إلى أخوتنا المصريين اجتمعوا على كلمة سواء المشهد المصري مشهد مخيب لآمال العروبة فضلاً عن المصريين .. لم يكن أشد المتشائمين ليتصور الحال في مصر أن يصل إلى ما وصل إليه الآن … مصر التي امتدحها رب العزة في كتابه حيث قال (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) … تعيش واقعا تعيسا وفوضوية عارمة .. وصراع بين أيدلوجيات هدفها التفرد بسدة الحكم في أكبر دولة عربية ، بل ومؤثرة في واقع السياسة العربية والإقليمية والدولية في مصر ومع قرب يوم الاحتفاء بمضي عام على تتويج أول رئيس تم انتخابه بطريقة أثنى عليها العالم أجمع. يحصل ما لم يكن في الحسبان … حشود غير مسبوقة تخرج للشوارع يحشدها أولئك الساسة الذي لا هم لهم إلا الوصول إلى سدة الحكم ودغدغة العواطف وبحجة أن هذا الرئيس لم يحقق لكم تطلعاتكم بينما نحن اليوم سنقدم لكم الأفضل .. ترهات وأراجيف ونزغات شيطانية .. وشعوب عربية مغلوب على أمرها بعد لم تفهم لعب السياسة الخارجية التي تنفذ مآربها وبكل أسف في بلداننا العربية بأيدي عربية تحمل أيدلوجيات وأفكار هدفها تحقيق مصالح خارجية . وأنا أتتبع شاشة التلفاز وأخبار مصر تذرف دموعي على الواقع المصري الفوضوي من حرق للمقرات وتعطيل للمصالح والمقدرات وتدمير للدولة ومكانتها .. ويشتد حزني على تلك الدماء الزكية الطاهرة التي أريقت في ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أطاحت بأعتى حاكم جثم على صدر العروبة والمصريين فترة ثلاثة عقود من الزمان . مصر الرائدة في ميدان العروبة .. انتهجت نهج الديمقراطية واحتكمت لصناديق الاقتراع وفاز فيها من فاز وخسر من خسر وجب على الخاسر أن يتقبل الخسارة بروح رياضية … وفاز من فاز ومُنح ثقة المصريين آملين منه الكثير وجب عليه أن يرعى مصالحهم ويحقق رفاهيتهم بعيداً عن الأعذار الغير مقبولة حتى لا ينطبق عليه المثل القائل ( عذر أقبح من ذنب ) . بالأمس خرج الجميع وهم يحملون هماً واحداً فحصل لهم الفرج والتمكين، ثمانية عشر يوماً حققت لهم مرادهم .. بعدها تولى العسكر حكم مصر وتحكموا في شرف الشريف الذي وصل لمنصبه بقناعة المصريين في ميدان التحرير وحُمل يومها على الأكتاف في موقف فريد من نوعه .. وهتف الجميع بعد ذلك في وجه العسكر بشعارهم التاريخي ( يسقط يسقط حكم العسكر ) ،هللت الأمة العربية جميعاً بالانتصار الثاني للشعب المصري بعد سقوط حكم العسكر الذي كاد أن يعيد مصر إلى مربعها السابق، وحكمها الذي دام عقود من الزمان فمصر قد حكمها عسكريون كثر حتى أتت الثورة لتوصل أول حاكم مدني إلى سدة حكمها . عسكريون كثر حتى أتت الثورة لتوصل أول حاكم مدني إلى سدة حكمها . غير أن كل تلك الانتصارات .. يوم أن كان أهل مصر على قلب رجل واحد أصبحت نذير شؤم لكل العرب والمصريين فأصبح أهل مصر ينطبق عليهم قوله تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. لسنا في صدد حديث سرد قصص الثورة وما حصل فيها .. بل نحن في واقع مغاير تعيشه مصر فالثوريون قد انقلب بعضهم على بعض .. وأصبحوا في صراع على من يتولى حكم مصر يتصارعون على المناصب ضاربين بمصر وأمنها عرض الحائط … هلل الجميع بتلك الديمقراطية الفذة .. فتحول كل ذلك إلى حسرة وأسف . إلى كل مصري غيور على مصر نداء عاجل تحاوروا واجتمعوا على كلمة سواء دون إملاءات خارجية من هنا وهناك … كن كجسد واحد .. كونوا كما قال الشاعر:
تأبى الرماح أذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقنا تكسرت أحاداً
تغنينا بثورتكم وعددناها نموذجا رائعاً فدعوها كما كانت .. سنتغنى بها حتى ولو بحّت أصواتنا . لأن مصر أم الدنيا برخائها وأمنها يتحقق التغيير الجذري في واقع الأمة العربية .. فوجب على الساسة والتكنوقراط والحكماء أن يتنبهوا للمؤامرات التي يحيكها الآخرون لمصر حتى يدمروا مصر وثورتها المباركة. نسأل الله أن يرعى مصر وأهلها ويحفظها من كل مكروه .. ويفشل كل المخططات الرامية لتفريق الصف المصري .. وأن يخلصها من المنافقين والمرجفين .