أكدت تقارير متطابقة أن الميليشيات الانقلابية لجأت بقوة إلى تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك للنقص في المقاتلين بسبب هزائمها أمام قوات الجيش الوطني وبسبب غارات طيران التحالف العربي، خصوصاً بمحافظة مأرب، شرق صنعاء، حيث لجأت عناصر الانقلاب في اليمن إلى تجنيد وحشد المئات من طلاب المدارس، وسط تقارير عن قيام عناصر من الميليشيات بخطف تلاميذ من أمام مدارسهم، للزج بهم إلى معاركهم وتعويض خسائرها البشرية. وذكر موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت» أن «الميليشيات الانقلابية حشدت المئات من طلبة المدارس إلى ريمة حميد ومناطق أخرى قريبة من مديرية صرواح بمأرب، تحت قيادة المدعو الحاكم، للزج بهم إلى معارك جديدة في صرواح بعد تكبيدها الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد في هجومها الأخير على صرواح قبل ما يقارب الأسبوعين».
ورغم الإدانات الدولية والتقارير الحقوقية التي تفضح جريمتهم بحق الطفولة هذه، والتي غالباً ما تؤدي لوفاة هؤلاء «المقاتلين الصغار»، تستمر
ميليشيات الحوثي بتجنيد الأطفال بشكل قسري. ومن أصغر ضحايا هذه الجريمة الحوثية، الطفل محمد أحمد محمد عبدالله صبر البالغ من العمر 13 عاماً فقط، والذي أخذه الحوثيون من أهله من دون علمهم، ونقلوه إلى جبهة القتال على الحدود السعودية، وتحديداً جيزان.. وانتهى به المطاف ميتاً. وقد نعى أبو الطفل محمد، الذي يتحدر من ذمار والذي توفي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، ابنه، محمّلاً ميليشيات الحوثي مسؤولية وفاة الطفل. وأكد والد الطفل أن الحوثيين أخذوا محمد دون علم أهله، وبعد أيام سلموه لهم جثة هامدة، موضحاً أن ابنه كان يدرس في الصف الخامس الابتدائي.
والأسبوع الماضي نشرت صحيفة صاندي تلغراف البريطانية تقريراً، عن الأدوار التي يقوم بها الأطفال اليمنيين في الحرب الطاحنة في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات. وسردت الصحيفة قصة طفل يمني اسمه عبدالفتاح، كان في صفوف الحوثيين قبل أن يبقى في مركز لتأهيل أطفال الحرب في مدينة مأرب شرق صنعاء. وقال التقرير إن طفولة عبدالفتاح انتهت قبل عامين عندما كان يسير إلى منزله من المدرسة، عندما استولى الحوثيون على مدينته، عمران، مما تركه وأسرته تحت سيطرة الجماعة اجتاحت اليمن بسرعة. وبينما كان هو وثلاثة من أصدقائه يعودون إلى منازلهم من المدرسة، كانت شاحنة صغيرة يقودها حوثيون تسير بجوارهم. وأمروا الأولاد الأربعة بالانضمام إلى مجموعة من تلاميذ المدارس الذين يجلسون في الخلف. وهدد الحوثيون بمداهمة منازلهم إذا لم يفعلوا ذلك. بين عشية وضحاها، تحول الطفل البالغ من العمر 14 عاماً من الذهاب إلى المدرسة إلى واحد من آلاف الأطفال الجنود الذين تعرضوا لضغوط من الميليشيات الانقلابية.
وفرضت سلطات الانقلابيين على كثير من الأسر تجنيد أبنائهم في القتال، وأعلنت الأممالمتحدة العام الماضي أنها سجلت «حالات لتجنيد أطفال للقتال في الميليشيات المؤيدة للحكومة اليمنية والحوثيين».
وكان ما يسمى وزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين، حسن زيد، قد دعا سابق إلى «تعليق الدراسة لمدة عام وإرسال التلاميذ والأساتذة إلى جبهات القتال من أجل «حسم المعركة». فقد كتب على صفحته في موقع فيسبوك متسائلاً: «ماذا لو توقفت الدراسة لعام وتوجه الشباب كلهم ومعهم أساتذتهم للتجنيد؟ ألن نتمكن من رفد الجبهات بمئات الآلاف ونحسم المعركة؟» بحسب زعمه.