قال الشيخ محمد عيضة شبيبة عضو مؤتمر الحوار الوطني، إن صعدة اليوم أصبحت سجن كبير تنتهك فيه حقوق وحريات كل المخالفين لجماعة الحوثي وبشكل لا يتخيله عاقل».. حد تعبيره وكشف الشيخ محمد عيضة شبيبة، وهو أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية في محافظة صعدة كشف - في محاضرة له أقيمت بمركز معاذ بن جبل بصنعاء اليوم الخميس- عن كثير من خفايا المشهد وما يدور داخل المحافظة من قمع ومصادرة للحريات وقتل ونهب وتحويل المساجد إلى مجالس للقات، على يد مليشيات الحوثي المسلحة».
ودعا شبيبة أبناء اليمن إلى النظر إلى أعمال وممارسة من يرفعون شعار "الموت لأمريكا"، لمعرفة حقيقة هذا الشعار الذي يقتل اليمنيين ويشردهم من منازلهم في صعدة، وحجة، مشيرا إلى إن جماعة الحوثي كشفت عن وجهها الدموي والطائفي في مهاجمة المساجد ومركز تعليم القران في صعدة التي لا تخضع لسيطرتها».
وأضاف بقوله:«قتلونا وهم يرفعون شعار الموت لأمريكا، وقتلوا الجنود من أبناء اليمن وما قتلوا ربع أمريكي، وهذا الشعار يقتلنا كما قتل الإمام علي بن أبي طالب حين رفعوا في وجهه (إن الحكم إلا لله) فرد عليهم (كلمة حق أريد بها باطل)».
وأردف بالقول: إذا كانوا أعداء أمريكا، لماذا أمريكا تعتقل اعدائها هنا وهناك؟ ولا تعتقل حوثي واحد، متسائلاً: هل سمعتم مقتل حوثي واحد على ذمة قضية مع الأمريكان؟ هل سمعتم أن هناك حوثي قتل يمني، نعم قتلوا الآلاف في صعدة، وكشر وحجة».
وتابع شبيبة:«قصفوا المساجد وحولوا بعضها إلى مقائل للقات ووضعوا الدشات على أسطحها، وأغلقوا الأخرى فلا تقام فيها فريضة الصلاة، وملأوا السجون بالأبرياء حتى أصيب السجناء بالجرب من سوء المعاملة، ولا أحد يستطيع أن يعبر عن رأيه أو يتظاهر أو يعتصم في محافظة صعدة، مشيرا إلى إن طلاب دماج أكلوا علف الدجاج من شدة الحصار والجوع الذي فرض عليهم من قبل جماعة الحوثي».
وأشار شبيبة:«أنهم يغالط ويخدعوا بعض الساسة ويحسنوا من وجههم القبيح، لكن ستفضحه أناَّت الأرامل وبكاء الأيتام والمأساة التي أدخلها في كل بيت، إن لم تعرفوه فقد عرفه وعرف جرمه مئات الآلاف من المهجرين والنازحين من أبناء محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان والمناطق المجاورة لها».
وقال شبيبة «جماعة الحوثي تقوم بخدعة كبيرة للناس، فهم هنا يوهمون الناس بأنهم يجلسون على طاولة الحوار بينما ميلشياته في صعدة تعيث فساداً وخرباً وتضييقاً على سكان صعدة، في ابشع صورة لمصادرة الحريات الفكرية».
وتابع شبيبة: «أنا وممثلي الحوثي في مؤتمر الحوار نمر سوياً أمام السفير الأمريكي ولا اسمع "الصرخة" إلا في مساجد صعدة، ويجلسون مع السفير الأمريكي وتناولوا وجبة غداء سويا في ضيافة السفير القطري بصنعاء».
وقال 30 سنة منذ تأسس مركز دماج في صعدة، ولم يغلق مسجد، ولم تفجر طريق ولم يعتدى على أحد، مشيرا إن سلاح الحوثي موجه إلى صدور اليمنيين، ومشروعهم لتفريق صفوفهم».
وأضاف«يجب أن ننطلق في الحديث عن الحوثي من الجانب العقدي لأنه يهدم دين الأمة بممارساته وشعاراته وفكره الذي يحط من شأن الصحابة وأمهات المؤمنين". فعندما يقول عن عمر بن الخطاب "ملحد"، ماذا سيقولون عنا نحن، وإذا كانوا يتهمون أم المؤمنين ب"الفاحشة" ماذا سيقولون عن أمهاتنا، إنهم مجموعة من القتلة المنحرفون» حد تعبيره
وطالب شبيبة الحكومة أن تبسط نفوذها على صعدة والمديريات المجاورة وتنزع سلاح الحوثي الذي أرعب به المواطنين ونهب ممتلكاتهم وجعلهم مشردين ونازحين ونريد منها أن تعيد المهجرين إلى بيوتهم ووظائفهم ومزارعهم وتحميهم، نريد من الدولة أن تسمع على الأقل من المظلوم، كما تسمع من الظالم، تنصت لشكوانا وتنظر إلى دموعنا، نريد من الدولة أن تلغي سجون الحوثي ومعتقلاته وترفع نقاطه العسكرية.. نقاط الخوف التي يسلب فيها حقوق الناس ويمتهن فيها كرامتهم».
يذكر إن جماعة الحوثي المسلحة اقتحمت منزل شبيبة الشهر الفائت، بعد تنديده بقيام ميليشيات الحوثي باقتحام للمساجد بصعدة وإغلاقها بالقوة وترويع المصلين وسط ترديد لما يسمى شعار الصرخة داخل المساجد واعتقال عدد من الشباب.
وقال شبيبة حينها إن اقتحام منزله جاء على خلفية شرحه لوجهة نظر اتحاد الرشاد السلفي في مؤتمر الحوار عن قضية صعدة، مشيرا إلى إن طقمان عسكريان داهموا، وبرفقة مراسل قناة المسيرة التابعة للحوثي، منزلَ والدي، وتحت قوة السلاح، سعوا إلى انتزاع تصريح من والدي يدينني فيه، ويؤكد أنني مجرد انسان مجنون وعاق، ولا صحة لما أقوله عن صعدة، وهددوا بإحراق منزله اذا هو لم يتكلم».