كباقي الفتيات الفلسطينيات ، أحبت وطنها ، رفضت الكثير من العادات والتقاليد التي إعتبرتها وليدة لتجربة خاطئة مارسها البعض ، انتفضت على واقع شابه الكثير من الخطأ ، هذا الواقع الذي أصبح فيه الطالب سيداً على أستاذه ، وأصبحت فيه الخطأ سمة الكثير من أبناء هذا المجتمع الطيب . عملت بجهد واستطاعت أن تضع الفتاة الفلسطينية على صفحات الصحف الفلسطينية بإبداعها وعطائها ، وإيمانها بحتمية الوجود للمرأة الفلسطينية في كافة المواقع ، فجسدت صورة المرأة التي أنجبت المناضل الفلسطيني ، وجسدت صورة شقيقة الأسير البطل ، وكذلك جسدت طفولة الفلسطيني التي سلبها الإحتلال من جراء قتله وحصاره وإرهابه ضد شعب أعزل يتطلع للحرية والحياة بكرامة . لقد كانت تجربة أسماء الغول ، وبرغم ما شابها من انتقادات وكذلك من حملها من إيجابيات ، تجربة تستحق الإحترام والتقدير ، لأن شعبنا العربي الفلسطيني ، هو شعب حي وحر وكريم ، فيه من العطاء الكثير ، ومن الحب الكثير ، ومن الإيجابيات الكثير ، وأيضاً فيه من السلبية ما يُعكر صفو حياته وأمله بمستقبل يحمل أجيالنا نحو دولتهم وحياتهم إسوة بأطفال البشرية . أسماء الغول ، اسم أثار الجدل في غزة ، كانت ولازالت عنوان لبعض المقالات والأخبار التي تحدثت عن جرأة المرأة الفلسطينية في ظل عادات وتقاليد اعتبرها البعض خارجة عن آدابنا ، لكننا نقول أن شعبنا هو كأي شعب على هذه الأرض ، وُلد لكي يكون حراً ، وُلد ليقول كلمة ( لا ) للظلم وللقسوة والقهر . في هذه الكلمات ، لابد إلا أن نؤكد على أن أسماء الغول ستبقى ابنه غزة ، غزة بهوائها وبحرها وشوارعها ، وستبقى غزة هي عنوانك ألأول والأخير يا أسماء ، ولا وطن لك سوى هذه الأرض الطاهرة التي أعطتك الأمان برغم حقد البعض ، وسوف تبقى غزة عنوان الأمان لكُل من ذاق طعم الخوف والإرهاب والتهديد . ستبقى غزة بهؤلاء المثقفين والشرفاء ، قاموساً للإبداع ، فقد كانت غزة ولازالت عنوان كُل المحرومين والمبدعين والمناضلين ، وهي عنوان الشهداء والأبطال وقبلة القادة العظماء الذين ضحوا وكانوا عناويناً هامة في تاريخ هذا الشعب الفلسطيني الطاهر ... فلك يا أسماء كُل التحية والتقدير . إعلامي وكاتب فلسطيني [email protected]