أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وبالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني عن تقديم مجموعة من الفعاليات وورش العمل عن الرقص البريطاني المعاصر تحت عنوان "صندوق الكاثاك" إلى جانب برنامج تعليمي خاص يضم عدد من حلقات العمل تنظمها شركة "سونيا صبري" لعدد من المدارس والكليات في أبوظبي وذلك ضمن فعاليات الموسم الثالث من مهرجان "المسرح العالمي" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بأجندة ثقافية غنية، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي نظم اليوم الأحد 20 فبراير 2011 كليات التقنية العليا _ كلية الطالبات بأبوظبي بحضور السيد عبد الله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والدكتورة كاثلين هودج مديرة كلية التقنية العليا للطالبات بأبوظبي، والسيدة هنّا هيندرسون، مديرة الفنون لدى المجلس الثقافي البريطاني في الشرق الأوسط، والفنانة سونيا صبري، وحشد من الطالبات والصحفيين ومحبي هذا الفن الراقي. وسيتمكن الجمهور في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة من متابعة الأساليب واللوحات الراقية للعمل الفني الراقص "صندوق الكاثاك" في 26 فبراير في أبوظبي و28 فبراير في دبي، كما ستتاح الفرصة للطلاب للتمتع بهذه العروض والرقصات عبر سلسلة من حلقات العمل التي تم إعدادها خصيصاً لتتناسب مع الأعمار والإمكانيات المختلفة للطلاب، بالإضافة إلى مشاركتهم لعدد من المتحدثين المحليين والدوليين من المجلس الثقافي البريطاني من المملكة المتحدة، وجامعة برمنغهام سيتي في الندوة الخاصة التي تقام بهدف التأكيد على الدور الذي تلعبه والفنون الإبداعية في دعم روح التعاون والتعاضد بين أفراد المجتمع. وقال السيد عبدالله العامري، مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث "إن استضافتنا للفنانة سونيا صبري تبرز عالمية الآفاق التي تفتحها رؤية قيادتنا وجهود دولتنا في رعاية الثقافة والفنون، كما تؤكد على سعينا لتعريف مجتمعنا بهذا النوع من الفن كونها تساهم في التعريف بالرقص المعاصر كواحد من الفنون التي لا تعتمد على الإبهار، إنما تعتمد على الفكر والأداء الإيمائي الذي يشكل لغة عالمية ويؤسس مساحة تواصل إنساني وثقافي تتسع للجميع ضمن إطار القيم الإنسانية المشتركة". وتابع العامري " حرضنا في استضافتنا لهذا العرض العالمي الأول والفريد من نوعه في عالمنا العربي "صندوق الكاتاك" على أن نستفيد من وجود الفنانة سونيا صبري وفرقتها لتدريب شبابنا وطلابنا من خلال إقامة ورشات عمل تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الشعوب والانفتاح على الثقافات واحترام الاخر، وتشجيعاً للطلاب على استكشاف قوة تأثير الفن، مستلهمين هذا التأثير العميق عبر موضوعات مختلفة حول "صندوق الكاثاك" والمفهوم المرتبط باستخدام أشكال هذا الفن بوصفها لغات إبداعية للتعبير عن الذات الإنسانية الخلاقة، إلى جانب تعريف طلاب بيت العود وطلاب كليات التقنية العليا والجامعات وبعض المدارس عن قرب على هذا الفن والمزيج الرائع للموسيقى الآتي إلينا من بريطانيا والذي يعبر عن الطاقة الفنية المتنوعة لبريطانيا الحديثة، ويشجع "صندوق الكاثاك" الجماهير على "التفكير خارج صندوق الأفكار المألوفة" عبر جمعه مزيجاً فريداً من أشكال الفن ودمجه بين الرشاقة والعنفوان، ولا شك في أن ورشات العمل والنشاطات التعليمية الداعمة لمثل هذه الأعمال الأدائية سوف تقدم لكل حضورها الإلهام الإبداعي الحقيقي". وقالت هنّا هيندرسون، مديرة الفنون لدى المجلس الثقافي البريطاني في الشرق الأوسط: "نهدف إلى تعريف الطلاب والمبدعين وكافة المهتمين بالفنون على الأبعاد الفريدة للعمل الاستعراضي «صندوق الكاثاك» عبر استكشاف ثراء الشِّعر والحركة الإيقاعية المتناغمة، إذ تجمع رقصة الكاثاك الهندية الكلاسيكية بين البراعة الحركية والإيمائية والتعبيرية والموسيقية، وبين الكلمة المحكيَّة واللوحة الدرامية والراقصة، وتحملنا على التفكير خارج الأُطر التقليدية". وتابعت هنّا حديثها قائلة: "وتأتي هذه المبادرة في إطار التزامنا إزاء ثقافة الجيل