليوصلها إلى أمجد خالد أما صفوان الشرجبي، المقرب من أمجد خالد والمتورط بتخزين السلاح في بدرومات سرية، فلا يزال محتجزًا لدى أبو بكر الجبولي الذي اشترط تسليم العتاد الكامل التابع لأمجد خالد مقابل الإفراج عنه، الأمر الذي زاد من توتر العلاقة بين الجبولي وخالد ودفع الأخير إلى الرضوخ لضغوط عائلة الشرجبي والعودة من سلطنة عمان في 7 مايو 2025. فقد كشفت التحقيقات والوساطات التي دارت بين قيادات ميدانية وشخصيات مقربة من امجد خالد أن هناك عروضًا ضخمة وصلت إلى مائة مليون ريال يمني مقابل الإفراج عن الشرجبي، إلا أن الجبولي رفض، وأفشل محاولات زكريا الشرجبي وسامي عرب بإقناع شقيقه علوي الجبولي. وفي تحرك خبيث، خدع أمجد خالد أتباعه وأوهمهم باستمرار التفاوض، ليهرب سرًا إلى سلطنة عمان، تاركًا أتباعه في الواجهة. لكن الرد لم يتأخر، ففي 3 يونيو بدأت القوات الأمنية عملية حصار محكمة لمواقعه في التربة، وتوجت في 5 يونيو 2025 باقتحام مواقعه وكشف المستور، وهو ما دفع امجد خالد إلى الظهور في فيديو يهدد جماعة الإخوان بالكشف عن اتفاقيات سرية لكل العمليات الإرهابية التي استهدفت كوادر وقيادات جنوبية.