ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى أكثر من أربعين، ونحو 250 جريحا، ومن بين الشهداء قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فيما استمرت المقاومة في دك المدن والبلدات الاسرائيلية بالصواريخ، التي وصلت الى تل ابيب والقدس وحيفا. واستشهد 11 فلسطينيا، بينهم أطفال، في اليوم الثاني للعدوان. وأكد د. أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة استشهاد عبدالناصر أبوكويك (60 عاما) «ونجله خالد (31 عاما) جراء قصف استهدف منزلهم في منطقة النصيرات بالمحافظة الوسطى. كما استشهدت المسنّة نايفة فرج الله (80 عاماً) في قصف استهدف منطقة المغراقة وسط قطاع غزة. واستشهد طفل فلسطيني (12 عاماً) في قصف بيت لعائلة حمدان في بيت حانون شمال غزة. واستشهد أربعة فلسطينيين بينهم أخوان يبلغان من العمر 12 و13 عاما في غارة جوية على حي الشجاعية، بينما استشهد طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، وسيدة في غارة على حي الزيتون في مدينة غزة». وارتقى صباح أمس الشهيد رفيق الكفارنة، جراء استهداف طائرات الاحتلال لدراجته النارية شمال القطاع. كما استشهد عبدالهادي الصوفي في غارة استهدفته في منطقة الشوكة، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وكان 28 فلسطينياً على الأقل قد استشهدوا، وأصيب أكثر من 200 الثلاثاء في الغارات الاسرائيلية. وقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي إن طيران الجيش أطلق 400 طن من المتفجرات على قطاع غزة خلال أقل من يومين. واستشهد ستة فلسطينيين في غارة على منزل لعائلة حمد في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بينهم سيدتان وطفلان، من بينهم القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي حافظ حمد. وقبلها، استشهد سبعة فلسطينيين في غارة استهدفت منزلا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما أصيب 25 شخصا بجروح. وذكر شهود عيان أن «طائرة استطلاع اسرائيلية اطلقت صاروخا تحذيريا على المنزل ليقوم سكانه بإخلائه». واضافت المصادر نفسها «لكن الجيران والأقارب تجمّعوا حول المنزل وصعدوا الى سطحه ليشكلوا درعا بشريا لحمايته من القصف، الا ان الطائرات الاسرائيلية إف 16 أطلقت صاروخا دمره بالكامل وخلّف عددا كبيرا من الشهداء والجرحى». واستشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة استهدفت سيارة مدنية كانوا يستقلونها وسط مدينة غزة. وذكر مواطنون من أقارب اثنين من القتلى، تجمعوا قرب ثلاجة الموتى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ان القتلى من اعضاء كتائب القسام، وأحدهم محمد شعبان (32 عاما) وهو قائد بارز في الكتائب. توسيع العدوان وأجمعت وسائل الإعلام الصهيونية على أن غزة على موعد مع عملية عسكرية برية كبيرة ستنفذها إسرائيل في غضون وقت قصير. ونقل عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس» عن وزراء كبار في حكومة بنيامين نتانياهو قولهم: «رفعنا كل القيود على الجيش، وأصبح هناك شرعية للمس بأي هدف لحركة حماس، وضمن ذلك قيادات بارزة للحركة». وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس، أن إسرائيل تستعد لتوسيع الحرب العدوانية على غزة، وأنه تمهيدا للحرب البرية صودق على تجنيد 40 ألفاً من جنود الاحتياط. ونقلت عن مصدر سياسي قوله إن رئيس الوزراء أصدر تعليمات للجيش بالذهاب حتى النهاية، بما في ذلك الدخول البري المحتمَل إلى غزة. ونشر موقع «معاريف» خبرا تحت عنوان «بنك المعلومات» صورة يظهر فيها قادة لحركة حماس المستهدفين للاغتيال. والأسماء الواردة في الصورة للاغتيال، هم: يحيى سنور، محمد ضيف، رائد العطار، روحي مشتهى، مروان عيسى، وإسماعيل هنية. حماية الشعب وردا على العملية العسكرية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء، إن «السلطة الفلسطينية ستتوجه الى كل المنظمات والمؤسسات الدولية لحماية الشعب الفلسطيني». ودعا عباس في كلمة متلفزة الشعب الفلسطيني الى الوحدة والتماسك. وأضاف «أدعو اللجنة الرباعية ومجلس الأمن لتأمين الحماية لشعبنا، وسنتوجه الى كل المؤسسات الدولية والمنظمات الدولية من أجل تأمين الحماية الدولية لشعبنا». إسرائيل مشلولة وفي المقابل، واصلت فصائل المقاومة قصف الصواريخ على إسرائيل، التي بدت مشلولة، إذ تعرّضت مدن الوسط من تل أبيب إلى هرتسيليا مرورا بريشون ليتسيون حتى مدينة القدس لوابل من الصواريخ بعيدة المدى، وقد أصيب منزل بشكل مباشر في محيط مدينة القدس بالقرب من بيت شيميش، من دون وقوع إصابات. وقالت كتائب القسام في بيانات متلاحقة إنها قصفت تل أبيب بأربعة صواريخ من طراز إم 75، إضافة الى قصف مدينة اسدود ب38 صاروخا. كما قصفت مدينة حيفا بصاروخ جديد أطلقت عليه اسم R160 تيمنا باسم الشهيد عبدالعزيز الرنتسي. وقالت القسام إنها أطلقت عشرة صواريخ على زكيم، فيما استهدفت القدس بأربعة صواريخ من طراز إم 75. وبحسب ما تناولته المواقع العبرية، فقد تواصل القصف الصاروخي بعيد المدى، حيث تم قصف مدن تل أبيب وريشون لتسيون ومدينة القدس بسبعة صواريخ على الأقل، وسُمعت صفارات الإنذار في العديد من المدن حتى مدينة كفار سابا. وأشارت هذه المواقع إلى أن القصف الصاروخي شمل مدن اسدود وبئر السبع وعسقلان والبلدات المحيطة بقطاع غزة، ما اعتبرته المواقع العبرية القصف الأعنف منذ بداية العملية العسكرية.
