نقولها -نحن اليمانيين- بمِلْء أفواهنا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، في الوقت الذي تواصل فيه الصهيونية العالمية وأدواتها هجماتها الشرسة على الإسلام وأمة الإسلام، وإساءَاتها المتكرّرة وتناوُلاتها المشينة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، نقولُها: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، في لحظة صمتٍ مُريب لكل أبواق النفاق المتشحة دثار التدين الزائف، تتصلب حناجرها، وتتوارى أصوات علماء الدفع المسبق ودُعاة الشحن الفوري، وفقهاء اللحظة الراهنة، عن كُلّ ما يخوض بهِ أُولئك المتربصون، وكأن أمراً لم يكن، في حين تراهم يفتحون أفواهَهم تشدقاً وعويلاً، ويصمون آذانَنا ليلَ نهارَ، قدحاً وذماً، تسفيهاً وتكفيراً، لكل من يعبّر عن حُبّهِ وولائهِ وتعظيمه وتقديسه للنبي الأكرم والرسول الأعظم محمدٌ بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، بل وصل بهم الأمر إلى نعت كُلّ من يُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف بالابتداع والضلال. لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، نقولها ونتمثلها ونجسدها قولاً وعملاً، أمّا تلك الغربان الناعقة بالبؤس والخراب، والأبواق المتقيحة بالحقد والضغائن، والألسن المسعورة والأصوات المتفسِّخة انبطاحاً وعمالة، ليس لها أن تُناصر الأُمَّة، أن تدفع عن مقدساتها، أن تذب عن رسولها، إلا بقدر ما تهيأ لها من موجِّهاتٍ مرسومة، وبرامجَ مرقومة حيكت لهم في تفاصيل قمصانهم ونسيج عباءاتهم، ولا أظنهم سيخرجون عنها، في المقابل يثبت اليمنيون يوماً تلو آخر – قائداً وقيادةً، حكومةً وساسة، علماءً وشعباً – أنهم أنصارٌ لله، أنصارٌ لرسول الله، أنصار لدين الله، وحُماةُ رسالاته ومقدساته. لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، واليمنيون في تدشين فعاليات مهرجان الرسول الأعظم، والتي تضمَّنها خطابُ السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظهُ الله-، سيظلون يلهجون بها، يفتتحون ويقتحمون بها، ويسيرون عليها.. ليس اليومَ ولا غداً ولا في الثاني عشر من ربيعٍ الأول فحسب بل كُلّ لحظة وكل يوم حتى يرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عليها. لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، ستعنونها مشاعرُ وهُتافاتُ الحشود الجماهيرية المليونية في مختلف الساحات، والتي لا يمكن حصرها في هذا العام، والتي تأتي محبةً وتعظيماً وإعلاناً للولاء لله ولرسوله والبراء من أعداء الله ورسوله، وتأكيداً للنصرةِ والذود والدفاع عنهُ، والرد الحاسم والتأهب المُستمرّ للثأر والانتقام ممن تطاول بالإساءة على الرسول الأعظم، فعندما تقول تلك الحشود: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإنَّها تعني تجسيدَهم لمنهاج النبوة، وَتمثلهم أخلاقياتها، اتّباعاً لهدي النبي الأكرم واقتدَاءً به، وإحيَاءً وتطبيعاً لسُنتهِ الحقة. لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، نقولها، في حين يهرول المطبِّعون من الأعراب ولاءً ومحبةً واقتدَاءً ونُصرةً لليهود الغاصبين والنصارى المعتدين. إن ذكرى المولد النبوي الشريف، ميَّزت بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل، لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أظهرت بحق المؤمن الصريح والمنافق الصريح.