بيحان تلك المدينة الضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا، كانت على موعد صبيحة الخميس 12 فبراير 2015 مع فجيعة استهدفت آمنها وسكينتها وطمأنينة أهلها.. فقتلت أنفس واريقت دماء . اعتدي على جثث الموتى وعبث بالممتلكات العامة وربما الخاصة ولم يسلم منها بيت من بيوت الله. سلبية كبيرة سيطرت علينا جميعاً ابتداءً من مسؤولي ومشائخ ورجالات وأحزاب بيحان وليس إنتهاءً بكافة مكوناتها وشرائحها. باستثناء ثمة جهود مشكورة ورائعة بذلت مؤخراً حين ذهبت بعض النفوس السيئة لإستهداف المستشفى والمدرسة .. وصمة عار للأسف ..واكتفي في وصف ما حدث بما كتبه اخي د. محمد شوبان. إلا ان هناك نقطتين لابد ان تقال ... أولاً: علينا ان نعترف أننا اخفقنا جميعاً في خدمة بيحان وأهلها ، نحن كرجال دولة سواءً بالمديرية او موزعين كقيادات في مختلف مؤسسات ومرافق الدولة ، الا جهداً لشخص واحد فقط يعرفه الجميع ، رغم وجودنا في النواب والشورى ومختلف الوزارات والمصالح والهيئات .. وانا واحد من أولئك المقصرين ، فعذراً أهلنا ومدينتنا الغالية. وعذراً عن إساءة المسيئين لك ، رغم أننا لم نآلوا جهداً في تقديم كل ما نقدر عليه إلا انه يبقى جهداً لا يرضي ضمائرنا ، فقد كنا قادرين ان توحدت الجهود المبعثرة وتضافرت ان نحقق أكثر وافضل. ثانياً: ثمة تحرك ايجابي تمثل في لقاء بعض الشخصيات في عيلان الليلة وقيل فيه كلام جميل .. وهذا جهد طيب ورائع. رغم انه لا يزال مختصراً ومختزلاً ..وعليه نريد ان يحول هذا الجهد الى جهد مجتمعي يحوي كافة أخيار وشرفاء بيحان من كل القبائل والعشائر والأحزاب والسلطة المحلية والمكونات والنشطاء والشباب .. نريد جهداً عابراً لكل المسميات عنوانه الأبرز بيحان آمنها وسلمها واستقرارها هدفنا .لن يخدم بيحان ويحميها ويدافع عنها الا أبنائها .. كما انه لن يذوق ويعاني مرارة اي سوء يقع عليها - لا قدر الله - غير أهلها .. أنني والله أضع يدي على قلبي خوفاً على مدينتي وأهلها وهي اليوم تمر بأخطر الأوقات وأصعبها ، بيحان التي جنبها الله كثير من سوءات الأحداث في كثير من المنعطفات. هي اليوم تنادي فينا حقها علينا ان نبذل كل جهودنا حتى تنهض من كبوتها ونحافظ على استقرارها وسلامة أهلها .. ولدي آمل كبير . فرغم كل ما حصل الا ان بيحان مليئة بالأخيار والغيورين والصادقين .لنضع أيدينا بأيدي بعض ولنترفع عن الصغائر وسفاسف الأمور ولنكبر بكبر وحجم المسؤولية التاريخية، فبيحان وأهلها تستحق منا ذلك، والوقت لازال فيه متسع ،والوضع يقتضي ذلك ، بل هو واجب الوقت الآن ، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )