شهدت الأزمة منحنًا جديداً بعد دخول اليوم الرابع على التوالي في الاقتتال بين قوات الجيش، وبين جماعة الحوثي، حيث سيطرت الجماعة مساء السبت على مقر التلفزيون الرسمي للدولة، وبعضًا من المواقع العسكرية في العاصمة صنعاء، رغم إعلان الأممالمتحدة التوصل لاتفاقٍ لإنهاء الاقتتال بين الطرفين تم توقيعه مساء الأحد. وفي أيام معدودة، بل ساعات حاسمة، سقطت صنعاء عاصمة العروبة في قبضة الحوثيين، وكلاء المشروع الإيرانيباليمن، وسط صمت عربي وإسلامي. وأعاد سقوط صنعاء، دون مقاومة، إلى الأذهان مشهد سقوط بغداد في أيدي الاحتلال الأمريكي، دون إطلاق رصاصة واحدة، على القوات المهاجمة. وتوالى سقوط المؤسسات الرسمية المدنية والعسكرية واحدة تلو الأخرى بكل سهولة، في حوزة الحوثيين، ليقبلوا بعدها الجلوس على مائدة التفاوض، مع رئيس اختفى طوال ساعات الحسم عن المشهد اختفاءً مريباً، ليعود يقول إن: «الاتفاق مع الحوثيين تاريخي»، بينما يرفض الطرف الآخر التوقيع على الملحق الأمني في الاتفاق القاضي بانسحابه من صنعاء. وبدون مقاومة، تسلم الحوثيون البنك المركزي ، ومبنى مجلس النواب، والهيئة العامة للطيران المدني للأرصاد، وعدد من المنشآت الحكومية الرسمية. كما سيطرت الجماعة على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية، ومقر الحكومة، ومقر إذاعة صنعاء، ومقر وزارة الدفاع، ومقر التوجيه المعنوي. مؤسسات الدولة الكبرى تسلم نفسها للحوثيين دون مقاومة، في مشهد يؤكد وجود ثمة خيانة، بحسب مراقبين، تمت من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية. سيناريو الخيانة يعززه تسريبات بوصول تعليمات إلى وحدات حراسة تلك المؤسسات، وفرق مختلفة من قوات الجيش، بترك أماكنها وتسليم مواقعها لمسلحي جماعة الحوثي، ليختتم هذا المشهد ببيان وزارة الداخلية قبل ساعات قليلة، الذي دعا فيه الوزير الأجهزة الأمنية للتعاون مع الحوثيين باعتبارهم من أصدقاء الشرطة. وبعيداً عن «اتفاقية الطرف الواحد» نجد تحليلاً دقيقاً لما حدث، كتبه الصحفي مأرب الورد في حسابه على «تويتر» قائلا: «لم يشهد تاريخ اليمن الموغل في القدم خيانة كتلك التي عرفناها اليوم بتسليم الدولة دون مقاومة إلى الحوثي، وكيل إيران المعادية لدول الخليج». وأضاف: «الرئيس المخلوع (علي عبدالله صالح) خرج من الحكم بثورة انتهت بتسوية ضمنت له حصانته من الملاحقة؛ وهو ما جعله يمارس الانتقام والتخريب، متكئاً عليها دون خوف من العقاب، ومعروف أن "صالح" دعم تأسيس جماعة الحوثي أواخر التسعينيات؛ لتكون نداً لمواجهة سلفيي دماج، وحزب الإصلاح». وتابع: «بعد خروجه من الحكم عاد "صالح" للتحالف مع الحوثي لضرب من ثاروا ضده من حزب الإصلاح، واللواء محسن، وآل الأحمر، مشايخ قبيلة حاشد ونجح في هذا، وبموازاة ذلك يسعى "هادي" الرئيس الانتقالي لإضعاف قوى الثورة في إطار تعبيد طريق بقائه رئيساً لفترة أطول، وهنا وجد في الحوثي أداة لتحقيق ما يريد». وأوضح الورد أن الرئيس يرى «أن حزب الإصلاح هو المؤهل لحكم اليمن، ولا تقدر الأحزاب الأخرى على منافسته وإضعافه انتخابياً، فلجأ إلى الحوثي كطرف مسلح، وحاول جر الإصلاح لحرب استنزاف مع الحوثي لإضعاف قوته عبر حروب بأكثر من منطقة، لكنه لم ينجح فعمل على تحييد الجيش عن مواجهة الحوثي». واستطرد الصحفي اليمني، قائلاً: «كان يبرر هادي عدم تدخل الجيش في مواجهة الحوثي عقب كل عملية سيطرة لمنطقة بأن الدولة محايدة، لإضعافها، وبالفعل استغل الحوثي ضعف الدولة والضوء الأخضر لهادي ليوسع سيطرته حتى ضم عمران بعد صعدة، وأخرج آل الأحمر من معقلهم بحاشد». وحول تعامل الرئيس اليمني مع اللواء علي محسن الأحمر، قال: «كان هادي يضعف نفوذ اللواء الأحمر في الجيش بقرارات إقالات لمواليه، ومن لم يستطع أوكل إلى الحوثي قتله كالقشيبي (اللواء حميد القشيبي)؛ ليضعفه تماماً وينفرد بمواليه». وفي الأثناء، قدم محمد سالم باسندوة استقالته من رئاسة الحكومة، متهمًا رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بالتفرد بالسلطة، وذلك بعد أكثر من شهر على بدء المتمردين الحوثيين الشيعة تحركهم للدفع نحو إسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود. وأشار