هذا ما سبق التحذير منه ، أن يُصبح الشعب الفلسطيني مخطوفاً دائماً لأهواء البعض وسياسات ومخططات البعض ، فشعار دعم الشعب الفلسطيني وحصار غزة والإنقسام أصبح وسيلة وقاعدة إنطلاف لبعض الشخصيات التي تحاول الإنقضاض على ما تبقى من منظمة التحرير الفلسطينية ، ليتم استكمال مشروع الإستبدال الميداني للمنظمة من خلال المؤسسات والبلديات والوزارات مستقبلاً . لقد حذر البعض وحذرنا مراراً من مخططات البعض الإلتفاف على حالة التراجع الذي تشهده فصائل منظمة التحرير على مستوى العلاقة مع الجماهير في قطاع غزة وحتى في الضفة ، وحالة اليأس التي تسللت للمواطن الفلسطيني وجعلته يفقد الثقة بهذه الفصائل التي تُعد موجودة على الورق فقط ومن أجل الموازنة والنثريات والمكاتب والسيارات ، وهاهي النتيجة أصبحت تزداد يوماً بعد يوم . بالأمس قام تجمع الشخصيات المستقلة بتوزيع المساعدات الغذائية على محافظات غزة ، واليوم مساعدات طبية في بيت حانون ، ونجاح ساحق في انتخابات إتحاد المقاولين الفلسطينيين ، وصولاً إلى قيادة الشعب الفلسطيني في المستقبل ، وبذلك تُبح فصائل العمل الوطني في غزة في عداد المفقودين وكأن التاريخ بدأ منذ أن انطلق الآخرون ، وتم نسيان كُل التضحيات سابقاً . إن المواطن الفلسطيني وخاصة في غزة ، يحتاج إلى من يقف إلى جانبه على الأرض ، ويتواصل معه بشكل يومي ويشاركه أفراحه وأحزانه ، وأن يتنازل أصحاب البدل الفخمة ليُصبح المواطن والمسئول في إطار واحد يجمعهم من أجل المصلحة العامة ومستقبل هذا الشعب . نحن لا نستطيع أن نمنع أحد من العمل ، لكن لا يجوز أن يكون هذا العمل من أجل أهداف تضر بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني ، وأن تمس جوهر وجوده المتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت ولازالت الحضن الرسمي والإطار الوحدوي للشعب الفلسطيني . إعلامي وكاتب فلسطيني [email protected]