الجديد وموسيقاه، واستضافتنا لحلقات العمل المختصة بالحركة الاستعراضية والتعبير عن الذات، ورعايتنا لمشاريع الوسائط الاجتماعية التي تربط بين طلبة المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، نحن واثقون من أن هذه المبادرة من المجلس الثقافي البريطاني، بالتنسيق مع شركائنا بالدولة، ستشكل تجربة ملهمة واستكشافية ومعرفية في آنٍ معاً لكل من يشاهد الاستعراض الراقص من طلاب وغيرهم". أمّا في برنامجها الغني سوف يختبر طلاب مركز المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي مع الفنانة سونيا صبري العناصر المختلفة الداخلة بهذه الرقصات كالحركات الإيمائية للأيدي والأقدام واللوحات التعبيرية والتي ستنتج عرضاً فنياً قصيراً في ختام حلقة العمل هذه، كما سيناقش طلاب جامعة زايد الحركات الإيمائية والكلمات المحكية بأسلوب درامي، ومتابعة مشاهد من رقصات الفنانين ضمن عدد من العروض. كما ستتركز الفعاليات للطلاب في كلية أبوظبي للطالبات على الشعر والإيقاع والسرد القصصي والحركات الإيمائية بهدف تشجيع الطلاب على التواصل الخلاق ومشاركة الأفكار الفردية، في حين ستتاح الفرصة لطلاب كلية أبوظبي للطلاب لمقارنة العناصر التقليدية لرقصات الكاثاك مع الإيقاعات الصوتية البشرية الحديثة والمواقف والإيحاءات الإيمائية. فيما ستتضمن حلقات العمل في مدرسة الراحة الدولية على الرقصات والموسيقى والتقنيات الشعرية والمراجع المسرحية، والتي ستسخر كركائز لإبداع اللوحات الأدائية في نهائية الحلقات والتي ستعرض لاحقاً على مسرح أبوظبي. وسيتمكن الطلاب من العمل على واحدة أو أكثر من المجالات الثلاثة التالية: الرقص والحركات (رقصات الكاثاك الريفية مع تأثيرات معاصرة)، والموسيقى (الإيقاعات الصوتية البشرية، والأغاني)، والكلمة المحكية (كأداة للسرد والوزن الشعري). وسيقوم الطلاب بتأدية عرض تمهيدي للرقصات الاستعراضية «صندوق الكاثاك» مع نهاية الحلقات على مسرح أبوظبي. إلى جانب أن طلاب المدرسة الكندية الدولية سيشاركون في حلقات العمل التي ستضم الموسيقى الهندية، والإيقاعات الصوتية البشرية، والرقصات، في حين سيستمتع طلاب رابطة الدراسة المنزلية في أبوظبي بحلقات العمل التي تركز على الرقصات. وتشتهر سونيا صبري بكونها واحدة من ألمع الراقصات ومصممي الرقصات وأكثرهم قدرة على الإلهام في الوقت الحاضر ممن ولدتهم بريطانيا، وتمتد إبداعاتها من الكاثاك الكلاسيكي المتحدر من شمال الهند إلى الاستكشافات الريادية في مجالات الرقص المعاصر، بينما تعكس أعمالها تقديرها للثقافتين: الهندية والبريطانية، ومن خلال عملها ابتدعت أسلوباً فردياً جديداً من الكاثاك عبر توسيع الحدود وخلق أداء أصيل في مفهومه وممتع وعلى صلة بجماهير اليوم. بدورها، قالت سونيا صبري "نشعر بحماسة هائلة لإتاحة الفرصة أمامنا لتقديم أعمالنا للجمهور في أبوظبيودبي وزيارة المدارس والكليات المحلية، كما إننا ملتزمين بزرع بذور الإبداع لدى الجيل القادم ونأمل في إلهام الناس عبر مثل هذه الشراكات الخلاقة التي تعرض أساليب الرقص وأشكال الفن، بينما تحافظ على النقاء والكمال الضروري للكاثاك". ويذكر أن هذه الفعاليات التي تستضيف من خلالها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أبرز وألمع نجوم الفن والموسيقى حول العالم ومنها سونيا صبري تأتي انسجاماً وترجمة لأهداف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث فيما يتعلق بتطوير الفنون والموسيقى والأدب في الإمارات من خلال الانفتاح على ثقافات العالم تعكس رؤية الهيئة في إقامة برامج غنية بالمعاني الرمزية وهادفة لنقل التراث الإماراتي إلى العالم. ويواصل «المجلس الثقافي البريطاني» إطلاق مبادرات إبداعية فنية معرفية تسهم في إقامة الصلة بين آلاف الفنانين والمُبدعين والمؤسسات الثقافية حول العالم، وتقريبهم من المملكة المتحدة. وبالتعاون مع شركائه بالمملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط والمعنيين بالفنون الموسيقية والاستعراضية، يسعى المجلس إلى أن يتفاعل الجيل الجديد مع الفنون الاستعراضية المُبدعة بالمملكة المتحدة بكافة أشكالها.