كنت أظن أن الحرباء هي المخلوق الوحيد القادر على التلون مع اللون المحيط به ، فتبين لي أن البعض ممن يدعون الوطنية وحب الوطن أشد تلونا من الحرباء وأن لديهم القدرة على ذلك. المؤسف أنهم يعتبرون أن ما قاموا به هو قمة الوطنية . لولا المحن ما كنا عرفنا الحرباوات البشرية. وصدق الشاعر العربي قديماً :- جزاء الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي. ختاماً :- سجل أيها التاريخ جيدا كما تريد انت لا كما يريدون هم . سجل أيها التاريخ أنهم باعوا الوطن مرات ومرات في سوق النخاسة وأنهم مستعدون أن يبيعوه مراراً وتكراراً. سجل أيها التاريخ أنهم كل يوم يتلونون وفقاً لما تقتضيه مصلحة الجيب لا مصلحة الوطن. سجل أيها التاريخ واحكي لنا عندما يموتون بالحقيقة لكي لا ياتي ناعيهم يوماً ويقول (لقد خسر الوطن أحد أهم رجاله الأوفياء الذي قضى معظم حياته في خدمة الوطن) .