اصبح ذكرى 21 من فبراير له اهمية خاصة بين شرائح المجتمع اليمني على اختلاف احزابه وتكتلاته ومكوناته. فمنهم من احتفل بذكرى سقوط المخلوع صالح وحاشيته وآخرين فرحا وابتهاجا بذكرى تولى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم وذهبت تجمعات أخرى الى الاحتفال بالدولة المدنية وبداية التغيير وإن كان تغيير سلحفائي بطي إلا إنهم احتفلوا به لتفاؤلهم بالمستقبل الأفضل , ومنهم من ربط احتفاله بذكرى بطولاتهم في منع الانتخابات الرئاسية السابقة ومواصلة مسيرتهم في إقصاء من يخالفهم الفكر والرؤى بكل الوسائل الممكنة, ولذلك تنوعت الاحتفالات والوسائل والتجمعات والرايات واليوم واحد .. فمر ذلك اليوم على اليمنيين وهم في حالة توتر شديد وكان يوم عصيب.. وشهد حالات من المد والجزر وكان لي عدة وقفات مع هذه الذكرى التي اختلف فيها الجميع وتوحد فيها الضرر بان الخسران الأول هو اليمن:
1 . لا يختلف اثنين ان من حق اي مواطن ان يعبر عن رأيه بكل حرية وفي اي مكان وزمان من دون ان يؤثر على حرية الاخرين فحريتك تنتهي عند بداية حرية الاخرين .. فتسأل الكثير ممن قابلتهم وتحدثت إليهم في انه لماذا اصر الاصلاح على الاستمرار في الاحتفالية على الرغم من ان الرئيس المحتفل به اعفى الجميع عنها وكما يقولوا شيباننا (جدتم وسلمتم !!) وتزداد التساؤلات في ماهي المصلحة العائدة لهم وهل يريدون ان يمارسوا حقهم في الخروج وان لا يُمنعوا مثل ما حدث لهم في السنة السابقة وكان خروجهم تحت شعار ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ » رواه مسلم.
2 . الغريب ان المؤتمر الشعبي العام فرع عدن انضم لمجموعة المحتفلين في اللحظات الاخيرة والذهبية بذكرى سقوط زعيمهم المخلوع .. فتكثر التساؤلات وتزداد الحيرة وتتكاثر علامات الاستفهام في الدافع العجيب الذي جعلهم يحضرون .. هل هو لقطع الطريق على جماهيرية الاصلاح ام حبا ومغازلة لعبدربه منصور هادي؟!!
3 . اما ما يسمى بالحراك الجنوبي رغم اختلاف تكويناته وهناك العديد من الفصائل فمن ابرزهم معارضة تيار البيض وباعوم , فعلى الرغم من اختلافهم ومحاولة اغتيال باعوم إلا ان الاعمال التي اقدموا عليها من قطع الطريق على الشعب الجنوبي المتجه الى عدن للاحتفال ينم عن إقصاء ومصادرة للرأي المخالف لهم , ويتسأل الكثير ان من يدعي التحرير ,فهل يجوز له ان يقطع الطريق ويطلق النار ويحتجز الرهائن ويحرق وينهب المحلات ويحرق المقرات فأي تحرير ينشدوه واي حوزة اجازت لهم هذا ؟؟ واي شريعة ام قانون يرجعون اليه ؟؟
4 . اعمال العنف التي شهدتها مدينة عدن , الثغر الباسم , الذي تحول الى باكي على فلذات اكباده بسبب التحريض الاعلامي ما قبل الذكرى الاحتفالية , فيجب على السلطة المحلية بعدن وكل المحافظات ان تحيل كل من استخدم القوة المفرطة ضد المواطنين العزل للمحاكمة مهما كانت الاسباب , فالقتل غير مشروع إلا بإحدى ثلاث مصداقا لحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) رواه البخاري ومسلم .
5 . لاحظ البعض ان هناك الكثير من الاطراف الثالثة والربعة وطوابير خامسة تحاول زعزعة امن واستقرار اليمن منها ماهو داخلي والكثير منها خارجي, والغريب ان اليمنيين اكثر الناس معرفة بأسباب مشكلاتهم وهم كذلك اكثر الناس مساعدة لمن يحاول ان يدمر بلادهم .. نكاية في خصومهم السياسيين ومحاولات الايقاع احدهم بالأخر ولم يعوا جميعا انهم يلعبوا بمصير بلد ولن ينفعهم الندم 'بعد خراب مالطا' فمالطا انتهت بسنتين فلم ينفعها التحرر في عام 1800م بعد ان دمرت وانهكت ونهبت وسرقت . فهل سنتي المبادرة الخليجية سوف تجرنا الى مالطه!
6 . واخيرا وليس آخرا .. أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ .. فما يحدث في وطني لا يمكن تصديقه من ذي عقل , انه وقت أصبح فيه الحليم حيرانا والعاقل وحيدا والحكيم محكوم عليه بالجهل . بلدنا تغرق وتدخل في نفق مظلم , وكلما انسنا نارا لعلنا نجد فيها دفئا أو أن نجد على النار هدى وإذا بها نار تحرق وليس فيها من دفء وإنما نجد حولها أطرافا شتى من لظى , والكل يضع عليها حطبا ويزيدها اشتعالا ويتسابقون في ذلك , بحجة أن ذلك هو ما يخدم توجهاتهم ويزيد من حضورهم وفعالياتهم . ونتمنى أن نجد فيهم رجلا رشيدا ؟؟؟, ولا زالت هذه الأمنية بعيدة المنال ؟؟؟ .
فمع اقتراب موعد الحوار..تلبدت السماء بالضباب والغيوم وصار الوضع اكثر ظلام وغموضا , وتتعقد المشكلات ويصبح الوضع اكثر تعقيدا .. لكن ايماننا بالله تعالى وبانه .. إذا اشتدَّ الظلام قرُب انبلاجُ الفجرِ.. يجعلنا متفائلون واكثر ثقة بالمستقبل الافضل .. !!