باسندوة إلى أنه «بالرغم من أن المبادرة الخليجية (اتفاق انتقال السلطة) وآليتها المزمنة نصتا على الشراكة بيني وبين الأخ الرئيس في قيادة الدولة، لكن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة فقط ريثما جرى التفرد بالسلطة لدرجة أنني والحكومة أصبحنا بعدها لا نعلم أي شيء لا عن الأوضاع الأمنية والعسكرية ولا عن علاقات بلادنا بالدول الأخرى». وفيما يلي ملخص لأهم الأحداث التي شهدتها صنعاء خلال الساعات الماضية - مراسل الجزيرة: الحوثيون يقتحمون مقر قيادة الدفاع الجوي شمالي صنعاء. - مصادر يمنية: مسلحو الحوثي ينقلون مدرعات إلى عمران بعد أن سيطروا عليها في صنعاء. - المبعوث الأممي: الاتفاق ينص على تعيين مستشاريين للرئيس من الحوثيين ومن الحراك الجنوبي. - الرئيس: ندعو الجميع إلى العمل لتنفيذ ما ورد في بنود الاتفاق وطي الصفحة الأليمة. - الأناضول: الاتفاق بين الرئاسة والحوثيين ينص على تشكيل حكومة خلال 3 أيام على أن يكون رئيسها شخصية وطنية غير حزبية. - الأناضول: الاتفاق بين الرئاسة والحوثيين ينص على تخفيض أسعار الوقود وتعيين مستشار للرئيس من الحوثيين. - الحوثيون يرفضون التوقيع على الملحق الأمني في الاتفاق مع الرئاسة القاضي بانسحابهم من صنعاء. - التوقيع على اتفاق إنهاء الأزمة بين الرئاسة والحوثيين. - ميليشيات الحوثي تسيطر على جزء كبير من صنعاء ورئيس الحكومة يقدم استقالته. - مسلحون حوثيون يفرغون مخازن الأسلحة في مقر قيادة الجيش اليمني وسط صنعاء وينقلوها إلى أماكن خارج المبنى. - مسلحون حوثيون يسيطرون على مبنى وزارة الدفاع ومبنى البنك المركزي في العاصمة اليمنيةصنعاء. - بيان لوزير الداخلية اليمني يدعو الأجهزة الأمنية للتعاون مع الحوثيين. – الناطق باسم الحوثيين يؤكد السيطرة على مقر الفرقة الأولى مدرعة بصنعاء. - القيادي الحوثي محمد البخيتي: تشكيل حكومة جديدة فور التوقيع على اتفاق إنهاء الأزمة. - مراسل الجزيرة: مسلحو جماعة الحوثي يسيطرون على جزء كبير من العاصمة صنعاء. - الجزيرة: الرئيس اليمني يجتمع مع قادة الأحزاب السياسية والمبعوث الأممي جمال بن عمر. - الناطق الرسمي باسم الحوثيين يؤكد السيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة ومعسكر الإذاعة ورئاسة الوزراء. - سكاي نيوز عربية: رئيس الحكومة اليمنية يقدم استقالته. - مراسل العربية: الحوثيون يسيطرون على اللواء الرابع احتياط وسط صنعاء. - مراسل الجزيرة: نداء استغاثة من مستشفى العلوم بصنعاء بعد سيطرة حوثيين عليه. - الأناضول: الحوثيون يسيطرون على مقر القيادة العليا للقوات المسلحة وهيئة الأركان العامة اليمنية وسط صنعاء. - مراسل الجزيرة: الحرس الرئاسي اليمني يستلم مقر المنطقة العسكرية السادسة وجامعة الإيمان. - وفد الحوثيين يصل إلى صنعاء للتوقيع على اتفاق إنهاء الأزمة مع السلطات اليمنية. - مراسل الجزيرة: ميليشيات الحوثي تطرد الأهالي من منازلهم في عدد من أحياء صنعاء. - سماع أصوات قصف ومدفعية في مختلف مناطق العاصمة اليمنيةصنعاء. - استمرار نزوح المواطنين في صنعاء نتيجة الاشتباكات. - نشر دبابات وآليات ثقيلة أمام منزل الرئيس اليمني وشارع الستين بصنعاء - الجيش اليمني ينشر دبابات ومدرعات حول دار الرئاسة وميدان السبعين بصنعاء. - مصدر طبي: أحد المستشفيات في العاصمة صنعاء يستقبل 235 شخصا منهم 40 قتيلا من الجيش والمدنيين. - الناطق باسم الحوثيين: توقيع الاتفاق مع السلطات اليمنية لا يعني وقف الاشتباكات. - الناطق باسم الحوثيين: نقترب من توقيع الاتفاق مع السلطات اليمنية. - مسلحو الحوثي يقتحمون منزل الناشطة توكل كرمان بصنعاء وينهبون محتوياته - توكل كرمان 12 فرد من الحوثيين يقتحمون منزلي بعد التوقيع على اتفاقية السلام والشراكة - مصادر : أمين العاصمة عبد القادر هلال يقدم استقالته - ميليشيات الحوثي تقتحم الان مكتب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صنعاء - جماعة الحوثي المسلحة الان تقتحم مقر الاصلاح في شارع هايل الدائرة 12 المركز (أ) وتكسر كل ما فيه. - مصادر: الحوثيون ينصبون نقاط في شوارع العاصمة صنعاء وآليات عسكرية تخرج من مقر القيادة بالتحرير باتجاه عمران