بسط الحوثيون سيطرتهم بشكل شبه كامل على العاصمة صنعاء، وأعلن زعيمهم عبد الملك الحوثي "الانتصار"، وسط غياب شبه تام للقوات الحكومية، فيما ندد الرئيس عبدربه منصور هادي ب "مؤامرة كبيرة تجر البلد إلى حرب أهلية"، متعهداً بالعمل على استعادة "هيبة الدولة"، في الوقت الذي استهدفت فيه سيارة مفخخة تجمعاً للحوثيين في شارع الثلاثين شمالي العاصمة اليمنية، مخلفة عشرات القتلى والجرحى . وبالرغم من توقيعهم اتفاقاً للسلام برعاية الأممالمتحدة، مساء الأحد الماضي، يستمر الحوثيون بالانتشار بأسلحتهم في صنعاء وسط ذهول السكان والمراقبين من الضمور التام للسلطة، فيما اعتبر المبعوث الأممي جمال بن عمر أن ما حدث يهدد بانهيار التسوية، مؤكداً أن التداعيات كانت "مفاجئة وخارقة للعادة"، في حين أثار تسليم القوات الحكومية المؤسسات الحيوية في العاصمة إلى المسلحين الحوثيين مخاوف واحتمالات وجود "خيانة عظمى" تقف وراء السقوط السريع لصنعاء من دون مقاومة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية . المبعوث الأممي: ما حدث يهدد بانهيار التسوية الحوثيون يعلنون السيطرة على صنعاء وهادي يتحدث عن "مؤامرة" أقر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بحصول مؤامرة كبيرة في اليمن أعدت سلفاً وتحالفت فيها قوى خارجية وداخلية وتجاوزت حدود الوطن، في إشارة إلى اجتياح المسلحين الحوثيين للعاصمة صنعاء وسيطرتهم على العديد من مؤسسات الدولة يوم الأحد الماضي قبيل ساعات من توقيع الرئاسة اليمنية والحوثيين والقوى السياسية اتفاق "السلم والشراكة الوطنية"، فيما أكد عبدالملك الحوثي أمس ما أسماه "انتصار الثورة"، بينما اعتبر المبعوث الأممي جمال بن عمر ما حدث يهدد بانهيار التسوية . وقال هادي، في مؤتمر صحفي عقده في القصر الرئاسي أمس، "المؤامرة كبيرة ونحن في هذه اللحظة نشعر بأن هناك مؤامرة تجاوزت حدود الوطن" واتهم من وصفهم ب"الانتهازيين" من الداخل بالمشاركة في المؤامرة على الوطن، كما اتهم "قوى خارجية وداخلية" بالتكالب لإسقاط التجربة اليمنية في الانتقال السلمي للسلطة" وتعهد "عدم الاستسلام من أجل مستقبل البلاد بالرغم من ضعف إمكانات الدولة" . وأكد الرئيس هادي أنه لن يتهرب من مسؤولياته والتزاماته ودعا الشعب اليمني إلى "التماسك حتى لا يضيع حلم اليمنيين بالحياة الكريمة والدولة العادلة والشراكة السياسية"، نافياً ما وصفها ب"الشائعات التي تقول إنه تخلى عن صنعاء من أجل نقل عاصمة الدولة إلى عدن" . ونفى "سقوط العاصمة"، وقال: إن صنعاء لم تسقط ولن تسقط، ولا يمكن أن تكون حكراً على أحد"، ودعا جماعة الحوثي إلى سحب مسلحيها من العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن هذه المدينة "هي مدينة كل اليمنيين ولن تكون حكراً وملكاً لأحد"، مشيراً إلى أن اتفاق "السلم والشراكة الوطنية" الموقع كان تعميداً لخيار السلام . لكن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أعلن، أمس الثلاثاء، "انتصار الثورة" بعد أن سيطر انصاره بشكل شبه تام على صنعاء، وسط غياب تام تقريبا للقوات الحكومية، وقال الحوثي في خطاب ألقاه ونقل عبر شاشات عملاقة أمام مؤيديه "نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن"، مؤكداً أنه "انتصار لكل الشعب وكل مكوناته" . كما اعتبر ان اتفاق السلام الذي وقعت عليه جماعته التي تتخذ اسم "انصار الله"، يشكل "صيغة سياسية جديدة" للبلاد . من جانبه وصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر الاحداث الأخيرة في اليمن بأنها "خطرة وتهدد بانهيار الدولة تماما وتقويض العملية السياسية"، مشيراً إلى أن التداعيات كانت "مفاجئة لجميع الأطراف وخارقة للعادة" . وأضاف: "الواضح أن القوات المسلحة اليمنية انهارت، لكن لا أحد يعرف كيف، ولماذا وبمساعدة من وكيف تم التخطيط؟ ومعظم الأطراف لم تتوقع ما حصل" . وقال: إن أي انتشار جديد للجماعات المسلحة وأي نهب للأسلحة سيكون خرقاً واضحاً للاتفاق، الذي نص في بنده الأول التزام سائر الأطراف بإزالة عناصر التوتر السياسي والأمني وحل أي نزاع عبر الحوار وتمكين الدولة من ممارسة سلطتها، مشيراً إلى وجود حالة قلق واسعة لدى المجتمع الدولي ومجلس الأمن حيال هذه التطورات . وأشاع عدم مباشرة الحوثيين سحب مخيماتهم فور توقيع الاتفاق مخاوف من تعثر تنفيذ الاتفاق في ظل القلق الأمني الذي خلفه استمرار انتشار مسلحي جماعة الحوثيين في شوارع وأحياء ومنافذ العاصمة . وغداة تقارير تحدثت عن سيطرة الحوثيين على المصرف المركزي وسحب الأموال منه بالعملات المحلية والأجنبية أشاعت قلقاً واسعاً، نفى محافظ المصرف محمد عوض بن همام صحة ما روج له البعض من تعرض البنك لأعمال نهب من قبل أطراف مسلحة، مستغرباً "ترويج البعض لهذه الشائعات التي لا يقبلها عقل ولا منطق نظراً للإجراءات الامنية المشددة التي يحظى بها المصرف المركزي، فضلاً عن اعتماده أنظمة مالية إلكترونية يصعب اختراقها بسهولة كما يعتقد البعض" . "أصدقاء اليمن" تعقد اجتماعها الثامن بنيويورك رحبت الحكومة اليمنية، أمس الثلاثاء، بعقد الاجتماع الوزاري الثامن لمجموعة "أصدقاء اليمن" في نيويورك على هامش اعمال الدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة وبمشاركة 39 دولة ومنظمة عضواً في المجموعة . وأشادت وزارة الخارجية اليمنية في بيان بعقد الاجتماع برئاسة يمنية سعودية بريطانية مشتركة، وهو ما يعكس الحرص السعودي على دعم اليمن والمستوى المتميز الذي وصلت اليه علاقات التعاون الأخوي بين البلدين والشعبين . وثمن البيان في الوقت ذاته الجهود "المتميزة" التي بذلتها المملكة المتحدة في الإعداد والتحضير لهذا الاجتماع الذي يعد الاول منذ إعتماد الآلية الجديدة لعمل مجموعة أصدقاء اليمن في اجتماع لندن السابع المنعقد في 29 إبريل/نيسان الماضي . ويستعرض الاجتماع الثامن لمجموعة أصدقاء اليمن التقرير المرفوع من لجنة "التسيير" الذي يتضمن لمحة عامة عن إنجازات مجموعة أصدقاء اليمن منذ عام ،2012 وتقييم التقدم الذي أحرزته مجموعات العمل الثلاث منذ إنشائها في إبريل/نيسان الماضي . (كونا) استهداف ضابط بكتيبة حماية الشركات النفطية صنعاء "الخليج": أُصيب ضابط برتبة عقيد في كتيبة حماية الشركات النفطية بقطاع المسيلة النفطي محمد حسين القحم، أمس الثلاثاء، بإصابات خطرة إثر إطلاق مسلح مجهول النار عليه أثناء تواجده في أحد الأسواق الشعبية بمنطقة حرو مديرية غيل بن يمين وادي وصحراء حضرموت (شرق اليمن) . وقال قائد كتيبة حماية الشركات النفطية التابع للجيش اليمني العميد سالم الخضر البرهمي في تصريح خاص ل"الخليج"، إن مسلحاً مجهولاً أطلق النار صوب العقيد القحم، في أحد الأسواق، ما أدى إلى إصابته بأعيرة نارية في الرأس والصدر .